أفادت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية بأن برّ فرنسا الرئيسي لم يشهد أي هطول فعلي للأمطار على مدى 32 يوماً، في أطول فترة انحباس للتساقطات على الإطلاق ويُتوقع أن تنتهي، الأربعاء، مع هطول بعض الأمطار.
قالت الهيئة "يُتوقع أن ينتهي شهر فبراير 2023 بنقص في هطول الأمطار يزيد عن 50%، وبالتالي يصبح أحد الأشهر الأكثر جفافاً على الإطلاق".
فمن 21 يناير إلى 21 فبراير، بلغت كمية الأمطار الإجمالية التي هطلت على البرّ الرئيسي الفرنسي أقل من ملليمتر واحد في اليوم، في أطول فترة متسلسلة لانحباس المطر منذ بدء القياسات عام 1959، وفق هذه الهيئة العامة.
وفقاً للهيئة، فإن هذا المستوى القياسي جزء من جفاف طويل، فمنذ أغسطس 2021، سجلت الأشهر شحاً في الأمطار باستثناء ديسمبر 2021 ويونيو 2022 وسبتمبر 2022.
أمطار مرتقبة
إن هذه الفترة الطويلة تثير قلقاً أكبر لكونها تحصل خلال الشتاء، وهي فترة أساسية لإعادة تشكيل المياه الجوفية، وسط شح متراكم في المتساقطات منذ أغسطس 2021، وبعد موجات جفاف وحرّ استثنائية عام 2022، في تجسيد واضح لتبعات التغير المناخي.
وتتجاوز هذه الفترة المتتالية لانحباس المطر تلك التي شهدتها البلاد عام 2020، وامتدت 31 يوماً بين 17 مارس و16 أبريل، خلال أول مرحلة إغلاق عام مع بداية جائحة كورونا.
ورغم ذلك يُتوقع أن تنتهي هذه السلسلة، الأربعاء، مع موجة مرتقبة من الأمطار الخفيفة آتية من غرب البلاد، من دون أن يؤجج ذلك التفاؤل.
وعلى الجانب الآخر من جبال البيرينيه، في كاتالونيا الإسبانية، تصل مخزونات المياه حالياً إلى 28.7% فقط من طاقتها، مقابل 72% في المعدل خلال السنوات العشر الماضية، بحسب أحدث نشرة للموارد المائية.
كما أن شمال إيطاليا ليس بمنأى عن هذا الوضع، إذ تقل فيه موارد المياه المرتبطة بالثلوج بنسبة 43% عن المعدل في السنوات العشر الماضية، بحسب معهد الأبحاث "فونداسيونه سيما".