واشنطن: موقف طهران من تحقيقات "الطاقة الذرية" قد يؤخر رفع العقوبات

time reading iconدقائق القراءة - 7
علم إيران في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، جنوب العاصمة طهران، 10 نوفمبر 2019 - AFP
علم إيران في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، جنوب العاصمة طهران، 10 نوفمبر 2019 - AFP
دبي-الشرق

أبلغت الولايات المتحدة، إيران، أنَّ الربط بين تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في الأنشطة النووية غير المعلنة لطهران، وبين إعادة تنفيذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، قد يؤخر رفع العقوبات الأميركية، حسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي. 

ووفقاً لما نقله الموقع عن مسؤول أميركي وخبير في مركز أبحاث مطلع على القضية، فقد جرى نقل هذه الرسالة إلى إيران عبر وسطاء الاتحاد الأوروبي.

وتُعد قضية تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحدة من العقبتين المتبقيتين في العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

وقبل بلوغ مرحلة "يوم إعادة التنفيذ" المرتقبة بعد 120 يوماً من توقيع اتفاق نووي جديد، تطالب طهران بإغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جزئيات يورانيوم عثر عليها محققو الأمم المتحدة في عدة مواقع إيرانية.

فيما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو الأربعاء، إن بلاده بحاجة إلى ضمانات أقوى من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي، مضيفاً أن وكالة الطاقة الذرية يجب أن تتخلى عن "تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية" بشأن أنشطة طهران النووية.

مراحل تنفيذ الاتفاق 

ووفقاً لمسودة الاتفاق النووي التي قدمها الاتحاد الأوروبي، فإن تنفيذ الاتفاق سيتم على عدة مراحل. ولن ينتقل الطرفان إلى المرحلة التالية إلّا بعد التنفيذ الكامل للخطوات التي تعهدا باتخاذها، حسب ما نقل "أكسيوس" عن مصادر مطلعة على المسودة.

وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن تتم المرحلة الثالثة (يوم إعادة التنفيذ) بعد 4 أشهر من توقيع الاتفاق النووي. 

وقالت المصادر إنه من المتوقع في هذه المرحلة أن تنتهي إيران من تنفيذ جميع القيود المفروضة على برنامجها النووي، واستئناف نظام التفتيش الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية على مواقعها النووية.

في المقابل، سترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات الثانوية المفروضة على إيران وتتخذ خطوات أخرى، بما في ذلك الانخراط مع القطاع الخاص حول كيفية القيام بأعمال تجارية مع إيران.

كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قال الاثنين، إن حل مسألة تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو ركيزة لأي اتفاق نووي وبدونه "لا معنى للحديث عن اتفاق".

وستتيح فترة الأربعة أشهر بين توقيع الاتفاق ويوم إعادة التنفيذ، الوقت للتوصل إلى اتفاق بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران بشأن التحقيقات المفتوحة، بحسب "أكسيوس".

لكن من غير المرجح أن توافق إيران على إعطاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية التوضيحات التي تسعى إليها. وقد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى تعليق تنفيذ الاتفاق.

ويأمل المسؤولون الأميركيون في أن يوفر عدم حصول إيران على تخفيف معظم عقوباتها إلّا بعد يوم إعادة التنفيذ، حافزاً للإيرانيين لمواصلة تنفيذ الاتفاق، حتى لو لم يتم إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

"خطوة خطوة"

ووفقاً للتقرير، قال مسؤول أميركي: "سيكون الاتفاق خطوة بخطوة، وتنفيذ بعد تنفيذ، ولن يحصل الإيرانيون على الأمر دفعة واحدة".

وأضاف: "قلنا للإيرانيين إن الأمر متروك لهم لحلها (الأزمة) مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليس هناك سبب لربطها بيوم إعادة التنفيذ. إذا فعلت إيران ذلك، فإنها تخاطر بتأخير رفع العقوبات".

ويراجع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني رد الولايات المتحدة على تعليقات طهران على مسودة الاتفاق النووي للاتحاد الأوروبي.

وطالبت طهران بضمانات في حالة انسحاب أميركا مرة أخرى من الاتفاق في المستقبل. وقال المسؤول الأميركي إن إدارة الرئيس جو بايدن أوضحت للإيرانيين أنها لا تستطيع تقييد أيدي الإدارات المستقبلية.

وأوضح المسؤول الأميركي أن التوصل إلى اتفاق يمكن أن يحدث "بسرعة"، لكنه شدد على أنه من المرجح أيضاً أن يكون هناك المزيد من تبادل الردود المكتوبة، موضحاً "هذا قد يستغرق بعض الوقت".

وفي وقت سابق الأربعاء، كشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن بدء إيران تخصيب اليورانيوم باستخدام ثاني مجموعة من 3 مجموعات لأجهزة الطرد المركزي المتطورة (IR-6)، التي ركبتها طهران في الآونة الأخيرة في محطة التخصيب تحت الأرض في نطنز.

وأضافت الوكالة في تقرير اطّلعت عليه "رويترز"، وتم إرساله إلى الدول الأعضاء أن المجموعة الثانية من أجهزة الطرد المركزي تستطيع تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 5% من درجة النقاء الانشطارية، بينما لم يتم تغذية المجموعة الثالثة بمواد نووية بعد. وذكر تقرير منفصل، الاثنين، أنه تم بدء تشغيل المجموعة الأولى من أجهزة الطرد المركزي.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة وإيران للتوافق على صيغة تحقق العودة المتبادلة من الطرفين إلى الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015.

"ضمانات أقوى"

وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تتخلى عن "تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية" بشأن أنشطة طهران النووية.

وبعد محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن استمرت 16 شهراً، تقدم الاتحاد الأوروبي في 8 أغسطس الجاري بنص مقترح للتغلب على مأزق إحياء الاتفاق، وأعقب ذلك تقديم إيران وأميركا ملاحظات بشأن ذلك النص.

وقال أمير عبد اللهيان إن طهران تراجع بعناية رد واشنطن على النص النهائي الذي نقله الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بصفته منسقاً للمحادثات النووية.

وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي في موسكو: "إيران تراجع بعناية النص الذي صاغه الاتحاد الأوروبي. نحتاج إلى ضمانات أقوى من الطرف الآخر للتوصل لاتفاق دائم".

ولم يوضح عبد اللهيان ما المقصود "بضمانات أقوى"، لكن خلال المحادثات، التي استمرت شهوراً مع واشنطن في فيينا، طلبت طهران ضمانات بعدم انسحاب أي رئيس أميركي في المستقبل من الاتفاق مثلما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات