صوّت الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي، الأربعاء، لصالح عزل رئيسة مؤتمر الحزب ليز تشيني من منصبها القيادي، ومعاقبتها لتجرؤها على دحض مزاعم الرئيس السابق دونالد ترمب بأن انتخابات الرئاسة 2020 "مسروقة".
ووفقاً لصحيفة "ذا هيل"، فإن القرار اتخذ عن طريق التصويت، ما يعنى أنه لن يكون هناك إحصاء لعدد المشرعين الذين صوتوا لصالح التخلي عن تشيني، أو أولئك الذين أرادوا بقاءها في الحزب، في حين ذكرت مصادر داخل التصويت المغلق أنه "كان ساحقاً ضد تشيني".
وكانت تشيني من بين 10 جمهوريين دعموا تصويتاً في مجلس النواب الأميركي لعزل ترمب، بعد أسبوع على أحداث الكابيتول. وذكرت "بلومبرغ" أن تشيني كانت تنتقد ترمب قبل الانتخابات، في ملفات أخرى، أهمها السياسة الخارجية.
تأييد تشيني
وقال النائب جيم جوردان، الرئيس السابق لتجمع الحرية المحافظ بمجلس النواب والحليف المقرب من ترمب، بعد التصويت: "لا يمكن أن يكون لديك رئيس مؤتمر يتلو نقاط حوار الديمقراطيين ومع ذلك لم يوافق جميع المحافظين على ذلك".
أما النائب كين باك، وهو عضو آخر في تجمع الحرية ومحافظ يدعم تشيني، فقال: "بعد تصويت الجمهوريين، من المرجح أن ينفر الناخبون الذين يوافقون على انتقادات تشيني لترمب أو على الأقل حقها في بثها من موقع القيادة".
وأضاف: "ليز لم تتفق مع رواية الرئيس ترمب وتم إلغاؤها. علينا التعامل مع هذه الرواية في مرحلة ما. هناك قضايا رئيسية".
وتابع باك: "قبل أقل من 30 دقيقة من اجتماع الحزب الجمهوري، ألقى ترمب بثقله على تشيني واتهمها بالترويج لحروب غير ضرورية في رسالة مهدت الطريق للجمهوريين للإطاحة بها، وبعد التصويت، هاجم تشيني مرة أخرى في رسالة شخصية للغاية ووصفها بأنها داعية للحرب".
وقال النائب آدم كينزينجر، أحد مؤيدي تشيني: "قد يفوز كيفن مكارثي، لكن التاريخ لن يكون لطيفاً".
"ترمب وتشيني ومكارثي"
من جانبه، قال ترمب في بيان مقتضب: "وسط كل الهجمات، لم تتراجع تشيني"، في حين قالت تشيني بعد التصويت: "سأفعل كل ما بوسعي لضمان عدم اقتراب الرئيس السابق من المكتب البيضاوي مرة أخرى".
وفي خطاب ألقته في مجلس النواب مساء الثلاثاء، أوضحت تشيني أن عزلها "لن يمنعها من التحدث علانية ضد جهود ترمب المستمرة لبث الشكوك بشأن فوز الرئيس بايدن وتقويض نظام الانتخابات"، كما كررت الرسالة ذاتها في خطاب أمام زملائها بالحزب قبل لحظات فقط من عزلها.
وقالت تشيني: "إذا كنت تريد قادة ينشرون الأكاذيب المدمرة، فأنا لست من هؤلاء". وكان توبيخ تشيني واضحاً لزعيم الأقلية الجمهوري كيفن مكارثي، الذي يريد أن يكون رئيساً، وقد قرر أن الجمهوريين "لا يمكنهم قلب السيطرة على مجلس النواب من دون دعم ترمب".
وفي رسالة إلى زملائه هذا الأسبوع، قال مكارثي إن "إزالة تشيني من المنصب القيادي أمر ضروري لحل النزاعات الداخلية التي شتت انتباه الجمهوريين وقسمتهم أثناء تركيزهم على استعادة الأغلبية في مجلس النواب خلال انتخابات عام 2022".
وتعد هذه المرة الأولى في الذاكرة الحديثة التي تتم فيها الإطاحة بزعيم الحزب الجمهوري في الكونغرس من قبل نواب حزبه في منتصف فترة ولايتهم من خلال تصويت رسمي.