
قال خبير طبي أدلى بشهادته أمام محكمة مينيابولس الأميركية، الخميس، بعد مرور 10 أشهر على حادث مصرع الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد، إن الأخير توفي بسبب "نقص في الأكسجين"، رافضاً نظرية دفاع المتهم في القضية التي نصّت على أن تعاطي فلويد للمخدرات ومعاناته من مشكلات صحية تسببا في مقتله.
وأوضح شاهد الادعاء، الطبيب مارتن توبين، أخصائي الرئة والرعاية الحرجة في مستشفى "إدوارد هاينز جونيور" بولاية فرجينيا، أن "أي شخص سليم يتعرّض لما تعرّض له فلويد، كان سيموت حتماً"، وفق ما أوردته صحيفة "بوليتيكو" الأميركية.
وباستخدام لغة سهلة لشرح المفاهيم الطبية، قال توبين لهيئة المحلفين إن تنفس فلويد "كان مقيداً بشدة، بينما احتجز شوفين وضابطان آخران فلويد (46 عاماً)، على بطنه ويداه مقيدتان خلفه ووجهه باتجاه الأرض"، لافتاً إلى أن نقص الأكسجين أدى إلى تلف في المخ وتسبب في توقف قلبه.
وأشار توبين الذي حلل عرضاً بيانياً للضباط الثلاثة الذين قيدوا فلويد إلى أن ركبة شوفين كانت على رقبته لأكثر من 90% من الوقت، فيما استشهد بعوامل أخرى قال إنها "جعلت من الصعب على فلويد التنفس".
وأضاف توبين أن شوفين "وضع ركبته على عنق فلويد لمدة 3 دقائق وثانيتين، بعد أن وصل فلويد إلى النقطة التي لم يبق فيها أوقية واحدة من الأكسجين في جسمه".
وبينما كان المدعون العامون يعرضون مراراً مقطع فيديو لفلويد على الأرض، أشار توبين إلى ما اعتبره "تغييراً في وجه فلويد دلّ على وفاته، إذ إن تلك اللحظة حدثت بعد نحو 5 دقائق من تثبيته على الأرض".
"مخدرات ومشكلات صحية"
واتهم شوفين (45 عاماً) بتهمتي القتل والقتل غير المتعمد في وفاة فلويد التي وقعت في 25 مايو الماضي.
من جانبه، جادل إريك نيلسون محامي الدفاع بأن الضابط الذي تم طرده: "تصرف بناءً على ما تم تدريبه عليه"، وأن وفاة فلويد "كانت بسبب المخدرات غير المشروعة ومعاناته من مشكلات طبية، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب"، لوجود مادتي "الفنتانيل" و"الميثامفيتامين" عند تشريح جثته.
لكن توبين قال إنه "حلل تنفس فلويد من خلال مقطع مصور"، وإن "الأشخاص ممن يعانون أمراضاً قلبية حادة لديهم معدلات تنفسية عالية جداً"، لافتاً إلى أن ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون الذي يقاس في غرفة الطوارئ في المستشفى يمكن أن يفسر حقيقة أن فلويد "لم يكن يتنفس لمدة 10 دقائق تقريباً، قبل إجراءات التنفس الاصطناعي".
وعند استجواب الشهود، ضغط نيلسون على توبين بشأن هذا المفهوم الخاطئ الشائع، مشيراً إلى شهادة سابقة مفادها أن "ضباط مينيابوليس مدربون على أنه إذا كان الناس يستطيعون الكلام، فبإمكانهم التنفس".
"احتجاجات عالمية"
وأثار فيديو وفاة فلويد، الذي صورته فتاة كانت تمر في الشارع، وأعيد بثّه على الإنترنت، صدمة ترددت أصداؤها من نيويورك إلى سياتل، وكان لها وقع كذلك في عواصم العالم مثل لندن وباريس وصولاً إلى سيدني، حيث نزلت حشود غاضبة إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة، هاتفة "بلاك لايفز ماتر" وهو اسم حركة "حياة السود تهمّ" المناهضة للعنصرية.
وتم صرف الشرطيين الضالعين في القضية على الفور، لكن عدة أيام انقضت، قبل توجيه التهمة رسمياً إلى ديريك شوفين بـ"القتل" وإلى زملائه الثلاثة بـ"التواطؤ". وفي هذه الأثناء، كانت المدن الأميركية اشتعلت وتم إحراق مركز للشرطة في مينيابوليس.