توفيت هيبي دي بونافيني، التي قادت مجموعة من النساء الأرجنتينيات اللواتي عرفن باسم "أمهات بلازا دي مايو" في تحدٍ للديكتاتورية العسكرية وللمطالبة بالحقيقة بشأن أبنائهن المفقودين، عن 93 عاماً، على ما أعلنت نائبة رئيس البلاد.
كانت بونافيني في العام 1977 إحدى مؤسِسات المجموعة، التي جمعت أمهات يائسات احتججن أمام مقر الرئاسة في الأرجنتين، لمعرفة مكان عشرات الآلاف ممن اختطفوا خلال النظام العسكري الوحشي 1976-1983.
على مدار 45 عاماً، وفي ظل حكومات مختلفة، استمرت النساء في الالتقاء والسير حول ساحة بلازا دي مايو فيما يضعن حجاباً أبيض أصبح رمزاً لهن، في بحث غير مجد في كثير من الأحيان عن العدالة.
وأعلنت نائبة الرئيس كريستينا كيرشنر على تويتر وفاة بونافيني مشيدة بها باعتبارها "رمزاً عالمياً للنضال من أجل حقوق الإنسان وفخر الأرجنتين".
وأكدت ابنتها أليخاندرا بونافيني وفاتها في مستشفى في بوينس آيرس حيث أدخلت قبل أيام.
وكتبت أليخاندرا: "هذه لحظات صعبة جداً من الحزن العميق، ونحن نتفهم حب الناس لهيبي لكن في الوقت الحالي، نحتاج إلى أن نبكي على انفراد".
من جانبه، قال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز إن بونافيني "مناضلة دؤوبة من أجل حقوق الإنسان" وأعلن الحداد الوطني لمدة 3 أيام.
وأضاف في بيان أن "الحكومة والشعب الأرجنتيني يعترفان بها كرمز عالمي للبحث عن الذاكرة والحقيقة والعدالة للمفقودين البالغ عددهم 30 ألفاً".
خطف اليساريين والأطفال
اختطف حوالى 30 ألف شخص وافتُرض أنهم قتلوا على يد النظام أو فرق الموت اليمينية في سبعينات وثمانينات القرن العشرين للاشتباه في كونهم يساريين.
وتضاف إلى ذلك مأساة الخطف الواسعة النطاق للأطفال المولودين لأشخاص يشتبه في أنهم معارضون أثناء فترة حكم دكتاتورية اليمين.
وُلد العديد من الأطفال في الأسر دون معرفة أقاربهم وتم تسليمهم إلى عائلات عسكريين للتبني.
ولدت بونافيني التي شاركت في المسيرات خلال السنوات الأخيرة على كرسيها المتحرك، في العام 1928 في إنسينادا، وهي بلدة تبعد 60 كيلومترا عن بوينس آيرس.
"ربة منزل"
كانت ربة منزل عندما استولى الجيش على السلطة في العام 1976 وأطاح إيزابيل بيرون، زوجة الرئيس الراحل خوان بيرون. ورغم ذلك، في العام 1977، اختطف أبناؤها وزوجة ابنها.
وقالت بونافيني أخيرا في مناسبة افتتاح معرض صور عن حياتها "لقد نسيت من كنت يوم اختفوا. لم أفكر في نفسي بعد ذلك".
بعد أشهر قليلة، بدأت هي ومجموعة صغيرة من النساء الاحتجاج أمام القصر الرئاسي.
وخاطرت الأمهات بمواجهة مصير أبنائهن الناشطين السياسيين، التعذيب أو الموت أو الاختفاء ببساطة دون أثر، في حين حاول الجنرالات السخرية منهن، مستهزئين بهن بوصفهن "نساء مجنونات".
أتت النساء إلى ساحة بلازا دي مايو كل يوم خميس حتى خلال تفشي جائحة كوفيد، وقد اشتهرن في كل أنحاء العالم بنضالهن.
في السنوات اللاحقة، أصبحت بونافيني شخصية أكثر إثارة للجدل، وأصبحت مؤيدة متشددة للكيرشنرية وداعمة قوية للرئيس السابق نيستور كيرشنر وزوجته كريستينا، نائبة الرئيس الحالي.
في العام 2017، تمت محاكمتها بتهمة اختلاس أموال مخصصة لبناء منازل للفقراء، في قضية قالت بونافيني إنها مدفوعة باعتبارات سياسية من الرئيس وقتها ماوريسيو ماكري الذي اعتبرته "عدواً". ولم تحل القضية.