تركيا.. ألبيرق يغفل ذكر اسم صهره أردوغان في مذكراته

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير المالية التركي السابق بيرات ألبيرق بعد مقابلة مع "بلومبرغ" خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا - 24 يناير 2019 - Bloomberg
وزير المالية التركي السابق بيرات ألبيرق بعد مقابلة مع "بلومبرغ" خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا - 24 يناير 2019 - Bloomberg
دبي- الشرق

بعد صمت علني دام 16 شهراً، إثر صدام مع والد زوجته، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نشر وزير المال التركي السابق بيرات ألبيرق، كتاب مذكرات عن فترة تولّيه منصبه، متغافلاً ذكر اسم أردوغان، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

يروي ألبيرق في مذكراته 5 سنوات أمضاها في الحكومة، قبل خروجه في نوفمبر 2020، مدافعاً عن السياسات التي أشرف عليها، علماً أنه كان أولاً وزيراً للطاقة.

الكتاب يتضمّن 287 صفحة، لكنه يغفل ذكر أردوغان بالاسم، رغم أنه رعى البروز السريع لبيرات ألبيرق، ثم غيابه عن المشهد السياسي. وأثارت صلاتهما الوثيقة تكهنات بإعداد ألبيرق (44 سنة)، المتزوج من الابنة الكبرى لأردوغان، إسراء، ليكون خليفة محتملاً للرجل الذي قاد تركيا كرئيس للوزراء، ثم رئيساً للجمهورية، منذ عام 2003.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن فترة تولّي ألبيرق مهماته الحكومية، اتسمت بجهود غير مجدية غالباً للسيطرة على قيمة الليرة التركية، بعد تعرّضها لضغوط في ظلّ مواجهات متكررة مع الولايات المتحدة، من دون اللجوء إلى زيادات إضافية في أسعار الفائدة، بعد بعض التشدد النقدي، علماً أن أردوغان يتبنّى وجهة نظر غير تقليدية، تعتبر أن تكاليف الاقتراض المرتفعة تغذّي التضخم.

"هذا الجزء مهم جداً"

ولكن بعد تبديد أكثر من 150 مليار دولار من الاحتياطات الأجنبية، من دون كبح تراجع الليرة، تعرّض ألبيرق لما وصفته "بلومبرغ" بـ"الإذلال"، بعدما أصدر أردوغان مرسوماً رئاسياً أبدل فيه حاكم المصرف المركزي التركي بخصم سياسي له.

واستقال ألبيرق بعد يومين على ذلك، ممّا دفع المعارضة إلى المطالبة بفتح تحقيق في إدارته للوضع الاقتصادي في تركيا. لكن أردوغان لم يتعامل بجدية مع هذه المطالب، وقال يوماً: "عسى أن يقع عليكم حجر بحجم صهري".

في كتاب المذكرات، وهو بعنوان "هذا الجزء مهم جداً"، في إشارة إلى إحدى المصطلحات المفضلة لألبيرق، يضع الوزير السابق نفسه في محور حملة إصلاحية طموحة، ويقطع مع حقبة أشاد خلالها بأردوغان، باعتباره أبرز محرّك لسياسات حكيمة، بحسب "بلومبرغ".

"هجوم مالي" على تركيا

ورفض ألبيرق الانتقادات الموجّهة لجهوده لحماية الليرة، معتبراً أن الاحتياطات النقدية "تعرّضت لضغوط"، من دون أن يوضح ما إذا كان أرغم المصرف المركزي ومقرضين حكوميين، على التدخل لدعم الليرة التركية.

ويبرّر ألبيرق الخسائر المتزايدة، بعجز في الحساب الجاري وصافي مدفوعات الديون الأجنبية للشركات، خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، رغم أن تراجع الاحتياطات بدأ قبل أشهر من ظهور الفيروس.

وتسارع تقلّص الاحتياطات المالية خلال اضطرابات السوق التي سبقت الانتخابات البلدية، في مارس 2019. وأثارت مذكرة أعدّها محللون في مصرف "جي بي مورجان" آنذاك، أكبر انخفاض في الليرة خلال سنة، فتحت بعده تركيا تحقيقاً بشأن البنك الأميركي ومؤسسات أخرى.

وطرح ألبيرق وجهة نظر قريبة من آراء أردوغان، واصفاً مذكرة "جي بي مورجان" بأنها "هجوم مالي جديد" على تركيا. واتهم مستثمرين أجانب بـ"بيع" الليرة، في محاولة لإضعافها كي تتجاوز المستوى المهم نفسياً، وهو 10 ليرات في مقابل الدولار، قبل الانتخابات.

"مكاسب تفوق الأحلام"

ويستشهد ألبيرق بتغريدات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، يرفع فيها بعض التعريفات التجارية على سلع تركية، في ذروة خلاف دبلوماسي بين أنقرة وواشنطن بشأن مصير قسّ أميركي احتجزته تركيا.

وأشار إلى تلقيه تهديدات من وزير طاقة أجنبي، في سبتمبر 2016، بشأن انخراط تركيا في تشييد خط أنابيب غاز من روسيا.

وكتب ألبيرق: "عندما بدأت (مهماتي) بوصفي وزيراً للخزانة والمال، كانت هناك مشكلة ضخمة، مرتبطة بالاعتماد الخارجي على الموارد الأجنبية، كما هو الحال في مجال الطاقة. أول عمل لي تمثل في مواجهة هذا الواقع".

وأضاف أن خطوات لتقليص معاملات مقايضة، من مقرضين أتراك مع مستثمرين أجانب، استهدفت تقليل الاعتماد على التدفقات النقدية الأجنبية. لكن مستثمرين أجانب كثيرين رأوا في ذلك تجاوزاً لمبادئ السوق.

وأشار ألبيرق إلى أنه ساهم في إعداد تركيا لتحوّل قوتها الاقتصادية شرقاً، بالتزامن مع نهوض آسيا. ولفت إلى "مغزى" أن سفينة استكشاف اشتراها من النرويج، اكتشفت كميات هائلة من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، بعد أسابيع على إعادة افتتاح كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول، بوصفها مسجداً في عام 2020. وتابع: "كانت هدية لنا من الله أننا مكّنا تركيا خلال السنوات الخمس تلك، من تحقيق مكاسب تفوق الأحلام".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات