أطلقت كوريا الشمالية نحو 3 صواريخ بينها صاروخ عابر للقارات، بعد يوم من إطلاقها أكثر من 20 صاروخاً أحدها سقط بالقرب من المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية، فيما أدانت الولايات المتحدة بشدة "الانتهاك الصارخ"، وتعهدت بضمان أمنها وأمن حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان، ومشددة على أنها "تقيم الموقف".
وأفادت الحكومة اليابانية الخميس، بأن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً "حلّق فوق اليابان" باتجاه المحيط الهادئ، وحثت سكان بعض مناطقها على الاحتماء، في حين عادت وزارة الدفاع ونفت أن الصاروخ حلّق فوق البلاد.
ولكن وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا نفى بعدها تحليق الصاروخ فوق البلاد، معتبراً أن الإنذار صدر عن طريق الخطأ.
وتم تفعيل نظام الإنذار الياباني "جاي-أليرت" في البلاد في وقت مبكر الخميس، لتحذير السكان في مناطق مياجي ونيجاتا وياماجاتا الشمالية بضرورة الاحتماء أو ملازمة منازلهم، مع قطع قنوات التلفزيون لبرامجها وبث الأخبار.
وقال مكتب رئيس الوزراء في البداية، إن صاروخاً حلّق فوق اليابان قرابة الساعة 7:48 صباحاً (22:48 توقيت جرينيتش الأربعاء)، لكن وزير الدفاع عاد ونفى الموضوع.
وقال هامادا: "تم الكشف عن الصاروخ باعتبار أنه من المحتمل أن يحلق فوق الأرخبيل الياباني، لذلك جرى إصدار التحذير".
أضاف أنه "بعد التحقق من المعلومات، تأكدنا أن الصاروخ لم يعبر الأرخبيل الياباني، لكنه اختفى فوق بحر اليابان"، متابعاً "نحن نحلل سبب" اختفائه.
ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن الجيش الكوري الجنوبي، أن الصاروخ بعيد المدى كان عابراً للقارات، وأن الإطلاق "فشل" في مرحلته الثانية.
وأوضحت أن الصاروخ حلق على ارتفاع 1920 كيلومتراً، وقطع مسافة 760 كيلومتر.
صواريخ إضافية
من جهتها، أعلنت سول أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً بالستياً بعيد المدى، وصاروخين بالستيين آخرين قصيري المدى، أحدها تسبب بتحذير السلطات لسكان جزيرة كورية جنوبية، وبعض المناطق في شمال اليابان.
وأطلقت كوريا الشمالية صواريخ باليستية الأربعاء، سقط إحداها بالقرب من المياه الإقليمية الجنوبية للمرة الأولى، وهو ما ردت عليه سول بإطلاق 3 صواريخ أرض-جو دقيقة، تبعته بيونج يانج بإطلاق أكثر من 100 قذيفة مدفعية، وسط تنديد أميركي وكوري جنوبي.
وقال الجيش الكوري الجنوبي في بيان إنه رصد "صاروخاً بالستياً طويل المدى يعتقد أنه أطلق باتجاه بحر الشرق قرابة الساعة 07:40 صباحاً (22:40 توقيت جرينيتش) من منطقة سونان في بيونج يانج"، في إشارة إلى البحر المعروف أيضاً باسم بحر اليابان.
وأضاف أنه رصد أيضاً بعد فترة وجيزة "ما يعتقد أنهما صاروخان بالستيان قصيرا المدى، أطلقا قرابة الساعة 08:39 صباحاً، من كايتشون في مقاطعة بيونجان الجنوبية".
وأكد البيان أن جيش كوريا الجنوبية "يحافظ على وضعية تأهب تام، بينما يتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة ويعزز المراقبة واليقظة".
إدانة أميركية - كورية - يابانية
وعلى الفور، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أن نائب وزير الخارجية تشو هيون دونغ ونائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، أدانا بشدة سلسلة إطلاق الصواريخ.
ووصف الجانبان عملية إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية بأنها "مؤسفة وغير أخلاقية"، وذلك خلال مكالمتهما الهاتفية الخميس.
من جهته، قال أمين مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو إنه قدم شكوى واعتراض على عمليات إطلاق الصواريخ عبر القنوات الدبلوماسية في بكين، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل التعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
واشنطن تقيم الموقف
وأدانت الولايات المتحدة "بشدة" في بيان عن مجلس الأمن القومي، إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الباليستي العابر للقارات.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، إن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي "يقيمون الوضع بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا".
وأضافت أن هذا الإطلاق بالإضافة إلى الإطلاقات المتعددة لصواريخ باليستية هذا الأسبوع هو "انتهاك صارخ لعدة قرارات لمجلس الأمن الدولي، ويرفع التوتر في المنطقة بلا داع، ويخاطر بزعزعه استقرار الأمن في الإقليم".
وشددت في بيان عن مجلس الأمن القومي، على أن "هذه الأفعال تظهر أن بيونج يانج تواصل تقديم أولوية أسلحتها غير الشرعية للدمار الشامل، وبرنامج الصواريخ البالستية على رفاه شعبها".
وحثت كافة الدول على "إدانة هذه الانتهاكات"، ودعت كوريا الشمالية إلى "وقف أفعالها المزعزعة للاستقرار والانخراط في حوار جاد".
وتعهدت الولايات المتحدة بأخذ "كل الإجراءات الضرورية لضمان أمن الولايات المتحدة وحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان".
"تهور واستفزاز"
وبدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واحدة من أكبر التدريبات الجوية المشتركة بينهما الاثنين، بمشاركة مئات الطائرات الحربية لشن هجمات وهمية على مدار الساعة تستمر لعدة أيام.
والثلاثاء، طالبت كوريا الشمالية مرة أخرى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف التدريبات العسكرية المشتركة، قائلة إنه لم يعد من الممكن التسامح مع مثل هذا "التهور والاستفزاز"، في حين قال البيت الأبيض إن القلق لا يزال شديداً إزاء احتمال إجراء بيونج يانج تجربة نووية.
وفي معرض تنديده بالتدريبات، حذر باك جونج تشون، أمين اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أي محاولة للهجوم.
وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية: "إذا حاولت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية استخدام القوات المسلحة ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (الاسم الرسمي لكوريا الشمالية) ... فإن الوسائل الخاصة لقواتنا المسلحة ستنفذ مهمتها الاستراتيجية دون تأخير، وسيتعين على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مواجهة وضع مروع ودفع أغلى ثمن في التاريخ".
وطالب البيان واشنطن وسول "بوقف المناورات العسكرية المحمومة والتصريحات الاستفزازية".
وتابع: "في الوضع الحالي، سيكون خطأ فادحاً استقبال هذا باعتباره مجرد تحذير... لم يعد من الممكن التسامح مع هذا التهور والاستفزاز العسكري".