مع تراجع وارداتها من روسيا.. عين ألمانية على غاز العراق

time reading iconدقائق القراءة - 7
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في برلين، 13 يناير 2023  - AFP
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في برلين، 13 يناير 2023 - AFP
برلين/ دبي-الشرقرويترز

كشف المستشار الألماني أولاف شولتز، الجمعة، أنَّ ألمانيا تجري محادثات مع الحكومة العراقية بشأن إمكانية استيراد "الغاز الطبيعي" من الدولة الغنية بالنفط، وذلك بعدما انخفضت الإمدادات من روسيا.

وشهدت ألمانيا، التي كانت تعتمد كثيراً على الغاز الروسي الذي كان يلبّي نصف احتياجاتها قبل الحرب في أوكرانيا، انخفاضاً حاداً في الشحنات الروسية بعد بدء النزاع، إلى أن توقفت بالكامل في سبتمبر، ما أثار مخاوف على أكبر اقتصاد أوروبي.

وصرَّح شولتز في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في برلين قائلاً: "تحدثنا أيضاً عن شحنات غاز محتملة لألمانيا، واتفقنا على البقاء على اتصال وثيق".

ولم يذكر شولتز تفاصيل أخرى عن أحجام الغاز التي تأمل ألمانيا استيرادها من العراق، لكنه اعتبر أن بغداد "شريك نتمناه كثيراً في ما يتعلق بالغاز والبترول".

وأكد شولتز أنَّ برلين "توصلت إلى قرار استراتيجي وهو أنه في الأعوام المقبلة نريد أن نضمن أمن الطاقة في ألمانيا ما يعني أنه يجب أن تكون الخزانات ممتلئة".

وأشار إلى أنه خلافاً لما حصل في الماضي، فإنَّ بلاده تريد الاستفادة من إمكانات الموارد المتنوعة، وعدم التركيز على مصدر واحد، لا سيما في ظل ما وصفه بـ"التوقف المفاجئ للغاز الروسي".

الكهرباء في العراق

وكشف المستشار الألماني أنه ناقش مع رئيس الوزراء العراقي تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لافتاً في هذا الصدد إلى الاتفاقية التي تم توقيعها بين وزارة الكهرباء العراقية وشركة "سيمنز" الألمانية من أجل توريد الكهرباء.

وأضح أنَّ هذه الاتفاقية عبارة عن "شراكة طويلة الأمد، ولن تحرص فحسب على زيادة إمكانية توريد الكهرباء في العراق، ولكن أيضاً إزالة الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة"، معرباً عن أمله في أن يتم وضع هذه الاتفاقية موضع التنفيذ في أسرع وقت ممكن.

وقال إنَّ البلدين سيبقيان على اتصال، في ما يتعلق بحماية المناخ، لافتاً إلى أنَّ "العراق يطمح إلى التنوع الاقتصادي، بالإضافة إلى الابتعاد عن الطاقة الأحفورية، وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية التي ستقدم فرصاً كبيرة للبلاد".

الدعم الألماني للعراق

وأكد شولتز أنَّ ألمانيا قدمت الكثير من الخبرات والمساندة للعراق في مجالات التغلب على آثار الحرب، وتعزيز عملية المصالحة الوطنية الشاملة.

كما أشار إلى أنَّ برلين وبغداد ناقشتا موضوع الهجرة و"التعاون بشكل مشترك لنسمح للمهاجرين العراقيين بالعودة إلى بلادهم".

وقال المستشار الألماني إنه بحث مع السوداني "الدور الإيجابي الذي لعبه العراق في جهود الوساطة في المنطقة". وقال: "أعتقد أننا سوف نستطيع مواصلة هذه المقاربة وسوف نساعد على خفض التوترات".

من جهته، نوه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالدعم الأمني الذي تقدمه برلين لبلاده، إلا أنه شدد على أن "العراق لا يحتاج اليوم إلى قوات قتالية". وقال السوداني: "أجهزتنا الأمنية قادرة على ردع الإرهاب، ووصلت إلى مرحلة من السيطرة والجهوزية التي تمكنها من حفظ الأمن والاستقرار في كل أرجاء العراق"، لافتاً إلى أن الحضور العسكري لألمانيا في العراق يتمثل في "فريق استشاري للتدريب والدعم المعلوماتي".

الحرب الأوكرانية

ورداً على سؤال عن الدعم العسكري الذي تقدمه بلاده إلى أوكرانيا، لا سيما في ظل تصاعد الضغوط على برلين لإرسال دبابات "ليوبارد 2" إلى كييف، قال شولتز إنَّ "ألمانيا من الدول التي تدعم أوكرانيا بشكل كبير من الناحية العسكرية"، مشدداً على أن هذا الدعم "سيستمر طالما كانت هناك حاجة لذلك".

وأضاف: "أمَّا في ما يتعلق بالأسلحة التي سلمناها لأوكرانيا، فهي أسلحة فعالة جداً، ومنها دبابات طبعاً تسمح للأوكرانيين بالدفاع عن أنفسهم"، لافتاً إلى أنَّ ألمانيا تقدم أيضاً أسلحة "ناجعة جداً" في مجال الدفاع الجوي.

وشدَّد على أنَّ ألمانيا تحرص على التشاور والتنسيق بشكل وثيق في هذا الصدد مع الولايات المتحدة والشركاء، ودراسة كل خطوة بشكل دقيق.

الطاقة والاستثمار

من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إنَّ الاتفاقية التي أبرمتها حكومته مع شركة "سيمنز" هدفها تحسين عمليتي النقل والتوزيع وزيادة إنتاج الطاقة.

ونقل المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي عن السوداني قوله، إنَّ هناك تفاهماً مع سيمنز في "مجال التدريب ورفع كفاءة العاملين، من أجل خلق صناعة قادرة على تأمين مستلزمات عمليات ومشاريع نقل الطاقة الكهربائية، وتوفير فرص العمل".

ودعا السوداني الشركات الألمانية إلى الاستثمار بمجال الغاز المصاحب والطبيعي في بلاده، مشيراً إلى أن لدى الحكومة العراقية العديد من المشاريع الاستراتيجية، من بينها إنشاء ميناء الفاو في البصرة بجنوب البلاد ومد أنابيب الغاز من الميناء باتجاه تركيا وأوروبا.

وقال السوداني إنَّ "العلاقة بين العراق وألمانيا متميزة وشهدت دعماً للعملية الديمقراطية في العراق، فضلاً عن الدعم العسكري والأمني أثناء الحرب على داعش".

وذكر السوداني أنه ناقش مع المستشار الألماني الاستفادة من التجربة الألمانية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، ومواجهة التغيرات المناخية التي يعاني منها العراق بسبب شح المياه، وأثرها في الزراعة والبيئة وزيادة نسبة التصحر.

تطوير شبكات الكهرباء

وقالت شركة "سيمنز" للطاقة، الجمعة، إنها تخطط لتوسيع تعاونها مع العراق في السنوات المقبلة مع توقيع رئيسها التنفيذي اتفاقية مع الحكومة العراقية، لتطوير شبكة الكهرباء في البلاد.

ووقع الرئيس التنفيذي للشركة كريستيان بروخ مذكرة تفاهم مع وزير الكهرباء العراقي زياد علي لزيادة إنتاج الكهرباء المحلي بنحو 11 جيجاوات.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابك، الذي شهد مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين توقيع مذكرة التفاهم في برلين: "في السنوات المقبلة، سيستثمر العراق بشكل كبير في البنية التحتية للطاقة، وستلعب سيمنس للطاقة دوراً رئيسياً في هذا التطوير".

وقالت الوزارة في بيان إن المشروعات المقررة تشمل إقامة وتطوير منشآت لتوليد الطاقة من المصادر التقليدية والمتجددة.

وقال بروخ لوكالة "رويترز" قبل الاجتماع إن "وجود مصدر طاقة يمكن الاعتماد عليه هو الأساس لمجتمع مستقر"، لافتاً إلى أن إمداد أجزاء كبيرة من بلد بأكمله بالكهرباء هي بالتالي واحدة من أهم مهام شركتنا".

وأكد أنَّ الشركة ستعمل على ضمان تحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن مع شركائها في العراق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات