قالت شبكة "سي إن إن"، إن نواباً في مجلس الشيوخ الأميركي وجهوا انتقادات لوكالة الاستخبارت المركزية (سي آي إيه) بعد إحاطة بشأن "هجمات طاقة موجّهة"، تنجم عنها أعراض مرضية غامضة، استهدفت مسؤولي استخبارات أميركيين في الخارج، ويُشتبه بأن روسيا تقف وراءها.
ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدرين مطلعين (لم تكشف هويتهما)، قولهما إن أعضاء مجلس الشيوخ طلبوا مزيداً من المعلومات من "سي آي إيه"، بشأن الحوادث الغامضة، والمساءلة في ما يتعلق بكيفية تعامل الوكالة معها.
وأضاف المصدران، أن أعضاء مجلس الشيوخ في لجنة المخابرات صُدموا، لأنهم كانوا قد علموا للتو بشأن تطورات مهمة لأول مرة، وكانوا مستاءين أيضاً لأنهم لم يحصلوا على مزيد من التفاصيل، بعد الإحاطة السرية التي كانت من أشد المسائل إثارة للجدل في التاريخ الحديث للجنة.
وأوضح مقدمو الإحاطات أنهم يعتقدون أن الهجمات على مسؤولي المخابرات في الخارج مستمرة، وناقشوا الحالات المشتبه فيها التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، والتي ظهرت في دولة أوروبية هذا العام، بحسب مصدرين مطلعين على الحالات.
اتهامات بـ"التستر"
وكانت شبكة "سي إن إن"، ذكرت لأول مرة الأسبوع الماضي، أن الوكالات الفيدرالية تحقق أيضاً في حادثة محتملة بالقرب من البيت الأبيض، حيث أصيب أحد موظفي مجلس الأمن القومي بأعراض مشابهة لتلك التي أبلغ عنها مسؤولون عانوا من أعراض مرض غامض أصبح يُعرف باسم "متلازمة هافانا".
يعتقد المسؤولون الأميركيون، أن الأعراض التي تؤثر في الجنود الأميركيين في الخارج يمكن أن تكون نتيجة هجوم بواسطة نوع من الأسلحة تستخدم "طاقة الترددات الراديوية النبضية الموجهة" لاستهداف ضحاياها.
من جانبه، التزم مدير وكالة المخابرات المركزية الجديد، بيل بيرنز، بإعطاء الأولوية للتحقيق في الهجمات، لكن الإحاطة الاستثنائية كشفت أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به بشأن هذه القضية المعقدة والمثيرة للقلق؛ لا سيما في ما يتعلق بالمساءلة بشأن إساءة تعامل الوكالة في البداية مع الحالات، ويشمل ذلك عدم تقديم الرعاية الطبية بشكل صحيح للمسؤولين المتضررين وتنسيق التحقيق عبر الحكومة، وفقاً للمصادر.
ووفقاً للمصادر، لم يقدم مقدمو الإحاطة الذين كانوا أعضاء في فريق عمل وكالة المخابرات المركزية الذي يحقق في الهجمات، جدولاً زمنياً واضحاً لوقت اكتشاف معلومات محددة، ولماذا تمت مشاركتها فقط مع أعضاء مجلس الشيوخ في ذلك الوقت، ما دفع بعض الأعضاء للاعتقاد بأن الوكالة كانت تخفي هذه المعلومات في السابق عن الكونغرس.
استهداف للأميركيين بالخارج
من جانبها، قالت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ في بيان للحزبين الجمعة "يبدو أن نمط مهاجمة إخواننا المواطنين الذين يخدمون حكومتنا آخذ في التزايد".
وأضاف البيان، أن اللجنة ملتزمة "بالوصول إلى حقيقة الأمر"، ورحب "بتركيز بيرنز المتجدد" على هذه الهجمات.
وقال رئيس اللجنة مارك وارنر، العضو الديمقراطي عن ولاية فرجينيا، والسيناتور الجمهوري ماركو روبيو، عضو اللجنة: "ستواصل لجنتنا العمل معه (بيرنز)، ومع بقية دوائر المخابرات، من أجل فهم أفضل للتقنية الكامنة وراء السلاح المسؤول عن هذه الهجمات".
وأضافا: "سنركز على ضمان حماية أفرادنا، وتقديم الدعم الطبي والمالي الذي يستحقه الضحايا. في نهاية المطاف سنحدد المسؤولين عن هذه الهجمات على الجنود الأميركيين وسنحاسبهم".
في المقابل، رفضت متحدثة باسم لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ التعليق على الإحاطة، مشيرة إلى بيان اللجنة الذي صدر الجمعة.
"متلازمة هافانا"
في الـ22 من أبريل الماضي، كشفت مجلة "بوليتيكو"، أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أجرت تحقيقاً بشأن "هجمات طاقة موجّهة"، تنجم عنها أعراض مرضية غامضة، استهدفت عسكريين أميركيين في الخارج، ويُشتبه بأن روسيا تقف وراءها.
وأوضحت المجلة، أن التحقيق جزء من جهد أوسع للنظر في هجمات الطاقة الموجهة على المسؤولين الأميركيين عبر وكالات متعددة في السنوات الأخيرة. ومنذ أواخر عام 2016، أبلغ ما يقرب من 50 مسؤولاً عن أعراض مرض غامض أصبح يُعرف باسم "متلازمة هافانا" بين الدبلوماسيين الأميركيين المعينين في كوبا.
وشملت الأعراض طنيناً حاداً وضغطاً في الأذنين، وكذلك فقدان السمع والتوازن، والتعب والصداع، كما يعاني بعض الضحايا من تضرر في المخ على المدى الطويل.
وأشارت المجلة إلى أن هجمات الطاقة الموجهة على عملاء ودبلوماسيين أميركيين موثقة جيداً؛ إذ شكلت وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) مؤخراً فرقة عمل خاصة بها للنظر في هذه القضية. لكن جهود البنتاغون الأخيرة للنظر في حوادث مماثلة تعرضت لها قوات أميركية لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً.
ويستخدم هجوم الطاقة الموجهة طاقة كهرومغناطيسية عالية التركيز، بما في ذلك ترددات راديو عالية الطاقة أو أجهزة ميكروويف وأشعة جسيمات، لإلحاق الضرر بالهدف. ويمكن أن تتخذ الهجمات أشكالاً مختلفة، من تشويش الأجهزة الإلكترونية إلى إحداث ألم أو إصابات دائمة.
وخلص تقرير أعد بتكليف من وزارة الخارجية الأميركية وصدر في ديسمبر، إلى أن "طاقة الترددات الراديوية النبضية الموجهة" هي السبب الأكثر احتمالاً لحوادث "متلازمة هافانا".