لقاح كورونا.. بريطانيا تشرع اليوم في تطعيم مواطنيها

تبدأ في بريطانيا، الثلاثاء، أكبر حملة تطعيم في تاريخها لمكافحة انتشار فيروس كورونا، وذلك بعد قرابة أسبوع من الموافقة على اللقاح الذي طورته شركة "فايزر" الأميركية.

وفي حديث لـ"الشرق" استبعد الدكتور ريتشارد بريز، الاستشاري في مستشفى "لويشام وغرينتش" في لندن، الذي تعامل مع مصابي كورونا بصورة مكثفة في الأشهر السابقة، أن يحقق اللقاح الأهداف المرجوة خلال وقت قصير، لكنه اعتبر أن توفير اللقاح يمنح الأمل في إمكانية وضع حد للوباء.

وتعاقدت الحكومة البريطانية على شراء 40 مليون جرعة من هذا اللقاح، تكفي لتطعيم 20 مليون إنسان. وشرعت منذ الأحد في توزيع الدفعة الأولى منها، والمكونة من 800 ألف جرعة، على 50 مستشفى ومركزاً صحياً في أنحاء بريطانيا. وكانت الحكومة قد تعاقدت مع 6 شركات تطور لقاحات مضادة للفيروس لتوفير 350 مليون جرعة.

أولوية التطعيم

ويستفيد من الدفعة الأولى المقيمون في دور رعاية المسنين، وجزء من العاملين في القطاع الصحي، والمسنون الذين تزيد أعمارهم على 80 سنة، في حين ستُخصص الدفعات اللاحقة من شحنات اللقاح للمصابين بأمراض مزمنة، وبقية العاملين بالمستشفيات.

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، في بيان، الاثنين: "نفعل ما بوسعنا للتأكد من تجاوز العقبات الكبيرة التي تواجهها عملية التطعيم في دور الرعاية بأقرب وقت ممكن. أحث الجميع على القيام بدورهم في منع انتشار الفيروس واتباع قواعد الإغلاقات المحلية، لحماية العاملين في قطاع الصحة أثناء عملهم المهم".

وبثت وسائل الإعلام البريطانية الصور الأولى لطرود اللقاح وهي تصل إلى المستشفيات وتُخزن في ثلاجات خاصة تصل برودتها إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر.

صعوبة التخزين وارتفاع السعر

وقال الدكتور ريتشارد بريز لـ"الشرق"، إن الحكومة "أدارت عملية الحصول على اللقاحات ومن ثم الموافقة عليها وتوزيعها على المستشفيات بصورة سريعة جداً. في عام صعب كهذا، يمثل توفير اللقاح نوراً من الأمل في نهاية النفق".

لكن بريز، مع ذلك، لا يتوقع أن يؤتي اللقاح أُكُله بفاعلية كبيرة حتى ربيع العام المقبل، بعد أن يتم تطعيم الملايين من المواطنين والمقيمين في المملكة المتحدة، وأشار إلى أن العائق الأكبر أمام عملية استخدام اللقاحات يتمثل في صعوبة تخزين لقاح شركة "فايزر" وارتفاع سعره، في وقت قد يواجه فيه اللقاح الآخر --وهو من تطوير جامعة أكسفورد وشركة "أسترازينيكا"- عوائق في الحصول على موافقة لاستخدامه.

وتحث الحكومة البريطانية المواطنين على تجهيز أنفسهم للتطعيم في الأشهر المقبلة، محذرةً من الالتفات إلى معارضي استخدام اللقاحات الذين ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق أن اللقاح سيُمنح أولاً للسكان البريطانيين من أصول إفريقية وآسيوية نظراً لارتفاع نسبة الإصابات والوفيات في أوساطهم.