"تيك توك" تعالج مخاوف التجسس بتعاون مع أوراكل لحماية بيانات الأميركيين

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعار تطبيق تيك توك  - AFP
شعار تطبيق تيك توك - AFP
القاهرة-الشرق

بدأت شركة "بايت دانس" في تخزين بيانات المستخدمين الأميركيين لتطبيقها الشهير "تيك توك" على خوادم شركة أوراكل الأميركية، إلى جانب استخدام البنية التحتية لأوراكل Oracle Cloud Infrastructure لتمرير بيانات استخدامهم للخدمة.

وأشارت منصة الفيديوهات القصيرة إلى أنها اعتادت تخزين بيانات المستخدمين الأميركيين على خوادمها الخاصة في الولايات المتحدة وسنغافورة، ففي ولاية فيرجينيا الأميركية يتم استخدام خوادم المنصة كبوابة أولية لدخول بيانات المستخدمين إلى خوادم المنصة، وكذلك تطبيق سياسات الجدران النارية، ورصد ممارسات التدخل الخارجية الخبيثة الساعية وراء بيانات المستخدمين.

بينما كانت خوادم تيك توك سنغافورة تلعب دور حافظة النسخة الاحتياطية من بيانات الأميركيين، والتي تشكل حائط الحماية لتلك البيانات، في حال حدوث أي ضياع أو تلف للبيانات على الخوادم الأميركية، بحسب بيان رسمي.

أشارت الخدمة الصينية إلى أنها تعمل عن قرب مع أوراكل الأميركية لتطوير بروتوكولات تنظيم البيانات، بحيث يمكن لأوراكل تولي مسؤولية تنظيم واختبار البيانات، حتى لا يكون هناك أي قلق لدى المستخدمين الأميركيين حول بياناتهم.

وأوضحت الشركة أنها أسست مؤخراً قطاع جديد داخل الولايات المتحدة، وتحت إشراف إدارة "تيك توك" الأميركية، والتي سيكون مسؤوليتها تنظيم وإدارة بيانات المستخدمين الأميركيين دون أي تدخل من الإدارة الصينية للتطبيق، إلى جانب حماية الموظفين في الولايات المتحدة، وكذلك تقليل خروج بيانات الأميركيين خارج الحدود الأميركية.

تسريبات مقلقة

وكان موقع "بازفيد" قد نشر، الأسبوع الماضي، تقريراً موسعاً يتناول 14 تسجيلاً صوتياً مسرباً، تتضمن تصريحات 9 موظفين من داخل "تيك توك"، تؤكد أن مهندسي المنصة في الصين قاموا بالوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين في الفترة بين سبتمبر 2021 حتى يناير 2022 على الأقل.

تضمن أحد تلك التسجيلات تصريحاً لأحد موظفي تيك توك بفريق "الثقة والأمان" في الولايات المتحدة يقول خلاله إن"كل شيء يسهل الاضطلاع عليه من الصين"، وذلك خلال اجتماع في سبتمبر 2021.

وفي اجتماع آخر خلال نفس الشهر، أطلق أحد مديري "تيك توك" لقب "المشرف الرئيسي Master Admin" على مهندس من مهندسي تيك توك في الصين، والذي يمكنه الاضطلاع على كافة بيانات الأميركيين.

وتفاوتت التصريحات الموضحة في التسجيلات الصوتية المسربة بين ورودها في سياق اجتماعات لمجموعات صغيرة من الموظفيين بقيادات الشركة واستشاريين في الولايات المتحدة، وأخرى وردت في سياق اجتماعات موسعة لعموم الموظفين، وجميعها رسمت صورة واضحة بشأن طبيعة التحديات التي تواجهها المنصة الاجتماعية الأشهر في العالم حالياً، مع محاولاتها المستمرة لحل الأزمة المتعلقة بعملها داخل الولايات المتحدة، وكذلك الشكوك التي تدور دائماً حول علاقتها بالحكومة الصينية.

وتناولت أغلبية التصريحات المسربة ما يسمى بـ"مشروع تكساس Project Texas"، والذي يعبر عن تعاون "تيك توك" و"أوراكل" ولجنة الاستثمارات الأجنبية بالولايات المتحدة، وينسق اعتماد المنصة الاجتماعية على الشركة الأميركية لإدارة وتخزين البيانات الشخصية الحساسة للمستخدمين الأميركيين، مثل أرقام الهواتف الذكية وتواريخ الميلاد، وذلك داخل خوادم أوراكل في تكساس، وإلى ذلك ترجع تسمية المشروع.

ويسعى "مشروع تكساس" لتقليل إمكانية وصول إدارة تيك توك في الصين إلى بيانات الأميركيين الحساسة، وهو أمر أثار شكوك الإدارة الأميركية خلال الأعوام الماضية، ودفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لحظر استخدام التطبيق داخل الولايات المتحدة في 2020 بقرار تنفيذي.

واعترفت "تيك توك" نفسها، في بيان رسمي، بمشكلة وصول إدارة التطبيق في الصين لبيانات الأميركيين، قائلة: "هدفنا هو تقليل احتمالية الوصول إلى بيانات المستخدمين في مختلف مناطق العالم، وعلى سبيل المثال سيكون للموظفين بالمنطقة الآسيوية، بما في ذلك الصين، وصول محدود للغاية إلى بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة والمنطقة الأوروبية".

ومن المتوقع أن يكون "مشروع تكساس" هو الحل المثالي لسد تلك الثغرة، وهو ما تمت ترجمته بشكل رسمي في الشراكة التي تم إعلانها في أحدث بيانات "تيك توك" الرسمية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات