تعرض الكاتب البريطاني سلمان رشدي للطعن في مدينة نيويورك، الجمعة، حيث كان يستعدّ لإلقاء محاضرة، وفقاً لما أفادت به وسائل إعلام أميركية، فيما كشفت الشرطة عن توقيف مشتبه به.
وأشارت شرطة منطقة تشوتوكا، حيث كان الكاتب سيلقي المحاضرة، إلى أنه تعرض للطعن في العنق وتم نقله إلى المستشفى جواً، ولا معلومات عن وضعه الصحي. وأفادت بأنها أوقفت الشخص الذي يشتبه في أنه نفذ الهجوم على الكاتب البريطاني، الذي سبق أن أهدر المرشد الإيراني الراحل الخميني دمه في تسعينيات القرن الماضي.
وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصاً يهرعون لمساعدة رشدي بعد تعرضه للهجوم.
صعود نجم رشدي
صعد نجم رشدي (75 عاماً)، بعدما نشر روايته الثانية "أبناء منتصف الليل" في عام 1981، والتي لاقت ترحيباً كبيراً وفازت بجائزة البوكر البريطانية، لما أظهرته عن أوضاع الهند خلال مرحلة ما بعد الاستقلال.
لكن كتابه الصادر عام 1988 "آيات شيطانية" جذب الانتباه له بشكل كبير، بعدما حرمه الخميني، وأهدر دمه بسبب ما كتبه. علماً أن الكاتب ولد في الهند، لأبوين مسلمين غير متدينين.
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إن مكافأة قدرها 3 ملايين دولار وضعت لمن يقتل رشدي. ونأت إيران بنفسها بحسب الوكالة عن فتوى الخميني منذ ذلك الوقت، ولكن المشاعر المناهضة لرشدي ظلت قائمة.
وفي عام 2012 رفعت مؤسسة إيرانية شبه رسمية مبلغ المكافأة من 2.8 مليون دولار إلى 3.3 مليون دولار.
وتجاهل رشدي التهديد حينها، قائلاً: "لا دليل" على أن الناس مهتمون بالمكافأة.
واضطر رشدي في أعقاب فتوى الخميني إلى التخفي، وحصل على حماية من الشرطة البريطانية بعد قتل مترجم كتابه، ومحاولة قتل ناشره.
وأمضى رشدي قرابة عقد من الزمن متخفياً، ويتنقل بين المنازل بشكل متكرر، ولم يستطع أن يخبر أولاده بمكان إقامته.
وبدأ رشدي في الظهور بشكل علني والتخلي عن حياة الهروب في نهاية تسعينيات القرن الماضي، بعدما قالت إيران في 1998 إنها لن تدعم اغتياله.