
قال العميد الطاهر أبو هاجة مستشار رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، السبت، إن الجيش لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة أو حكومة كفاءات متوافق عليها من قبل القوى السياسية.
وأضاف أبو هاجة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية (سونا): " إننا لن نسلم السلطة إلا لحكومة متوافق عليها من كل السودانيين أو حكومة منتخبة".
وبينما جدد أبو هاجة التأكيد على أن المؤسسة العسكرية ملتزمة بـ"الخروج من العمل السياسي"، فإنه شدد على أنها ملتزمة كذلك بأن "تكون حكومة ما تبقى من المرحلة الانتقالية حكومة كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية ولا تخضع لأي محاصصات".
وتابع: "نحن ملتزمون كذلك بأن يكون ذلك بالتوافق بين جميع القوى السياسية".
ولفت إلى أن "القوات المسلحة مسؤولة بنص قانونها ودستور البلاد عن حماية أمن واستقرار هذا البلد، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً".
واعتبر أبو هاجة أن السلطة "أمانة في عنق القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة"، مردفاً أن "هذه الأمانة لن تُسلم إلا لمن يختاره الشعب السوداني". وتابع: "لا مجال لحكم الفترة الانتقالية بوضع اليد، والفهلوة السياسية".
"توافق حميدتي والبرهان"
وتأتي تصريحات مستشار البرهان بشأن التدخل المحتمل للمؤسسة العسكرية لضمان "تشكيل حكومة مستقلة"، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، أنه اتفق مع البرهان على أن "يتولى المدنيون اختيار رئيسين مدنيين لمجلسي السيادة والوزراء".
وأفاد حميدتي في بيان بأنه عقد اجتماعاً مع البرهان، الخميس، لافتاً إلى أن الجانبين جددا "التزامهما بخروج المؤسسة العسكرية من السلطة وترك أمر الحكم للمدنيين".
وأكد حميدتي أن "الاجتماع مع رئيس مجلس السيادة أقر بشكل قاطع بأن يتولى المدنيون اختيار رئيسي مجلس سيادة ووزراء مدنيين".
وأعرب عن تطلعه لـ"توافق قوى الثورة على تشكيل حكومة مدنية بالكامل لاستكمال مهام الفترة الانتقالية، بما يؤسس لتحول ديمقراطي حقيقي".
أزمة سياسية
وكان البرهان أطاح في أكتوبر الماضي، بالشركاء المدنيين في السلطة الانتقالية، في خطوة قال إنها "إجراءات تصحيحية"، لكن العديد من القوى السياسية رفضت ذلك، ووصفته بـ"الانقلاب العسكري".
ومنذ ذلك الوقت يشهد السودان احتجاجات تطالب بإبعاد الجيش عن الحكم، وأدى قمع قوات الأمن للمظاهرات إلى سقوط 116 متظاهراً، وفقاً لإحصاءات تصدرها لجان طبية مستقلة.
وآخر تلك الاحتجاجات، خروج آلاف السودانيين في مسيرة في شوارع الخرطوم، الثلاثاء، لتجديد المطالبة برحيل العسكريين الذين يحكمون البلاد منذ أكتوبر وتسليمها للمدنيين.
ولا تزال البلاد التي تعد واحدة من أفقر دول العالم، غارقة في ركود سياسي واقتصادي. ويقترب معدل التضخم من 200% شهرياً والعملة تهبط باستمرار وارتفع سعر الخبز 10 أضعاف منذ إجراءات البرهان في أكتوبر 2021.
اقرأ أيضاً: