بعد 7 سنوات على افتتاحه في العام 2015، عقب انتهاء أعمال الترميم التي استمرّت 20 عاماً، أغلق قصر سرسق أبوابه من جديد إثر انفجار مرفأ بيروت في 2020، بعد أن أحدث دماراً هائلاً في هيكل المبنى وقاعاته الفخمةبلغت أضعاف ما فعلته الحرب الأهلية به على مدى عقدين وأكثر (1975-1990).
وإسهاماً منها في إعادة الحياة إلى القصر الذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1860، أعلنت اليونسكو الجمعة، في إطار مبادرتها الدولية الرائدة "لبيروت"، المخصّصة لجمع التبرّعات وإعادة تأهيل المباني التراثية والمتاحف وصالات العرض، عن اتفاقٍ مع المكتب الاتحادي السويسري للثقافة، وجمعية قصر سرسق، من أجل تمويل المرحلة الأولى من إعادة تأهيل القصر.
سيمكِّن هذا التمويل بحسب اليونسكو "من ترميم الهيكلية المفقودة للمبنى، بدءاً من الأجزاء الأكثر تضرراً، وستطبق اليونسكو معايير مهنية معترف بها دولياً في جميع أعمال إعادة التأهيل والترميم، ليعود القصر ويفتح أبوابه تدريجياً أمام الجمهور كمتحفٍ خاصّ، ومركزٍ ثقافي، ومساحةً للعرض والإبداع".
وأكّدت مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت كوستانزا فارينا، خلال مؤتمر صحافي اهتمام المنظمة الخاصّ بإعادة تأهيل القصر، نظراً لأهمّيته المعمارية والحضرية، ودوره في تاريخ المدينة".
أضافت: "نأمل أن يجلب التمويل المقدَّم من الاتحاد السويسري دعماً إضافياً لاستكمال المراحل الأخرى في ترميم القصر. كما نأمل زيادة الاستثمارات في التراث الثقافي الذي يقع في صميم مهمّة اليونسكو".
سويسرا مع لبنان
واعتبرت سفيرة سويسرا في لبنان ماريون فيشلت، أنّ "التراث ركيزةً ثقافيةً أساسية، ويشكّل أحد أقوى أسس التماسك الاجتماعي".
وقالت: "إعادة تأهيل القصر هي علامة فارقة في مشروع طويل الأجل لإعادة فتح أبوابه مجدّداً، وإفادة قطاع التراث والثقافة منه".
ولفتت إلى "وقوف سويسرا إلى جانب لبنان بطرق عدّة منها، دعم إعادة بناء القطاعات الرئيسية مثل الصحة والتعليم والثقافة". وقالت: "نأمل أن تكون مساهمتنا في إعادة تأهيل القصر خطوةً داعمة لإحياء قلب المدينة وروحها".
وتحدّثت عضو مجلس إدارة جمعية قصر سرسق ماري كوكرين، وركّزت على أهمّية "التعاون مع اليونسكو في المرحلة الأولى من ترميم الواجهة الشمالية وسقفين شماليين للقصر".
ولفتت إلى إمكانية "تنفيذ هذا المشروع بفضل الدعم الكريم للمكتب الاتحادي السويسري للثقافة، الذي سيقابله تمويل إضافي من موارد جمعية قصر سرسق أيضاً".