واشنطن: موسكو تضع "المسدس على الطاولة" في مفاوضاتها معنا

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال لقاء في جنيف، سويسرا - 21 يناير 2022 - via REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال لقاء في جنيف، سويسرا - 21 يناير 2022 - via REUTERS
موسكو/ دبي-رويترزالشرق

قال السفير الأميركي لدى روسيا جون سوليفان، الجمعة، إن روسيا تقول إنها لا تريد الحرب، ولكنها تضع "المسدس على الطاولة" في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة"، من خلال حشد المزيد من القوات على حدود أوكرانيا.

وخلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف من موسكو، وصف سوليفان حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية بأنه "استثنائي"، وقال إنه "لا يمكن تفسيره أنه تدريبات عسكرية عادية"، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز".

وأضاف سوليفان للصاحفيين: "وكأن شخصين يجريان مفاوضات، ثم يقوم أحد الطرفين بوضع مسدس على الطاولة، ويقول إنه يريد السلام... هذا تهديد"، وتابع: "هذا ما نراه الآن".

وقال سوليفان أيضاً: "نأمل أن تكون الحكومة الروسية وفية لتعهداتها بأنها لا تخطط ولن تغزو أوكرانيا، لكن الحقائق تشير إلى أن لديها القدرة الحالية على القيام بذلك".

"اقتراحات لتهدئة التوتر"

وأضاف السفير الأميركي أن بلاده "تنتظر الآن رداً من روسيا بشأن الاقتراحات التي بعثتها الولايات المتحدة وحلف الناتو، والتي ترسم مساراً دبلوماسياً للخروج من الأزمة"، وحث روسيا على "سحب قواتها من حدود أوكرانيا".

وقال إن تلك الاقتراحات "تحتوي على طرق تهدف لتهدئة التوتر من خلال وضع معايير شفافة بشأن المناورات العسكرية في أوروبا، وكذلك مبيعات الأسلحة لأوكرانيا"، مضيفاً: "لقد تناولنا إمكانية اتخاذ تدابير شفافة متبادلة مع الحكومة الروسية، بما في ذلك أنظمة الأسلحة الهجومية في أوكرانيا، وكذلك إجراءات تتعلق بالتدريبات والمناورات العسكرية في أوروبا".

وأوضح سوليفان أن العقوبات الاقتصادية ستكون "جزءاً بسيطاً" من الرد الغربي على روسيا في حال غزوها لأوكرانيا، لافتاً إلى أن خط أنابيب "نورد ستريم 2" سيكون جزءاً من العقوبات الاقتصادية، فضلاً عن عقوبات أخرى تتعلق بالتصدير.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت، الأربعاء، إن سوليفان سلّم رداً مكتوباً على مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية التي قُدمت ديسمبر الماضي.

وأضافت في بيان أوردته وكالة "أنترفاكس" الروسية: "خلال الاجتماع، سلّم رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية رد إدارته كتابياً على مسودة المعاهدة الثنائية بشأن الضمانات الأمنية التي سبق أن قدمها الجانب الروسي".

روسيا: لا نريد حرباً

وفي وقت سابق، الجمعة، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا "لا تريد الحرب"، ولكنها "لن تسمح بتجاهل مطالبها" بشأن الضمانات الأمنية.

وفي مقابلة مع محطات إذاعة روسية، ردّ لافروف على سؤال بشأن إمكانية نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا: "إذا كان الأمر يعتمد على روسيا، فلن يكون هناك حرب".

واتهم لافروف واشنطن باستخدام حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ"تصعيد التوترات". وأشار إلى أن الرد الأميركي على الضمانات الأمنية يعد "دبلوماسياً وأفضل من رد الناتو عليها"، لافتاً إلى أن رد الحلف "أيديولوجي للغاية".

وقال لافروف إن الوكالات الحكومية الروسية "ستقوم بتحليل تلك المقترحات للرد عليها"، مشدداً على أن بلاده "لا تسعى إلى حرب مع أوكرانيا، ولكننا لن نسمح بتجاهل اهتماماتنا".

ردود واشنطن و"الناتو"

وكانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" أعلنا، الأربعاء، تقديم ردودهما إلى روسيا على مطالبها بشأن الضمانات الأمنية.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي إن "الكرة في ملعب الروس الآن"، مضيفاً أن "الرد حدد مساراً دبلوماسياً جاداً للمضي قدماً، إذا اختارت روسيا ذلك، وتقييماً مبدئياً وعملياً للمخاوف التي أثارتها روسيا".

وأكد أن "واشنطن منفتحة على الحوار"، مشدداً على أن "وثيقة الرد تعكس ما سبق وكررناه مراراً بشأن رغبتنا في الدبلوماسية"، معلناً "أنها تضمنت مخاوفنا ومخاوف حلفائنا".

من جهته، أعلن الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج أن الحلف يتطلع للوصول إلى حل "جيد" مع روسيا، مؤكداً في الوقت ذاته استعداده لـ"مواجهة الأسوأ"، مشيراً إلى أنهم مستعدون لنشر 5 آلاف من قواتهم خلال أيام.

ودعا ستولتنبرج موسكو "إلى خفض التصعيد على الحدود مع أوكرانيا وإنشاء خط مفتوح حول الأمن الأوروبي"، معرباً عن استعداد الحلف "للاستماع إلى المخاوف الروسية"، ومشيراً إلى أحقية كل دولة في اختيار "الترتيبات الأمنية المناسبة لها".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات