إيران: استئناف مفاوضات فيينا خلال أسابيع

time reading iconدقائق القراءة - 6
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي في طهران- 20 أكتوبر 2020 - Getty Images
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي في طهران- 20 أكتوبر 2020 - Getty Images
دبي-الشرق

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الثلاثاء، أن مفاوضات فيينا الخاصة بإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، "ستبدأ من جديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، مؤكداً إحاطة كافة الأطراف المنضوية في الاتفاق بذلك.

وأوضح زادة في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن "مفاوضات فيينا تشكل إحدى القضايا الرئيسية خلال المباحثات الثنائية مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة (4+1)".

ولفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أنه "لم يتم التنسيق مسبقاً لأي اجتماع بين وزراء خارجية إيران ومجموعة (4+1)، ولم يدرج ذلك على جدول أعمال الوفد الإيراني إلى نيويورك".

وأضاف: "على حد علمي ليس جميع وزراء خارجية دول (4+1) متواجدين في نيويورك".

وتخوض طهران مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي محادثات مباشرة في فيينا، منذ أبريل الماضي، ومع الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن في 2018 وأعادت فرض العقوبات على إيران، وهي مباحثات متوقفة منذ يونيو الماضي.

والتقى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، في وقت سابق الثلاثاء، وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والطاقة الألماني اندرياس فايت، وتباحثا في العلاقات الثنائية وأحدث التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي، بحسب وكالة "فارس".

وقال سفير ومندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب أبادي في تغريدة على تويتر، إن "الجانبين استعرضا في هذا اللقاء القضايا الثنائية وأحدث المستجدات المتعلقة بالاتفاق النووي".

ويأتي تصريح زادة بعد ساعات من مطالبة إسلامي الولايات المتحدة برفع جميع أنواع العقوبات المفروضة على بلاده من أجل استئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

واعتبر إسلامي خلال مقابلة مع شبكة "NHK" اليابانية، أنه "يجب على الولايات المتحدة تصحيح سياساتها الخاطئة"، مؤكداً أن واشنطن "لم تفِ بالتزاماتها وتعهداتها التي وافقت عليها في الاتفاق النووي".

اتفاق بريطاني أميركي

وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن "وزيرة الخارجية ليز تروس اتفقت مع نظيرها الأميركي أنتوني بلينكين على ضرورة عودة إيران للمفاوضات بشأن الاتفاق النووي في فيينا، كما اتفقا على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع الرعايا البريطانيين والأميركيين المحتجزين بشكل تعسفي في طهران".

ويأتي ذلك بعد أيام من تحذير الولايات المتحدة إيران من الاستمرار في "التصعيد النووي"، مؤكدة استعدادها لرفع جميع العقوبات غير المتسقة معه، إذا استأنفت طهران الامتثال لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وشددت واشنطن على لسان القائم بالأعمال الأميركي في فيينا لويس بونو، إذ كانت تعقد المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي، على أن فرصة العودة للاتفاق "لن تدوم إلى الأبد".

وحذر بونو من أن استمرار هذا التصعيد النووي، وانتهاك الحدود التي فرضها الاتفاق "سيبعدنا أكثر عن مسار العودة إلى الاتفاق".

هاجس استئناف المفاوضات

وسبق أن أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن وزراء خارجية الدول التي لا تزال أعضاء في الاتفاق النووي الإيراني سيعقدون على الأرجح اجتماعاً في الأمم المتحدة، هذا الأسبوع، لمحاولة استئناف المفاوضات الرامية لإعادة الولايات المتحدة إلى هذا الاتفاق.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قال لودريان: "سنعقد على الأرجح اجتماعاً للجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، على الأغلب خلال هذا الأسبوع".

وأضاف الوزير الفرنسي أنه منذ انتُخب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، في يونيو الماضي "لم تُستأنف المفاوضات، وذلك بطلب من إيران".

وشدّد لودريان على "أهمية أن نتمكن خلال هذا الأسبوع من محاولة إطلاق ديناميكية إيجابية لاستئناف المحادثات في فيينا بشأن عودة إيران والولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن ما يهم هو "أن تُستأنف المفاوضات حتى تعود الولايات المتحدة طرفاً في الاتفاقية وتعود إيران إلى الالتزام الصارم بها".

وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي سيعقد، الثلاثاء، اجتماعاً ثنائياً مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لحضه على استئناف المحادثات "في أسرع وقت ممكن"، مستبعداً إمكانية أن يعقد وزراء خارجية الدول الأطراف في الاتفاق اجتماعاً في نيويورك الأربعاء.

وتابع: "بعد الانتخابات طلبت الرئاسة الإيرانية الجديدة التأجيل من أجل إجراء تقييم شامل للمفاوضات وفهم أفضل لكل ما يتعلق بهذا الملف الحساس للغاية، لقد مضى الصيف بالفعل ونتوقع استئناف المحادثات قريباً في فيينا".

ومن المقرر أن يعقد عبد اللهيان اجتماعات ثنائية مع نظرائه الألماني والصيني والفرنسي والبريطاني والروسي، ووزراء خارجية الدول الخمس التي ما زالت أطرافاً في الاتفاق النووي الإيراني، لكن ما من اجتماع مرتقب بينه وبين نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، بحسب وكالة "رويترز".