الجيش الإسرائيلي يرجح قتله شيرين أبو عاقلة.. ويرفض فتح تحقيق جنائي

time reading iconدقائق القراءة - 7
شيرين أبو عاقلة مراسلة "الجزيرة" خلال تغطية صحافية في مدينة القدس- 21 يونيو 2021 - AFP
شيرين أبو عاقلة مراسلة "الجزيرة" خلال تغطية صحافية في مدينة القدس- 21 يونيو 2021 - AFP
القدس- الشرق

قال الجيش الإسرائيلي الاثنين، إن النتائج النهائية للتحقيق في قتل الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة، أظهرت "وجود احتمال كبير" أن تكون قد قتلت بنيران الجيش الإسرائيلي عن طريق "الخطأ"، في حين قررت المدعية العامة عد فتح تحقيق جنائي. 

ونقل بيان للجيش الإسرائيلي عن المدعية العامة قولها إنه على الرغم من "وجود احتمال كبير" بأن تكون الصحفية شرين أبو عاقلة قتلت برصاص جنود الجيش، فإن "ظروف إطلاق النار، كما ظهر من التحقيق والنتائج الأخرى، لا تثبت الشبهة بارتكاب الجنود جريمة، مما لا يبرر فتح تحقيق جنائي".

واعتبرت المدعية العامة وفق بيان الجيش، أن ظروف الحادثة والإطلاق المكثف للرصاص في المكان، "يمهدان لارتكاب الجنود أخطاء في الميدان"، موضحةً أن "عناصر الجيش عملوا في ظل ظروف عرضت حياتهم للخطر، وتحت ضغط وتوتر ميداني شديديْن للغاية".

وتابعت أنه "بناءً عليه، فإن المعطيات الميدانية العسكرية تشكل مساحة لارتكاب الأخطاء من قبل القوات، والنتيجة المأساوية، في حد ذاتها، لا تثير الشك في ارتكاب مخالفة".

وزعم بيان الجيش بأنه "تم إجراء تحقيق عسكري، شامل عميق ومهني، وذلك وفقًا لسياسة التحقيقات المتبعة بحالات قتل أشخاص في مدن الضفة، وبالتالي نظراً لطبيعة النشاط العسكري، الذي شمل تبادلاً مكثفاً لإطلاق النار، وكانت معركة قتالية بشكل واضح، لم يتم فتح تحقيق فوري؛ وبانتهاء التحقيق العسكري، تم إحالة جميع البيانات والمعطيات إلى النيابة العسكرية للنظر فيها، من أجل اتخاذ قرار في الموضوع".

وأضاف أن المدعية العسكرية العامة وبعد فحص شامل للحالة والاضطلاع على البيانات قررت عدم فتح تحقيق جنائي. وتابع: "وجدت المدعية العسكرية أنه في ظل ظروف القضية، وعلى الرغم من النتائج الصعبة والمأساوية - وفاة صحافي وإصابة صحافي آخر - لم يكن هناك اشتباه بارتكاب جريمة جنائية تستدعي فتح تحقيق جنائي للشرطة العسكرية".

وأضاف البيان أن "مواد التحقيق العسكري المقدمة، إلى جانب البيانات والمعلومات من مصادر خارجية، شكلت أساساً واقعياً كافياً لاتخاذ قرار حول فتح تحقيق للشرطة العسكرية أم لا، وبحسب البيانات لم يكن هناك أي اشتباه في أنه تم إطلاق النار نحو من تم تحديدهم كمدنيين، وعلى وجه الخصوص كصحافيين".

وتابع: "مع ملاحظة أن إطلاق النار من قبل الجيش تم خلال معركة أطلقت فيها مئات العيارات النارية على نطاق واسع وعلى فترات طويلة من قبل فلسطينيين، وبالتالي لم يتبين أن عمل القوات تجاوزت المطلوب، كما أن الواقع يبين أنه لا يمكن استبعاد احتمال إصابة أبو عاقلة بنيران المسلحين الفلسطينيين".

من جهته، قال قائد المنطقة الوسطى اللواء يهودا فوكس، في بيان، إن "النتائج تبين أنه لا يمكن تحديد بشكل جازم، على يد مَن قُتلت شيرين، إلّا أن هناك احتمال أن تكون أصيبت عن طريق الخطأ بنيران الجيش التي وجهت نحو من تم تشخيصهم كمسلحين فلسطينيين، خلال معركة تم فيها إطلاق وابل من الرصاص الكثيف والعشوائي".

وأضاف فوكس في البيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي: "في 2 يوليو تم إخضاع الرصاصة التي أصيبت بها أبو عاقلة لفحص باليستي في مختبر الطب الشرعي من قبل هيئات مهنية في إسرائيل حضرها ممثلون من الولايات المتحدة ومختصون من قبل منسق الأمن الأميركي (جنرال رفيع المستوى) بين إسرائيل وفلسطين".

"تحقيق شامل"

وتابع: "خلال الفحص تبين أن هناك صعوبة حقيقية في عملية التشخيص نظراً لوضع الرصاصة ونوعية العلامات التي كانت عليها، ولم يتم الجزم ما إذا كانت الرصاصة أطلقت من سلاح إسرائيلي أم لا".

وأشار فوكس إلى أنه وفي إطار التحقيقات تم استجواب عناصر الجيش الذين كانوا متواجدين في المكان، وتحليل وفحص الصوت من مكان الحادث مباشرة، وتحليل مفصل لمنطقة المساحة خاصة مساحة إطلاق النار، والتي تضمنت محاكاة مفصلة لما حدث في المنطقة، ومراجعة آليات وقواعد إطلاق النار وتنفيذه، ولم يتبين أي خرق لها.

وقبل رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال آفيف كوخافي، استنتاجات التحقيق، وخلص إلى أن عناصر الجيش الذين تواجدوا أثناء الحادث لم يشخصوا شيرين أبو عاقلة كصحافية قائلاً: "وفقاً لنتائج التحقيق، لم يتم تشخيص أبو عاقلة كصحافية، وبالتالي لم يكن هناك إطلاق نار متعمد من قبل عناصر الجيش لاستهداف الصحافية".

وأضاف: "التحقيق الذي تم إجراؤه كان عميقاً وشاملاً، وحاولت فرق التحقيق فعل كل ما بوسعها وبأدق التفاصيل للوصول إلى الحقيقة".

واعتبر كوخافي أن "المراسلة تواجدت في ساحة مهددة بالخطر، وفي ذروة معركة استمرت إلى ما يقارب الساعة، وعمد خلالها فلسطينيون إلى إطلاق النار بشكل مكثف تجاه جنود الجيش الإسرائيلي، وكان هناك إطلاق نار عشوائي وفي كل الاتجاهات".

"لا مخالفة جنائية"

ولفت البيان إلى أن "كافة المعطيات نقلت إلى النيابة العامة العسكرية، حيث تم عرض تحليل مفصل للبيانات التي تم جمعها، وإعطاء استجابة للأسئلة التوضيحية التي وجهت إلى فريق التحقيق، بعد دراسة وفحص شاملين للحادثة، واستناداً إلى كافة المعطيات المتوفرة، وجدت المدعية العسكرية العامة أنه لا يوجد اشتباه في ارتكاب مخالفة جنائية يبرر فتح تحقيق جنائي لدى الشرطة العسكرية".

وأوضح أن "العملية التي قتلت فيها أبو عاقلة نفذت في منطقة سكنية مكتظة، وشهدت إطلاق نيران كثيفة وعشوائية، بما في ذلك في الوقت والمكان الذين تواجدت فيهما أبو عاقلة، ورافقها إلقاء عبوات ناسفة أصابت آليات عسكرية وسقطت بالقرب من الجنود، وقبل انتهاء العملية أصيبت أبو عاقلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات