
أعلنت السلطات السودانية، حالة الطوارئ في مدينة كسلا، شرقي البلاد، لمدة 3 أيام للسيطرة على أحداث العنف التي صاحبت قرار إقالة الوالي صالح عمار، بعد سقوط ضحايا إثر تصاعد الاشتباكات في المدينة.
وأشار الناطق باسم الحكومة السودانية، فيصل محمد صالح، في تصريحات صحفية، إلى أن الهدوء عاد إلى مدينة كسلا بعد أحداث العنف التي أودت بحياة 8 أشخاص، بينهم أحد أفراد الأمن.
وأوضح صالح، أن الأحداث تطورت بعد إعلان إقالة الوالي، وسيّرت مجموعات رافضة للقرار مسيرات إلى أحد الميادين الرئيسة في المدينة، وتوجهت هذه المسيرات إلى مقر الولاية لاحتلاله من قبل المتظاهرين، بحسب تعبيره.
وأضاف صالح أن قوة مشتركة من "الشرطة والجيش والدعم السريع"، كانت تتولى حماية مقر الولاية، دخلت في اشتباكات مع المتظاهرين، مما أسفر عن سقوط ضحايا.
ضحايا الاشتباكات
مدير عام وزارة الصحة في ولاية كسلا شرق السودان، منتصر إبراهيم عثمان، قال لـ"الشرق" إن الاشتباكات في مدينة كسلا شرق السودان، أسفرت عن سقوط 8 ضحايا، و 14 مصاباً نتيجة إطلاق الرصاص عليهم.
وأضاف منتصر في حديثه لـ"الشرق"، أن "الإصابات كانت مباشرة في منطقة الرأس والبطن"، مشيراً إلى أن "المستشفى لا يملك الإمكانات، لاستقبال المزيد من الحالات الحرجة".
وأكد شهود عيان لـ"الشرق" أن "المئات من أنصار الوالي المُقال تجمعوا في أحد ميادين الولاية، وتوجهوا إلى مقر حكومتها، ما أدى إلى تعرضهم لإطلاق النار من قبل القوات الأمنية".
ونقلت وكالة الأنباء السودانية، أن قوات الأمن التي كانت تحرس مبنى الحكومة، "أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص"، مشيرة إلى أن "من بين المصابين عناصر من القوات النظامية".
من جانبه، وجّه نائب رئيس المجلس السيادي السوداني، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، القوات النظامية إلى "فرض هيبة الدولة في شرق البلاد، والقيام بواجبها في حماية المواطنين".
وقال حميدتي، في تغريدة له على تويتر، الخميس، "التقيتُ الإدارات الأهلية في الشرق، وناقشتُ معهم أحداث كسلا، وشرحتُ لهم اتفاق السلام، وإقراره بعقد المؤتمر التشاوري".
تداعيات الأزمة
واتهم والي كسلا المُقال صالح عمار، الشرطة السودانية، بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين وسط مدينة كسلا.
ودعا الوالي"القوى السياسية، ولجان المقاومة، والمجتمع المدني، والإعلام" إلى التحرك العاجل، و"الضغط على السلطة لوقف عنفها".
وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أصدر قراراً بإعفاء والي كسلا صالح عمار، الثلاثاء، بعد 3 أشهر من توليه المنصب، دون أن يتسلم مهامه بسبب اعتراضات قبيلة "الهدندوة"، وهي مكوّن من مكوّنات إثنية "البجا".
وينتمي عمار إلى قبيلة "البني عامر"، وتعارض قبيلة "الهدندوة" توليه المنصب بحجة أنه "لا يمثل سكان الولاية".
وتحولت الخلافات بين القبيلتين إلى اشتباكات في نهاية أغسطس الماضي، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، وجرح 10 آخرين، وحرق مجموعة محلات تجارية.