محادثات فيينا أمام منعرج حاسم.. وإيران تندد باستمرار عقوبات ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 6
اجتماع اللجنة المشتركة لخطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) في فيينا. - via REUTERS
اجتماع اللجنة المشتركة لخطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) في فيينا. - via REUTERS
دبي- الشرق

دخلت "محادثات فيينا" بشأن الاتفاق النووي الإيراني، منعرجاً حاسماً، بوصول المفاوضات إلى المحطة الخامسة، وتنديد إيراني بـ"استمرار استخدام الرئيس الأميركي جو بايدن، ورقة العقوبات التي أقرها سلفه دونالد ترمب، للضغط عليها".

وذكرت قناة "برس تي في" الإيرانية، السبت، نقلاً عن مصادرها، أن الولايات المتحدة لا تنوي رفع "أي من العقوبات المفروضة على إيران بشكل كامل"، إلا أن دبلوماسياً أميركياً كبيراً، خرج بتصريحات أكد فيها أن الجولة الأخيرة من محادثات فيينا هي "الأكثر إنتاجية حتى الآن"، مشيراً إلى تحقيق المفاوضين "تقدماً حقيقياً"، ولكنه حذر من "استمرار الخلافات، وترك القضايا المهمة حتى النهاية".

وقال في تصريحات للصحافية الأميركية لورا روزن، إن الجولة الرابعة من المحادثات الدولية في فيينا، والتي استمرت لمدة عشرة أيام واختتمت الأربعاء الماضي، "حققت تقدماً كافياً في رؤية الخطوط العريضة، من أجل اتفاق محتمل بشأن امتثال الولايات المتحدة وإيران الكامل، للاتفاق النووي المُوقع عام 2015". 

وأضاف أن "التوصل إلى اتفاق، ليس مؤكداً وغير محدد، لكن الجولة الأخيرة هي الأكثر إنتاجية. كلما اقتربنا من الجولة النهائية، كان من الصعب حل المشكلات المتبقية. ولا تزال هناك اختلافات كبيرة، وعمل كبير يتعين القيام به". 

وتابع: "كان هناك المزيد من التقدم نحو التوصل إلى فهم لما ستبدو عليه ملامح الصفقة، يجب أن نكون قادرين على الوصول إلى اتفاق، لأن كلا الجانبين يدّعي استعداده للامتثال للاتفاق، وكلاهما تفاوض بجدية". 

وحول توقيت التوصل إلى اتفاق، قال الدبلوماسي إنه "من غير الواضح متى سيتم ذلك، لأنه من الصعب معرفة تأثير الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في الـ18 من يونيو المقبل، على المحادثات الحساسة سياسياً".

وبيّن أن "الانتخابات وسيلة لإعاقة الدبلوماسية. سنترك لإيران تقرر كيف ستلعب سياساتها"، لافتاً إلى وجود "فرصة حقيقية للعودة المتبادلة إلى الاتفاق، لكن ليس هناك ضمان لنجاح ذلك". 

"محادثات فريدة"

وفي السياق، غرّد مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، الجمعة، قائلاً: "تعتبر محادثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني فريدة من نوعها، فالهدف ليس تحديث الاتفاق أو تطوير آخر جديد، بل استعادة الصفقة قطعة قطعة".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال محادثة هاتفية أجراها مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن استخدام إدارة الرئيس جو بايدن للعقوبات التي أقرها سلفه دونالد ترمب وسيلة ضغط في المحادثات "أمر غير مقبول".

واستنكر ظريف إطالة أمد ما أسماه بـ"الإرهاب الاقتصادي لواشنطن"، في ظل حكم بايدن، الذي وعد بالانضمام إلى الاتفاق، وإلغاء سياسة الضغط القصوى التي مارسها ترمب سابقاً على إيران، وفق ما أوردته قناة "برس تي في" الإيرانية.

وأضاف أن "التغيير الجوهري في هذا النهج كشرط مسبق لنجاح محادثات فيينا، هو قرار سياسي يتعين على الرئيس الأميركي اتخاذه".

وفي وقت مبكر الجمعة، قال بوريل في تغريدة على حسابه في تويتر، إنه "تحدث مع وزير الخارجية الإيراني حول الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أن الوفود في فيينا "أحرزت تقدماً جيداً في الأسابيع الماضية".

وأضاف: "على جميع الأطراف الآن اتخاذ القرارات السياسية اللازمة، حتى نتمكن من إنهاء المفاوضات والعودة إلى التنفيذ الكامل".

جولة خامسة

ومن المقرر أن تعود الوفود المشاركة إلى عواصمها لإجراء مزيد من المشاورات، إذ سيبدأ كبار الدبلوماسيين الجولة الخامسة في غضون أيام قليلة.

وتأتي الجولة الأخيرة من المحادثات، في وقت انتهى فيه الجمعة، اتفاق مراقبة استمر ثلاثة أشهر أبرمته إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ يتيح الاتفاق للأخيرة مواصلة "مراقبة وتسجيل كل الأنشطة الرئيسية"، وفقاً لما أفاد به المدير العام للوكالة، رافايل غروسي، في تصريحات سابقة.

وفي السياق، قالت الوكالة إنها "لا تزال تجري محادثات مع إيران بشأن كيفية المضي قدماً في الاتفاق"، مضيفة أنها "ستقدم تحديثاً في غضون أيام"، وفق "برس تي في".

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال إن الأطراف في محادثات فيينا "اتفقت على إزالة جميع العقوبات الرئيسية التي تستهدف قطاعات النفط والبتروكيماويات والشحن والتأمين في البلاد، وكذلك البنك المركزي الإيراني"، مشيراً إلى اتخاذ إيران "الخطوة الكبرى الرئيسية، وتم التوصل إلى اتفاق أولي".

ومنذ مطلع أبريل الماضي، تخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا والصين)، مباحثات في العاصمة النمساوية فيينا، بهدف عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، بعد انسحابها الأحادي منه في عام 2018، وعودة طهران إلى التزاماتها التي كانت تراجعت عنها بعد الانسحاب الأميركي.

وعند الانسحاب من الاتفاق، أعاد ترمب فرض العقوبات التي تم رفعها بموجب الاتفاق وأضاف أخرى جديدة، لإجبار طهران على التفاوض على "صفقة أفضل" من الاتفاق النووي.