لماذا أصبحت القاهرة الوجهة المفضلة للحوار الفلسطيني؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خلال الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة - 8 فبراير 2021 - AFP
وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خلال الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة - 8 فبراير 2021 - AFP
رام الله- محمد دراغمة

توافد ممثلو الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية، مجدداً، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لإجراء جولة أخرى، من الحوار الوطني الفلسطيني، الذي يهدف إلى إنهاء حالة الانقسام وتجديد المؤسسات السياسية.

وتشهد الجولة الثانية من الحوار ملفات عدة أبرزها بحث آلية إجراء الانتخابات التشريعية، وأسس إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني.

وشكّلت القاهرة المحطة الأبرز للحوار الفلسطيني منذ وقوع الانقسام عام 2007، بعد سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن القاهرة ستظل محطة دائمة للحوار الوطني الفلسطيني، في ظل غياب العاصمة الوطنية (القدس) الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

جهود مصرية

وتعد مصر، جغرافياً وسياسياً الأقرب للفلسطينيين في الوطن والشتات، فمن الناحية الجغرافية هي الحدود الجنوبية لفلسطين، وتحديداً لقطاع غزة، الذي يتوجه سكانه إليها عبر معبر بري يقع في المنتصف بين مدينتي رفح المصرية ورفح الفلسطينية.

وبخلاف كثير من الدول العربية التي ترفض الاعتراف بحركة "حماس"، واستقبال قادتها، فإن مصر تنتهج سياسة تتسم بالبراغماتية، إذ تقبل الحوار مع الحركة الإسلاموية المعروفة، وإن كانت ترفض الاعتراف بسلطتها السياسية في قطاع غزة.

وقطعت القاهرة علاقتها مع "حماس" لسنوات عدّة بعد عام 2013، إثر اتهامات لها بـ"التدخل في شؤون مصر الداخلية ودعم جماعات إرهابية في سيناء". 

إلّا أن العلاقة استؤنفت من جديد بعد حوار ثنائي عُقِد في القاهرة، ونتج عنه تعهد الحركة بـ"عدم السماح لأفراد الجماعات الإرهابية بالدخول إلى غزة، والتعاون مع مصر في محاربتها لهم"، وفقاً لما أعلنته السلطات المصرية حينها.

وتعتبر الدولة المصرية، المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام مسألة "أمن قومي"، ما جعلها تُطلق سلسلة مبادرات من أجل وضع حلول لها.

عاصمة للحوار

وقال مصدر دبلوماسي عربي، لـ"الشرق"، إن "الانقسام وانفصال قطاع غزة تحت حكم حماس، شكّل على الدوام تحدياً أمنياً كبيراً لمصر، عملت على إنهائه من خلال مبادرات واستضافة عشرات اللقاءات الفلسطينية، الرسمية وغير الرسمية".

وأضاف: "مصر كانت حاضرة في مختلف اللقاءات من خلال مندوبين رسميين، استمعوا إلى المتحاورين وحاولوا التقريب بينهم، لكنهم لم يتدخلوا للضغط على هذا الطرف أو ذاك".

وعُقدت بعض اللقاءات الحوارية الثنائية بين حركتي "فتح" و"حماس" في قطاع غزة، لكن لتعذّر وصول عدد من قادة الفصائل في الشتات، خاصة من سوريا ولبنان، إلى القطاع، جرى اختيار القاهرة محطة ملائمة للقادمين من الوطن ومن الشتات. 

"نختلف مع مصر ولا نختلف على دورها"

وقال مسؤول فلسطيني رفيع - فضّل عدم ذكر اسمه - لـ"الشرق": "أحياناً نختلف مع مصر، لكننا لا نختلف على دورها القومي".

وأضاف: "مصر أبدت تحفظات على الانتخابات الفلسطينية في هذه المرحلة، لكنها لم تفرض رأيها علينا، كان يمكن لمصر أن تُعطّل الحوار الفلسطيني، والانتخابات الفلسطينية، لكنّها تركت لنا الحوار والقرار".

وتابع: "حتى بعد إنهاء الانقسام، ستظل القاهرة عاصمة للحوار الفلسطيني، فإسرائيل تُسيطر على المعابر والأجواء الفلسطينية، والحوار في مصر يجنبنا التدخل والقيود والتهديدات الإسرائيلية".

ميثاق شرف

من جانبه، قال رئيس وفد حركة فتح في الحوار الفلسطيني بالقاهرة، جبريل الرجوب، لـ"الشرق"، إن الجولة الحالية ستستمر يومين، لافتاً إلى أنها تُعد الأخيرة قبل انطلاق الانتخابات التشريعية التي سيفتح باب الترشح لها في 20 مارس الجاري.

وأضاف أن لقاء الجولة الثانية سيُركّز على آليات إجراء الانتخابات وفق قانون الانتخابات، وكيفية الإشراف الإداري والأمني، مشيراً إلى أن القوى السياسية ستوقّع على ميثاق شرف للانتخابات لتجنب أي إساءات أو تحريض أو تهديد أو طعن أو تشويه أو عنف لفظي وجسدي.

وأوضح أن لقاء الأربعاء، سيبحث آليات وأسس انتخاب واختيار أعضاء المجلس الوطني، مشيراً إلى أن جولات حوار أخرى ستُعقد في القاهرة من أجل إتمام كافة مراحل العملية الانتخابية التي تبدأ بانتخاب المجلس التشريعي، ثم انتخابات الرئاسة، وصولاً إلى انتخابات المجلس الوطني.