كشف مسؤولون فلسطينيون، السبت، أن الرئيس محمود عباس يجري اتصالات مع الإدارة الأميركية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بهدف الضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها في القدس.
بدوره، أكد سفير فلسطين لدى القاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح "تقديم طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية، لبحث مواجهة جرائم واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين".
وأوضح اللوح، في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن "الاجتماع العاجل سيبحث الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في باحات المسجد الأقصى في شهر رمضان، إضافة إلى مخططات الاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين، خصوصاً في حي الشيخ جراح، في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها، وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم".
وأعلن رئيس بعثة فلسطين في الأمم المتحدة، السبت، أنه قدم طلباً لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لبحث الممارسات الإسرائيلية في القدس.
حالة من التوتر
وتسود حالة من التوتر في مدينة القدس، بعد ليلة من المواجهات الواسعة والعنيفة التي جرت في باحات المسجد الأقصى بين المصلين وقوات إسرائيلية، أصيب على إثرها أكثر من 200 فلسطيني و6 عسكريين إسرائيليين بجروح.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية "حالة التأهب القصوى في القدس، تحسباً لتجدد المواجهات هذه الليلة (السبت) والتي توافق ليلة القدر".
بدورهم، كشف مواطنون فلسطينيون في القدس لـ"الشرق"، أن الجنود الإسرائيليين تعمدوا ممارسة استفزازات واعتداءات على المصلين، قادت إلى اندلاع المواجهات التي جرت في باحات المسجد ليلة الجمعة الماضية، مشيرين إلى قيام الجنود بإغلاق أحد الطرق المؤدية الى المسجد، قبيل صلاة العشاء، تبعوه بعملية اقتحام لباحات المسجد أثناء الصلاة ما أدى إلى استفزاز المصلين.
اعتقالات إسرائيلية
واعتقلت القوات الإسرائيلية 13 فلسطينياً في باحة الأقصى بالقدس، السبت، وداهمت عدداً من المنازل بالبلدة القديمة، في أعقاب أحداث الأسبوع الأخير، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ووجّه رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، بإرسال تعزيزات إضافية لقوات الاحتلال في القدس، والاستعداد للتصعيد، وذلك غداة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى، وفي حي الشيخ جراح، وساحة باب العامود.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في تغريدة على تويتر: "ترأس الجنرال أفيف كوخافي، رئيس الأركان، اجتماعاً لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة الجيش، ومندوبين عن الشرطة والشاباك".
وتابع: "أوعز رئيس الأركان على تعزيزات إضافية للقوات والوسائل، بالإضافة إلى الاستعداد للتصعيد وسلسلة خطوات أخرى" (لم يعلن عنها).
ونقلت "وفا" عن شهود قولهم إن "قوات الاحتلال داهمت عدداً من المنازل في البلدة القديمة، وفي أحياء الصوانة، والعيسوية، وراس العامود، وسلوان".
وأكدت القناة الرسمية الإسرائيلية، أنه من المتوقع أن يصل عدد كبير من المصلين إلى المسجد الأقصى في هذه الليلة.
وأعلنت العديد من الجمعيات والقوى والمؤسسات العربية في إسرائيل، تسيير حافلات للمصلين إلى المسجد الأقصى في ليلة القدر، فيما دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل المواطنين إلى التوجه إلى المسجد الاقصى تحت شعار: "نصرة القدس للقدس وأهلها".
وأشارت اللجنة في بيان، إلى أن "العدوان الدموي الإرهابي على المسجد الأقصى، ينذر بما هو أخطر في الأيام اللاحقة"، كما أعلن عن سلسلة فعاليات تضامنية في مختلف المدن والقرى العربية تضامناً مع أهل القدس.
مسيرات تضامنية
ودعت قوى فلسطينية عدة إلى القيام بمسيرات تضامنية مع أهالي القدس مساء السبت، في الضفة الغربية وقطاع غزة، منها مسيرة إلى حاجز عسكري مقام على المدخل الشمالي لمدينة القدس، قرب مخيم قلنديا، حيث من المتوقع وقوع مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
من جانبها، واصلت القوات الإسرائيلية إغلاق حي الشيخ جراح أمام المواطنين الفلسطينيين القادمين من داخل الخط الأخضر، بينما تسمح للمستوطنين بالدخول والوصول إلى البيوت التي استولوا عليها.
ومنذ أسبوع، تشهد القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها إسرائيل، تظاهرات احتجاجية يومية بسبب نزاع حول ملكية أراضٍ بنيت عليها منازل عدة في حي الشيخ جراح، وتعيش فيها 4 عائلات فلسطينية مهددة بالإجلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين.