تشهد العاصمة المصرية القاهرة، العديد من الفعاليات في إطار الاحتفال بالذكرى الـ109 لميلاد نجيب محفوظ (1911-2006)، والتي تأتي هذا العام، وسط إجراءات احترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.
وحرصت مؤسسات ثقافية رسمية وخاصة، على الإعلان عن فعاليات عدة للاحتفال بذكرى "عميد الرواية العربية"، والحائز على "جائزة نوبل" في الآداب عام 1988.
وقرر المجلس الأعلى للثقافة (هيئة حكومية) بث عدد من شهادات مثقفين مصريين حول دور محفوظ وتأثيره في الثقافة المصرية والعربية، على القناة الخاصة بوزارة الثقافة، بداية من مساء الجمعة، ولأيام عدة.
شهادات المثقفين
يشارك في المداخلات عدد كبير من الكتاب والرموز الثقافية العربية، من بينهم الكاتب الأردني إبراهيم السعافين، والروائية المصرية اعتدال عثمان٬ والكاتب المصري أشرف الصباغ، والناقدة الإيطالية إيزابيلا كاميرا دافيليتو، والنقاد المصريون إيهاب الملاح، ورضا عطية، وحسين حمودة، والروائي السوري، خليل النعيمي، والكاتبة المصرية ضحى عاصي، والناقد المغربي عبد الرحيم العلام، والروائي المصري عمرو العادلي، والناقد الفلسطيني فيصل دراج، ومحمد بدوي، والمؤرخ الأدبي مصطفى بيومي، والروائي ناصر عراق، والكاتب السوري نبيل سليمان، والروائي نعيم صبري، والكاتبة نوال مصطفى، والروائي السعودي يوسف المحيميد.
معرض كاريكاتير
وافتتحت وزيرة الثقافة، إيناس عبد الدايم، مساء الجمعة، معرض رسومات الكاريكاتير "محفوظ يلتقي ماركيز" والذي يقام بالتعاون مع سفارتي كولومبيا والمكسيك في القاهرة، بقاعة "نهضة مصر" في متحف محمود مختار، والذي يستمر حتى مساء الاثنين.
يضم المعرض 110 أعمال كاريكاتيرية لنحو 100 فنان من دول عدة، من بينها مصر، كولومبيا، المكسيك، كوبا، البرازيل، كوستاريكا، بيرو، وأوروغواي، وإسبانيا، والهند، والصين، وإندونيسيا، وروسيا، وغيرها.
وكان محفوظ، تبادل العديد من الرسائل مع الروائي الكولومبي، غابريل غارسيا ماركيز (1927-2014)، حسبما نشر الكاتب المسرحي محمد سلماوي، بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها محفوظ عام 1994، حين أرسل إليه ماركيز خطاباً شخصياً، قال فيه: "إن أشعة الشمس تنتصر دائماً على السحب مهما كانت داكنة أو محملة بالأمطار".
وأرسل محفوظ، خطاباً إلى ماركيز بعد مرضه وإعلانه التوقف عن الكتابة، يطلب منه ألا يترك القلم، قائلاً: "لا يجب أن يكون لديك شيء تكتبه حتى تمسك بالقلم، أمسك بالقلم في جميع الأحوال واكتب".
واستمر ماركيز، في الكتابة فعلاً، تماماً كما استمر محفوظ في الكتابة على الرغم من صعوبتها بعد محاولة الاغتيال.
رواية ملهمة
وفي سياق الاحتفالات، تعود الفنانة التشكيلية إكرام عمر، بمعرض تشكيلي يستلهم رواية محفوظ "ليالي ألف ليلة وليلة"، بعد غياب عن الساحة التشكيلية لأكثر من 18 عاماً.
ويفتتح المعرض في "غاليري خان المغربي"، مساء الثلاثاء، ويستمر أسبوعين، ويشهد ندوة خاصة لمناقشة رواية محفوظ الملهمة للتشكيلين، تتحدث فيها الروائية المصرية منصورة عز الدين.
وتقدم إكرام عمر، قراءتها الخاصة للرواية، مع مقارنة بكتاب "ألف ليلة وليلة" الأصلي، لتقدم كائنات محفوظ الخرافية، مثل طائر الرخ الخرافي، والسندباد، وأم الدواهي.
وسبق للفنانة التشكيلية، نازلي مدكور، أن استلهمت الرواية في معرض مماثل.
تأجيل الجائزة
على جانب آخر، قررت "الجامعة الأميركية في القاهرة"، الجمعة، تأجيل الإعلان عن اسم الفائز بجائزة نجيب محفوظ للرواية، إلى مارس، بعد أن كان الإعلان مقرراً السبت، في إطار الاحتفال بعيد ميلاده.
وقالت مصادر في الجامعة لـ"الشرق"، إن التأجيل يعود إلى الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الجامعة، ما منع لجنة التحكيم من إجراء اجتماعاتها الاعتيادية، ورأت أن التأجيل أنسب الحلول.
وشهد العام الماضي، تأجيلاً مماثلاً للجائزة بسبب قلة الأعمال المتقدمة، جراء ضعف القيمة المالية للجائزة، ما دفع إدارة الجامعة إلى زيادتها لتصبح 3 آلاف دولار، فضلاً عن ترجمة العمل الفائز إلى اللغة الإنجليزية.