
قالت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، إن التخطيط لعزل كارلوس غصن، رئيس مجلس الإدارة السابق لشركة "نيسان" لصناعة السيارات، بدأ منذ أبريل عام 2018، أي قبل مدة من إلقاء القبض عليه بتهم ارتكاب جرائم مالية، وفقاً لشهادة هاري نادا، نائب الرئيس الأول في الشركة، خلال المحاكمة والذي لعب دوراً حاسماً في سقوط رئيس مجلس الإدارة السابق.
وكان نادا، يجيب عن أسئلة محامي غريغ كيلي، المدير السابق لـ"نيسان"، التي تتخذ من مدينة يوكوهاما اليابانية مقراً لها، والذي تم القبض عليه في نفس اليوم مع غصن في نوفمبر 2018، ولا يزال يخضع للمحاكمة.
وقال نادا في محكمة طوكيو الجزئية، الأربعاء: "اعتقدت أن سلوك غصن في الشركة أثار حوله شكوكاً جنائية قبل أبريل 2018"، مضيفاً: "كنت واعياً لسلوك غصن في أمور مختلفة، وكنت قلقاً منه على مدى عدة سنوات قبل عام 2018".
جاء ذلك في معرض إجابة نادا عن أسئلة تتعلق بمخطط بياني للمشروعات، طلب من محامين داخليين وخارجيين إعداده، وتسلمه في نهاية مايو عام 2018.
"مهندس العزل"
وكان تلفزيون طوكيو، أذاع تقريراً عن هذه الوثيقة لأول مرة في الشهر الماضي، ما أكد أن التخطيط للإطاحة بغصن بدأ قبل الوقت الرسمي الذي أفادت به "نيسان".
وأفادت "بلومبرغ" بأن نادا (56 عاماً)، الذي عمل مع غصن وكيلي، كان "مهندس حملة عزل رئيس مجلس الإدارة السابق" التي جاءت نتيجة مخاوف من خططه لزيادة دمج نيسان وشريكتها في التحالف "رينو إس إيه".
ووافق نادا على التعاون مع المدعين العامين في قضاياهم ضد غصن وكيلي، المتهم بمساعدة رئيسه السابق الطموح على إخفاء جزء من دخله.
حيثيات العزل
رتب غصن، الذي قاد تحالف شركات السيارات العالمي الذي ضم شركة "ميتسوبيشي موتورز"، عملية الهروب إلى لبنان منذ نحو عام، داخل صندوق آلات موسيقية على متن طائرة خاصة، ومن غير المرجح أن يواجه محاكمة في اليابان.
ووجه محامي الدفاع عن كيلي، يويتشي كيتامورا، أسئلة إلى نادا بشأن مذكرات ناقش فيها مخاوف داخل "نيسان" بشأن جهود الحكومة الفرنسية لجعل التحالف بين شركتي "رينو" و"نيسان" "غير قابل للانفصال".
وكانت "نيسان" والمدعون اليابانيون أكدوا منذ فترة، أن قرار عزل غصن استند إلى ادعاءات إخفاء جزء من الراتب وجرائم مالية أخرى تم اتهامه بها، بما في ذلك تحويل أموال من الشركة إلى حسابات يسيطر عليها.
لكن تقارير "بلومبرغ" تظهر أن مجموعة قوية من المطلعين بقيادة نادا، رأوا أيضاً أن القبض على المدير التنفيذي السابق ومحاكمته يتيحان الفرصة لتجديد علاقة "نيسان" مع الشريك وكبير المساهمين "رينو".
التحايل على القواعد
شغل نادا، المحامي الذي تدرب في المملكة المتحدة، منصب نائب الرئيس للرئيس التنفيذي غصن، ثم لخلفه هيروتو سايكاوا الذي تولى المنصب في 2017. ومنح هذا المنصب نادا رؤية واضحة للأعمال الداخلية للإدارة العليا في "نيسان".
بدأ نشاط المحاكمة منذ نحو 10 سنوات، عندما دعت قواعد جديدة في اليابان الشركات إلى الكشف عن الدخول السنوية لرؤساء مجالس الإدارات التي تزيد على مليار ين ياباني (9.6 مليون دولار)، ما أدى إلى محاولة إيجاد طرق بديلة للدفع لغصن، وفقاً للإجراءات.
وفي البداية، وُجهت إلى غصن تهم إخفاء نحو 80 مليون دولار من دخله. كما وُجهت اتهامات إلى كيلي، الذي كان يشغل منصب مدير الموارد البشرية في "نيسان" قبل أن يصبح مديراً للشركة، وتجرى حالياً محاكمتهما.
وبينما نفى كيلي الادعاءات بشأن مساعدته غصن على إخفاء دخله على مدى 8 سنوات، لم تتقدم "نيسان" بطعن.
ويسعى كيلي (64 عاماً)، إلى تبرئة نفسه والعودة إلى الولايات المتحدة، لكن أسرته ومحاميه شككوا في إمكانية حصوله على محاكمة عادلة من دون شهادة رئيس مجلس الإدارة السابق، وانتقدوا بطء الإجراءات القضائية في اليابان.
اقرأ أيضاً: