الهند.. كيف تغلبت مومباي المزدحمة على كورونا مقارنة ببقية المدن؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
موظفون يتابعون شاشات مراقبة داخل غرفة إدارة الكوارث لمتابعة حركة الأشخاص على الطرق وتوافر الأسرة في المستشفيات بجميع أنحاء مومباي. 18 مايو- 2021. - REUTERS
موظفون يتابعون شاشات مراقبة داخل غرفة إدارة الكوارث لمتابعة حركة الأشخاص على الطرق وتوافر الأسرة في المستشفيات بجميع أنحاء مومباي. 18 مايو- 2021. - REUTERS
مومباي -أ ف ب

عندما وصل وباء كورونا إلى الهند، كانت مومباي من أكثر المدن عرضة للخطر، بسبب الازدحام الذي تشهده، لكن بعد مرور عام، فاجأت المدينة الجميع بطريقة تعاملها الناجحة مع الموجة الثانية الفتاكة.

في مايو 2020، كان الخط الساخن الذي أنشأته بلدية المدينة، يتلقى آلاف المكالمات كل ليلة من مواطنين يائسين، العديد منهم ليس لديهم فرصة لدخول مستشفى عام، لم يكن في مومباي إلا 80 سيارة إسعاف، و425 وحدة عناية مركزة لسكان يبلغ عددهم 20 مليوناً.

إقبال شاهال، الذي تولى منصب مفوض بلدية مومباي، في مايو الماضي، قال إن "شيئاً ما كان لا بد أن يتغير بسرعة".

ووفرت مستشفيات ميدانية جديدة، آلاف الأسرة، وقدّمت مرافق خاصة إلى الحكومة، أجنحة لمعالجة المصابين، وحوّلت 800 مركبة إلى سيارات إسعاف، لكن كل تلك الجهود لم تكن كافية لمواجهة الارتفاع السريع في عدد الإصابات، إذ وصف شاهال الوضع، بقوله: "كنا نحتاج إلى مطاردة الفيروس".

نهج استباقي

وركزت البلدية، على 55 حياً فقيراً بما فيها دارافي، وهو الأكبر في الهند، حيث فرضت تدابير صارمة مصحوبة بتطهير للمراحيض العامة، واختبارات شاملة، وجهود تطوعية ضخمة تضمن تفادي الجوع.

وتم إنشاء "غرف حرب"، يديرها أطباء يتولون فرز الحالات، وتحديد مكان إرسال المريض، بغض النظر عما إذا "كان وزيراً أو من كبار الشخصيات، أو من سكان الأحياء الفقيرة".

وكانت نهاية عام 2020، تشير إلى أن الهند ربما تغلبت بأعجوبة على الوباء، ما دفع إلى تخفيف قيود الإغلاق، لكن في مومباي، لم تفعل ذلك، ولم تفك سريراً واحداً من المستشفيات الميدانية، التي أصبحت مهجورة، وهو ما يعني أنه عندما ارتفع عدد الإصابات في مارس الماضي، كانت المدينة أفضل استعداداً من الكثير من المدن الهندية الأخرى، حيث "كاد نظام الرعاية الصحية ينهار".

محارق في بقية المدن

وفي العاصمة نيودلهي، وأماكن أخرى، توفي مرضى خارج المستشفيات، واكتظت محارق الجثث، لكن الأمر لم يكن كذلك في مومباي، وعلى الرغم من وجود كثافة سكانية أعلى بكثير من العديد من المدن الأخرى، شهدت مومباي معدلات وفيات أقل بشكل ملحوظ.

وعلى الرغم من ذلك لم تسلم المدينة من آثار الجائحة، واستذكر شاهال إحدى ليالي أبريل الماضي، عندما واجهت 6 مستشفيات نقصاً حاداً في الأوكسجين، ما عرض 168 مريضاً لخطر الموت، عدا من لم يتم نقلهم إلى مرافق أخرى، وأضاف شاهال "كنا نتوقع وصول موجة ثانية".

وأوضح روبن ماسكاريناس، الشريك المؤسس لمنظمة "خانا شاهيي" غير الربحية، والتي تتخذ من مومباي مقراً لها، أنه كان يتلقى عشرات الرسائل كل صباح، من أشخاص يتسولون للحصول على الأوكسجين والأدوية، كانت "الطلبات ترد في معظمها من خارج المدينة".

وعلى الرغم من أن ذلك شكّل "مفاجأة سارة" لشاهال، إلا أنه بقي حذراً، وهو يستعد لموجة ثالثة، من خلال تخزين الأوكسجين، وبناء مستشفيات ميدانية للأطفال، وتوسيع القدرات في المستشفيات العامة، موضحاً: "كانت الموجات السابقة بمنزلة صحوة، بالنسبة إلينا".

شاهد أيضاً: