موسكو تشبّه الوضع في أوكرانيا بحرب جورجيا.. وكييف تتهمها بالتضليل

time reading iconدقائق القراءة - 7
حشود عسكرية روسية على حدود أوكرانيا، في صورة التقطتها أقمار اصطناعية ونشرتها شركة "ماكسار" - 1 نوفمبر 2021 - AFP
حشود عسكرية روسية على حدود أوكرانيا، في صورة التقطتها أقمار اصطناعية ونشرتها شركة "ماكسار" - 1 نوفمبر 2021 - AFP
موسكو/كييف-وكالات

شبّه جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي الاثنين، الوضع الحالي في أوكرانيا، بالحرب الروسية في جورجيا عام 2008، لكنه نفى اتهامات غربية لموسكو بالتخطيط لغزو أوكرانيا.

في المقابل، اتهمت كييف موسكو بنشر معلومات مضللة عن تخطيط أوكرانيا لهجوم عسكري على الانفصاليين شرقي البلاد.

وأفادت وكالة "رويترز" بتراجع سعر صرف الروبل الروسي، بعد تعليق جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، الذي يأتي في ظلّ مخاوف لأوكرانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بشأن تحرّكات قوات موسكو قرب أوكرانيا، علماً أن موسكو نفت تقارير تفيد بأنها قد تكون مستعدة لمهاجمة أوكرانيا، ووصفتها بأنها "تحريضية".

وهزمت روسيا جورجيا في حرب وجيزة عام 2008، وما زالت تنشر قوات في إقليمَي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

أوكرانيا وجورجيا

ونشرت وكالة "إنترفاكس" للأنباء بياناً أصدره جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، يتطرّق إلى التوتر الحالي في أوكرانيا، ورد فيه: "لاحظنا وضعاً مشابهاً في جورجيا قبل أحداث 2008". واعتبر أن الرئيس الجورجي آنذاك، ميخائيل ساكاشفيلي، "دفع ثمناً باهظاً" في تلك الحرب.

وتابع البيان: "يرسم الأميركيون صورة مخيفة لحشود الدبابات الروسية التي ستبدأ بسحق مدن أوكرانية، قائلين إن لديهم (معلومات موثوقة) بشأن نيات روسية من هذا النوع".

وأضاف أن الولايات المتحدة ترسل إلى حلفائها "معلومات باطلة تماماً، عن تركّز للقوات على أراضي بلدنا بهدف اجتياح أوكرانيا عسكرياً". واستدرك أن "بيروقراطيّي الولايات المتحدة يخيفون المجتمع الدولي"، من خلال هذه الاتهامات.

ويأتي البيان الروسي بعدما رفض الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فكرة شنّ بلاده هجوماً على أوكرانيا، قائلاً: "هذا الأمر يفاقم التوتر وهو محاولة أخرى لتقديم روسيا على أنها دولة تهدد عملية تسوية الوضع" في شرق أوكرانيا.

وأضاف بيسكوف: "بالطبع لا يمكننا استبعاد أن يكون هذا غطاء لأحلام عدوانية قد تراود كييف. أعني أحلاماً عدوانية بشأن رغبة محتملة في تسوية المشكلة في جنوب شرقي (أوكرانيا) بالقوة"، بحسب وكالة "رويترز".

وذكر أن "كييف تحشد قواتها، وتتلقّى مساعدة في هذا الصدد، وتحصل على كمية ضخمة من الأسلحة، بما في ذلك أسلحة حديثة عالية التقنية".

وتابع المتحدث باسم الكرملين: "نراقب ذلك بقلق شديد، ونعلم التأثير الكبير للساسة المتطرفين في أوكرانيا. عدد الاستفزازات يتزايد بشكل كبير. وتتم بأسلحة تزوّدها دول الناتو".

وشدد بيسكوف على أن "أي تحرّك للقوات الروسية داخل أراضينا، لا يشكّل تهديداً لأي كان ويجب ألا يقلق أحداً".

"تضليل روسي"

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، موسكو بنشر معلومات مضللة. وكتب على "تويتر": "نشهد زيادة في التضليل الروسي، بما في ذلك اتهامات كاذبة لأوكرانيا بالتخطيط لهجوم عسكري في دونباس"، معقل الانفصاليين شرقي البلاد.

وأضاف: "اسمحوا لي بأن أقول ذلك رسمياً: أوكرانيا لا تخطط لهجوم عسكري في دونباس".

وأشارت "رويترز" إلى أن أوكرانيا تعلن أنها تحدّث قدراتها القتالية، للدفاع عن نفسها ضد عدوان روسي جديد محتمل. مشيرة إلى أن موسكو تعارض فكرة انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وأعربت أخيراً عن مخاوف متزايدة بشأن تعزيز علاقات الحلف مع كييف.

يأتي ذلك بعدما قال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، لموقع "ميليتاري تايمز"، إن روسيا حشدت أكثر من 92 ألف جندي على حدود بلاده، مشيراً إلى أنها تستعد لهجوم بحلول نهاية يناير أو مطلع فبراير 2021.

ورجّح أن يشمل هجوم مشابه غارات جوية وهجمات بمدفعية ومدرعات، تتبعها هجمات محمولة جواً في الشرق، وأخرى برمائية في أوديسا وماريوبول، إضافة إلى توغل محدود عبر بيلاروسيا المجاورة.

تدريبات أميركية إستونية

إلى ذلك نددت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بتدريبات أميركية إستونية مشتركة. وكتبت على تطبيق "تليجرام": "روسيا تحذر الناتو من تأجيج التوتر قرب حدودها. الحلف الأطلسي يلتزم الصمت ويواصل ذلك".

وأضافت في إشارة إلى إستونيا: "في المناورات العسكرية للبنتاجون، هذا البلد ليس سوى معقل للناتو على حدودنا. ليست لهذه التدريبات أهداف أخرى".

واعتبرت أن تنفيذ هذه التدريبات بعد أيام على توقيع تالين وواشنطن اتفاقاً عسكرياً بشأن التزويد المتبادل للقوات بالوقود، "يثبت خطط الناتو لإحداث توتر متعمّد قرب روسيا".

وأفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء بأن زاخاروفا أشارت إلى أن الناتو اتهم موسكو مرات بـ"عدم شفافية أفعالها" و"سلوكها العدواني"، مستدركة أن التدريبات الأميركية في إستونيا تظهر عكس ذلك.

وتابعت: "إنهم يجرؤون على قول هذه الأمور عن التدريبات العسكرية لروسيا على أراضيها. والآن أريد أن أعرف ما إذا كان الأمين العام للناتو (ينس) ستولتنبرغ يعتقد بأن تدابير مشابهة هي شفافة ويمكن التكهنّ بها وليست عدائية. إذا كان يعتقد بأن هذا أمر طبيعي، فلماذا يطرح مطالب بشأن المناورات المحلية لروسيا، والتي تسبّب له الكثير من القلق؟".

وكان ستولتنبرغ أشار الأسبوع الماضي، إلى رصد "حشد ضخم وغير عادي للقوات الروسية" على حدود أوكرانيا.

وأضاف بعد لقائه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مقرّ الناتو ببروكسل: "أي استفزاز أو أعمال عدوانية أخرى تنفذها روسيا، ستكون مصدر قلق خطر. ندعو روسيا إلى التحلّي بالشفافية في ما يتعلّق بنشاطاتها العسكرية".

وأوردت صحيفة "كراسنايا زفيزدا"، التابعة لوزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن الرادارات الروسية تعقّبت أكثر من 50 طائرة أجنبية، نفذت طلعات استطلاعية قرب حدود البلاد الأسبوع الماضي، في خبر نقلته "تاس".

اقرأ أيضاً: