وفاة الملحن وقائد الأوركسترا اللبناني إحسان المنذر عن 75 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 5
المايسترو اللبناني إحسان المنذر - Twitter/CAROLE_SAMAHA
المايسترو اللبناني إحسان المنذر - Twitter/CAROLE_SAMAHA
بيروت -رنا نجاروكالات

غيّب الموت الملحن والموزع الموسيقي وقائد الأوركسترا اللبناني الشهير إحسان المنذر عن 75 عاماً، بعد مسيرة حافلة رافق فيها نجوماً في بدايتهم وساهم في نجاحهم، أبرزهم ماجدة الرومي وراغب علامة. 

وذكرت وسائل إعلام لبنانية رسمية أن المنذر تعرّض لانتكاسة صحية خلال الأيام القليلة الماضية، نقل على أثرها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، إلى أن أعلن الأطباء وفاته مع الساعات الأولى من صباح الأربعاء. 

وقالت المطربة اللبنانية ماجدة الرومي لـ"الشرق": "صُدمت كثيراً بغياب رفيق دربي والفنان العظيم إحسان المنذر، وآلمني موته واحترق قلبي لهذا الخبر، حزينة ودموعي لم تتوقف منذ سمعت الخبر وفوجئت به".

وأضافت: "كان الحجر الأساس والعمود الفقري لحفلاتي، وهو حاضر في وجداني ولو لم يكن حاضراً جسدياً، ومع كل طلعة شمس ستتحدث الناس عن الفنان إحسان المنذر وتغني الأغاني التي لحّنها، أشكره على كل ما قدّمه لي من إبداع وللأغنية اللبنانية والعربية، إحسان المنذر مبدع لا يموت".

"مجدّد الأغنية اللبنانية"

"استطاع إحسان المنذر عازف البيانو اللامع المتأثر بالمدرسة الموسيقية الغربية والمستمع الجيد للموسيقى الشرقية منذ عصر النهضة، والذي رسم لنوتاته الموسيقية هوية خاصة يمكن تمييزها من بين آلاف الألحان العربية، أن يصنع نجوماً كباراً ويطلق مسيرتهم كما فعل معي"، بحسب ما صرّحت المطربة سمية بعلبكي لـ "الشرق".

أصرّت سمية بعلبكي أن تكرّم صديقها وزميلها إحسان المنذر الشهر الماضي في افتتاح  مهرجانات بعلبك عبر تأدية أغنية جديدة لحّنها لها وهو يعاني من مرض عضال، بعنوان "امرأة شرقية" للشاعر السوري الراحل نزار قباني.

وقالت "أنا حزينة جداً من أعماق قلبي على صديق إنساني كريم ودمِث ومتواضع، مسكون بالموسيقى وبقي يتابع معي لننتهي من تسجيل الأغنيتين الأخيرتين اللتين لحّنهما لي حتى النفس الأخير،وهما (امرأة شرقية)، و(أنا عايزة أقولك) من كلمات بهاء الدين محمد التي ستصدر قريباً جداً. وهذان العملان أعطياه جرعة فرح لأنه مسكون بالتلحين وشغوف به".

ووصفت بعلبكي المنذر بأنه "اللحن المجدّد بالموسيقى اللبنانية"، مضيفة "إيماني أن المنذر سيُنصفه الوقت لأن ألحانه واسعة وحاضرة بالذاكرة وغيابه سيزيد حضوره الإبداعي أكثر".

استوديو الفن

قال المطرب اللبناني راغب علامة لوكالة "فرانس برس"، معلّقاً على وفاة المنذر "راح صديق العمر". 

ولحّن المنذر لراغب علامة العديد من الأغنيات التي ساهمت في صنع شهرته بعد تخرّجه في مطلع ثمانينات القرن العشرين من برنامج المواهب التلفزيوني "استوديو الفن" الذي كان المنذر قائداً للفرقة الموسيقية فيه خلال هذه المرحلة.

ونعى عدد من نجوم الغناء اللبناني الملحن الراحل، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من بينهم نانسي عجرم التي كتبت على تويتر "رحل الكبير إحسان المنذر ليخسر الفن اللبناني برحيله أحد أبرز مبدعيه".

وكتبت كارول سماحة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، معلّقة تحت وسم #إحسان_المنذر:  "الفنان لا يموت لأن أغنياته تعيش في ذاكرتنا ووجداننا".

مسيرة حافلة

ولد إحسان المنذر في عام 1947 وظهر شغفه بالموسيقى في سن السابعة وتنقل بين عدة آلات قبل أن يستقر على البيانو، إذ درس في إيطاليا ومارس العزف والغناء بعدة لغات في الفنادق.
              
لدى عودته إلى بيروت في عام 1979، بدأ يعزف ويغني في فندق كومودور حيث رآه المخرج سيمون أسمر والموسيقي روميو لحود اللذان كانا يعدان لبرنامج المواهب "استوديو الفن" في عام 1980، فاتفق معه الأسمر على قيادة أوركسترا البرنامج.

في عام 1985 ترأس الدائرة الموسيقية في الإذاعة اللبنانية. ومنذ الثمانينات بدأ الجمهور الواسع يعرفه ملحناً وقائد أوركسترا.

تعاون المنذر مع كبار النجوم ملحّناً لهم أغنيات لم تمت رغم مرور عشرات السنوات على إطلاقها مثل "كلمات" و"مطرحك بقلبي" لماجدة الرومي و"يا نبع المحبة"، وهي أغنية عن الأم تُدرّس اليوم في المدارس اللبنانية.

إضافة الى أغاني "بكرا بيبرم دولابك" و"لو شباكك عشباكي" و"الكتب العتيقة" لراغب علامة، و"وقّف يا زمن" لجوليا بطرس، و"عيونك شفتا" لنزيه المغربي.

كما لحّن لفنانين من أجيال مختلفة مثل الفنانة الراحلة صباح ووليد توفيق وسميرة سعيد ونجوى كرم وأنوشكا وعلاء زلزلي وغيرهم ممن نعوه بكلمات الحزن والأسى، معتبرين أن له فضلاً في نجاحهم وإعطاء لمسة خاصة للأغنية اللبنانية المعاصرة خصوصاً في تسعينات القرن الماضي.

 وكان له نصيب في صنع أعمال للأطفال فلحّن لماجدة الرومي عدة أغنيات للصغار منها "طيري يا عصفورة" من شعر جوزف أبي ضاهر التي انتقل لحنها إلى إيطاليا وذاعت بالإيطالية، وفازت بالجائزة الأولى في مسابقة بولونيا عام 1989.

في عام 1992 أنشأ استوديو خاصاً جهّزه بتقنيات تقليدية وحديثة، وكان يسجل فيه أعماله وأعمال سواه التي كان منها الجزء اللبناني من أوبريت "الحلم العربي".

كان المنذر يرى أن التوزيع الموسيقي الذي عمل فيه أيضاً لا يقل أهمية عن التلحين، كما وضع الموسيقى التصويرية لفيلمي "الانفجار" و"المخطوف"، ووزّع موسيقى مسرحية "إيليا النبي" ومسلسلات تلفزيونية عديدة. 

تصنيفات