رئيس جمعية الإمارات للخط: فنون الخط العربي إرث أصيل للمنطقة ولشعوبها

time reading iconدقائق القراءة - 4
لوحة خط عربي مكتوبة بخط النستعليق - الشرق
لوحة خط عربي مكتوبة بخط النستعليق - الشرق
دبي- حسن رحماني

قال رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي خالد الجلاف، لـ"الشرق"، إن الخط إرث عربي وتراث لشعوب المنطقة وثقافة عربية خالصة، رافضاً في الوقت ذاته، محاولة نسبه إلى ثقافات أخرى.

وفي وقت تحتل فيه التقنيات الحديثة النصيب الأكبر من الحياة اليومية، يقف "الخط العربي" كآخر خط دفاع عن القيم الجمالية المتصلة بالإنسان بشكل مباشر دون وسيط، محاولاً البقاء على قيد الذاكرة العربية.

وبسؤال الجلاف عن التقنيات الحديثة، وهل حقاً تخدم فنون الخط أم تجمدها عند مرحلة معينة، أجاب: "لا يمنع أن أمارس الخط من خلال التقنيات، لكن للاستخدام الوظيفي وليس لإخراج لوحة فنية، فعندما تأتي بلوحة مطبوعة بواسطة الحاسوب، وإن كانت وفق القواعد، إلا أن تكرار الحروف المتشابهة يفقد اللوحة جمالياتها".

وقال إن "الخطاط عندما يكتب بيده يستطيع أن يضع بصمته الخاصة، فهو يعرف متى وأين يبدأ الحرف وكيف ينهيه بطريقته الخاصة وفقاً للقاعدة، فهناك بصمة للخط تستطيع من خلالها أن تعرف هوية الخطاط، في حين أن اللوحات الحاسوبية تبقى جامدة بلا روح، و"هنا تنتفي مهمتها الأساسية الجمالية وتتحول إلى مهمة وظيفية".

ثقافة عربية خالصة

ويرفض الخطاط الجلاف نسبة الخط العربي إلى أي ثقافة أخرى غير العربية، قائلاً: "أنا لا أرفض أن تتفاخر الثقافات الأخرى بممارسة الخط العربي، ويفرحني عندما أرى دولاً تهتم بالخط العربي، لكن من العيب أن ينسبوا هذا الفن لهم، لأنه ثقافة عربية خالصة".

وأكد الجلاف أنه "إذا كتب بعض الشعوب لغتهم بالخط العربي لا يعني أبداً أن ينسب إليهم. سمه خطاً عربياً بأسلوب تركي أو فارسي، لكن لا يسمى خطاً فارسياً أو تركياً".

ورأى الجلاف أن الفنون الأخرى اقتبست الكثير من الفنون الإسلامية، وهو دليل على التأثير غير المباشر من هذا الفن على الفنون الأخرى، فعندما تجد فناناً فرنسياً يعمل في مجال المنمنمات الفرنسية الأوربية ويختار رموزاً إسلامية، فهذا دليل على تأثره بها.

"عودة التوهج"

وبدأ الخط العربي مؤخراً باستعادة توهجه ومكانته القديرة في كثير من مناحي الحياة بشكل يومي، من خلال ما وجده من حفاوة من الجهات المعنية في الدول العربية،

ومن صور الاحتفاء الذي نالها الخط العربي مبادرة "عام الخط العربي" التي نفذتها وزارة الثقافة السعودية وحفلت بالكثير من الفعاليات، على مدى عامين كاملين.

كذلك، مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية في دورته الـ24، حيث تم الاحتفاء بأكثر من 284 عملاً فنياً لأكثر من 63 فناناً وفنانة من 27 دولة حول العالم، على مدار 40 يوماً.

وسجل الخط العربي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، من خلال ملف عربي مشترك، تقدمت به السعودية والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان ومصر والعراق والأردن وموريتانيا والمغرب وفلسطين والسودان وتونس واليمن ولبنان والجزائر في عام 2020.

تكريم الخط العربي

ورأى الجلاف أن الخطوة الأخيرة التي خطتها المملكة العربية السعودية، بمنحها الجنسية لخطاط المصحف عثمان طه، وخطاط كسوة الكعبة مختار عالم أكبر تكريم وتقدير للخط العربي من الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين.

ووصف الجلاف عثمان طه بـ"سفير الخط العربي" لكل أرجاء العالم ويستحق التقدير، وكذلك مختار عالم الذي يقوم بدور كبير في كسوة الكعبة، فهو يحافظ على الخطوط على كسوة الكعبة ونقائها وإخراجها بالمنظر الذي نراه على الكعبة، مضيفاً: "هذا يعتبر أكبر تكريم لهم وللخط العربي ولجميع الخطاطين".

اقرأ أيضاً: