الولايات المتحدة تجند جيشاً إلكترونياً لمكافحة الأكاذيب بشأن لقاحات كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 4
عيادة متنقلة للتطعيم ضد فيروس كورونا في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأميركية، 21 يوليو 2021 - REUTERS
عيادة متنقلة للتطعيم ضد فيروس كورونا في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأميركية، 21 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأحد، أن البيت الأبيض جند جيشاً إلكترونياً يضم مجموعة من المؤثرين على مواقع "تويتش"، و"يوتيوب"، و"تيك توك"، بالإضافة إلى أوليفيا رودريغو، نجمة موسيقى البوب، لمواجهة التحدي الملح بصورة متزايدة لتطعيم الشباب، الذين يمثلون الفئة الأقل تطعيماً في الولايات المتحدة.

وبدأت حكومة الولايات والحكومات المحلية حملات مماثلة، وفي بعض الحالات تدفع 1000 دولار شهرياً للمؤثرين المحليين الذين يتراوح عدد متابعيهم بين 5 آلاف و100 ألف متابع، للترويج للقاحات كورونا.

وقالت "نيويورك تايمز" إن أقل من نصف المواطنين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً تلقوا تطعيماً كاملاً، بينما تجاوزت نسبة التطعيم في فئة المواطنين الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً الثلثين، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وأضافت الصحيفة أن نحو 58% من المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً لم يتلقوا أي لقاحات حتى الآن.

الاستعانة بالمشاهير

وتلقت إيلي زيلر، التي يبلغ عدد متابعيها على موقع "تيك توك" أكثر من 10 ملايين متابع، بريداً إلكترونياً في يونيو الماضي من شركة التسويق "فيلدج ماركتنج"، تقول فيه الشركة إنها تتواصل معها نيابة عن طرف آخر، وهو البيت الأبيض.

وتساءلت الشركة في خطابها عن استعداد زيلر، البالغة من العمر 17 عاماً، للمشاركة في حملة يدعمها البيت الأبيض لتشجيع جمهورها على التطعيم ضد فيروس كورونا "كوفيد-19". وتنشر زيلر مقاطع فيديو قصيرة عن الموضة على حسابها على "تيك توك".

وقال الخطاب: "هناك حاجة هائلة لزيادة الوعي بين الفئة العمرية من 12 إلى 18 عاماً". ووافقت زيلر بسرعة وانضمت إلى الحملة.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن هذه الجهود تأتي في إطار هجوم مضاد للموجة المتصاعدة من المعلومات الخاطئة عن اللقاحات على الإنترنت. وفي بعض الحالات، ربما يُوجه نشطاء مناهضون للقاحات انتقادات لاذعة، لدرجة أن بعض صغار المبدعين يقولون إنهم اختاروا التزام الصمت بشأن اللقاحات، لتجنب رد فعل عنيف ذي طابع سياسي

وقال سمير مزراحي، الذي يدير العديد من الصفحات التي تضم ملايين المتابعين على موقع "إنستجرام" ، للصحيفة: "الجانب الرافض للقاحات على الإنترنت ما زال مصمماً على هذه الأخبار المتعلقة باللقاح. نحن ننشر عن جينيفر لوبيز وبين أفليك".

وقالت رينيه ديريستا، الباحثة في مجال المعلومات الكاذبة في "مرصد ستانفورد للإنترنت"، للصحيفة إنه على الرغم من أن حملات المؤثرين قد تكون مفيدة، إلا أن المؤثرين ربما لا يكونون غير مؤهلين لقيادة الحملات على الإنترنت.

تناقض بين المبدعين

وأشارت ديريستا إلى التناقض بين المبدعين الذي طُلب منهم نشر الرسائل المؤيدة للقاحات والمشككين الذين حولوا الأمر لمسألة شخصية. وأضافت: "الأشخاص الذين يعتقدون أن اللقاح سيؤذيك يتحدثون عن ذلك يومياً".

وقال بعض صناع المحتوى إنهم شعروا بضرورة الانضمام للحملة، مثل كريستينا نجار، التي تبلغ من العمر 30 عاماً وتعرف على موقع "تيك توك" باسم "Tinx"، للصحيفة: "لم أشعر بالقلق بشأن رد الفعل على  المساعدة في الترويج لأهمية التطعيم وكان الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله"

واستخدم مسؤولو الصحة العامة سابقاً الشخصيات الشهيرة للتواصل مع الناس. ففي عام 1956، تلقى إلفيس بريسلي لقاح شلل الأطفال في برنامج إد سوليفان. وأظهرت دراسة أُجريت في عام 2018 أن الشباب من المرجح أن يثق في النصائح التي يقدمها صناع المحتوى.