موسكو وطهران تؤيدان عودة العمل بالاتفاق النووي بصيغته الأصلية

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب اجتماعهما في موسكو - 6 أكتوبر 2021 - AFP
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب اجتماعهما في موسكو - 6 أكتوبر 2021 - AFP
طهران /دبي-الشرق

أيّد وزيرا خارجية روسيا سيرجي لافروف، وإيران حسين أمير عبد اللهيان، في مكالمة هاتفية، السبت، عودة العمل بالصيغة الأصلية للاتفاق النووي المبرم عام 2015، وذلك قبل انطلاق الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا المقررة في 29 من الشهر الجاري.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف وعبد اللهيان ناقشا "خطة العمل الشاملة المشتركة، فضلاً عن الزيارة القادمة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إلى طهران، إضافة إلى الوضع في أفغانستان وجنوب القوقاز"، بحسب ما أوردته وكالة "بلومبرغ".

ودعا وزيرا الخارجية إلى استعادة الاتفاق النووي مع طهران، حيث قالت إيران إنها "مستعدة للامتثال للاتفاق الموقع العام 2015، إذا لم تضيف الولايات المتحدة مطالب إضافية".

مقاربة بنّاءة

عبد اللهيان قال في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، إن بلاده "مستعدة للعودة إلى الامتثال الكامل، شرط ألا تتجاوز مطالب الولايات المتحدة في المحادثات المقبلة شروط الاتفاق الأصلي".

وأضاف إن "التقدم السريع للمباحثات يتطلب من الأطراف الأوروبيين والأميركيين اعتماد مقاربة واقعية وبنّاءة من خلال تفادي المطالب المبالغ بها والتي تتجاوز متطلبات الاتفاق النووي".

وشدد عبد اللهيان على "جدية" طهران في المباحثات وأهمية "عودة كل الأطراف الى التزاماتهم"، موضحاً أنه "إذا عاد الطرف الأميركي بشكل كامل إلى التزاماته، فإن طهران ستحترم كامل التزاماتها أيضاً".

والخميس، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن بلاده "لن تتراجع بأي شكل عن الدفاع عن مصالحها"، بعد إعلان الأطراف استئناف المحادثات النووية نهاية الشهر الجاري.

وأضاف، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس": "إيران لن تترك طاولة المفاوضات، لكننا سنرفض أيضاً الطلبات المبالغ فيها التي تؤدي الى ضياع حقوق الشعب الإيراني"، معلناً تأييد بلاده المفاوضات التي تعقبها نتائج مجدية، قائلاً: "لن نتراجع إطلاقاً عن مطلب الشعب البديهي والمتمثل في إلغاء الحظر الظالم عن البلاد".

وكان مسؤولون إيرانيون في الأشهر الماضية، قالوا إن "تحديد موعد استكمال المباحثات يرتبط بإنجاز الحكومة الجديدة مراجعة ملف الجولات السابقة".

تهديد الاتقاق

من جهتها، حذَّرت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، من أن استمرار إيران في إجراءاتها التصعيدية، يهدد نجاح مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي، وذلك في تعليق على إعلان طهران زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصَّب.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"الشرق": "لقد أوضحنا أن استمرار إيران في التصعيد النووي هو أمر غير بنَّاء، ويتعارض مع هدفها المعلن المتمثل في العودة إلى الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة".

وأضاف: "كما أنه لن يوفر لطهران أي نفوذ خلال التفاوض في الوقت الذي نعود فيه للمحادثات"، وذلك في إشارة إلى استئناف المحادثات بين إيران والقوى الدولية في فيينا 29 نوفمبر الجاري، لبحث إعادة طهران إلى الالتزام بالاتفاق النووي لعام 2015.

وأعلنت طهران والاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أن المباحثات ستستأنف في 29 نوفمبر الجاري، بعد تعليقها منذ يونيو الماضي.

وتم التوقيع على الاتفاق مع إيران من قبل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا من أجل التغلب على أزمة البرنامج النووي الإيراني، لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب أحادياً من الاتفاق العام 2018، إلا أن خلفه جو بايدن وعد بإحيائه مجدداً.

وتضم مجموعة 5 +1 كل من روسيا والمملكة المتحدة وألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا، إذ تتفاوض مع إيران بشأن استعادة الاتفاق في شكله الأصلي منذ أبريل الماضي في فيينا، وحتى الآن عُقدت 6 جولات من هذه الاجتماعات.

يُشار إلى أن الاتفاق أتاح رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، لكن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر ترمب سحب بلاده منه، معيداً فرض عقوبات على طهران سببت أزمة اقتصادية حادة.