ماكرون يتعهد بـ"نهج جديد" في الولاية الثانية لرئاسة فرنسا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مراسم تأدية اليمين الدستورية في قصر الإليزيه في باريس - 7 مايو 2022 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مراسم تأدية اليمين الدستورية في قصر الإليزيه في باريس - 7 مايو 2022 - REUTERS
باريس -وكالات

أدى إيمانويل ماكرون، السبت، اليمين الدستورية خلال مراسم بسيطة لتنصيبه رئيساً لفرنسا لولاية جديدة في حفل أقيم في قصر الإليزيه، أعقبه إطلاق المدافع في حدائق أنفاليد، تعهد خلاله بـ"نهج جديد" في رئاسة البلاد.

وبذلك يكون تنصيب الرئيس الرابع الذي يعاد انتخابه في ظل الجمهورية الخامسة في فرنسا بعد شارل ديجول وفرانسوا ميتران وجاك شيراك، مشابهاً لحفل تنصيب أسلافه، دون الخروج من القصر الرئاسي، بحسب وكالة "فرانس برس".

وعند الساعة 11:00 (التاسعة بتوقيت جرينتش) دخل ماكرون إلى قاعة الاحتفالات، وهي الأكبر والأعرق في قصر الإليزيه على وقع موسيقى جورج فريدريش هاندل، وهو موسيقي إنجليزي من أصل ألماني.

وأعلن رئيس المجلس الدستوري لوران فابيوس فوز ماكرون في الدورة الثانية التي جرت في 24 أبريل الماضي، أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن بحصوله على 58.55% من الأصوات؛ ومن ثم قُلد قلادة جوقة الشرف.

"نهج جديد"

وفي خطاب قصير، تحدث ماكرون عن الحاجة إلى الابتكار في وقت يشهد تحديات غير مسبوقة في فرنسا والعالم، وقال إن فترته الثانية ستكون "جديدة" وليست مجرد استمرار للأولى.

وقال ماكرون في مستهلّ خطابه أمام الحضور "أنا مدرك لخطورة الفترة"، في إشارة منه إلى الحرب في أوكرانيا، داعياً إلى "التحرك دونما هوادة" لتكون فرنسا "أكثر استقلالاً".

ووعد ماكرون بأن يقود البلاد بـ"نهج جديد" عبر "التخطيط والإصلاح وإشراك" الفرنسيين، وقطع وعداً للشباب بأن "يورثهم كوكباً قابلاً للعيش أكثر وفرنسا أكثر حيوية وأقوى".

وأضاف: "نحتاج إلى ابتكار طريقة جديدة معاً بعيداً عن التقاليد الروتينية المرهقة، يمكننا من خلالها بناء عقد اجتماعي وبيئي جديد مليء بالإنتاج"، وتعهد بالتصرف "باحترام".

ورحّب الرئيس الفرنسي بالمدعوّين وبينهم مقدمو رعاية صحية ومسؤولون محليون منتخبون ومسؤولو جمعيات ورياضيون وشباب يجسدون الأولويات التي سيعمل عليها في ولايته الجديدة.

وكان من بين الضيوف الـ500 الرئيسان السابقان نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند، ورؤساء الوزراء السابقون إدوار فيليب، ومانويل فالس، وآلان جوبيه وجان-بيير رافاران.

كما حضر الحفل زعماء دينيون وشخصيات حكومية أخرى إضافة إلى أفراد عائلة ماكرون من بينهم زوجته بريجيت وأصدقاؤه وأعضاء الحكومة ورئيس الوزراء جان كاستكس، فضلاً عن كبار المسؤولين في مجلسي البرلمان وممثلين عن الجامعات والنقابات والأديان وغيرهم.

"صعوبات" بانتظار ماكرون

وتغذي صعوبات ماكرون المحتملة في إيجاد الشخصية المناسبة لقيادة الحكومة، التكهنات، بحسب "فرانس برس".

ويبدو أن فيرونيك بيداج مديرة مكتب رئيس الوزراء السابق إيمانويل فالس، والمديرة العامة لمجموعة "نكسيتي" العقارية في الوقت الراهن، رفضت العرض فضلاً عن النائبة الاشتراكية فاليري رابو التي قالت إنه تم الاتصال بها لكنها رفضت لكي لا تضطر إلى رفع سن التقاعد إلى 65 عاماً.

في المقابل يؤكد قصر الإليزيه أن "الرئيس لم يقترح منصب رئيس الوزراء على أي شخص".

من جانبه، توقع المؤرخ الفرنسي جان جاريج سلسلة من الصعوبات أمام ماكرون على هذا الصعيد. وذكر "المشهد السياسي المشرذم" الذي يواجهه "دون أي ثقافة حزبية" داخل حركته التي باتت تعرف باسم حزب "النهضة" و"طبيعة تموضعه السياسي في اليمين واليسار في آن واحد".

إلا أن المؤرخ الذي يعمل على كتاب يتناول علاقة الرؤساء الفرنسيين برؤساء الحكومات، يشدد على "الطابع المنفر" لهذا المنصب منذ نحو 10 سنوات، ولا سيما لشخصيات من شأنها أن تجسد التجدد السياسي.

وختم جاريج قائلاً: "لا يمكن استحداث حزب يسمى النهضة وتعيين شخصيات قديمة في رئاسة الحكومة".

ويشارك ماكرون، الأحد، في مراسم ذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الثامن من مايو 1945.

وينتقل، الاثنين، إلى ستراسبورج بمناسبة يوم أوروبا، ليلقي خطاباً في البرلمان الأوروبي قبل أن يتوجه إلى برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتز في أول زيارة له إلى الخارج منذ إعادة انتخابه.

وتبدأ الولاية الرئاسية الجديدة لماكرون رسمياً في 14 مايو، وما زال رئيس وزرائه جون كاستكس في منصبه. ويأتي تعيين رئيس وزراء جديد بعد هذا التاريخ في حين أن الانتخابات التشريعية تجرى بعد شهر من ذلك.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات