
نوّه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تغريدة على "تويتر"، بالمطالب الشعبية في لبنان المنادية بـ"الإصلاح"، مؤكداً أن الإبقاء على طريقة العمل ذاتها في لبنان شيء "غير مقبول"، في وقت أحيى اللبنانيون ذكرى عام على انطلاق الاحتجاجات بمسيرات جابت شوارع العاصمة.
وقال بومبيو في تغريدة: "منذ عام مضى، بدأ اللبنانيون في النزول إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاحات، وحُكم أفضل، ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق الإمكانات الهائلة للبنان"، مضيفاً: "تظل رسالتهم واضحة ولا يمكن إنكارها".
وبالتزامن مع ذكرى انطلاق احتجاجات "17 تشرين" في لبنان، دعت منظمات ومجموعات عدة إلى مسيرة احتجاجية انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت، تحت عنوان "بالثورة مكملين".
وانطلقت المسيرة من مجموعات الحراك الشعبي من ساحة الشهداء في قلب بيروت، باتجاه جسر الرينغ والمصرف المركزي ووزارة الداخلية، ومن بعد ذلك إلى مرفأ بيروت حيث سيتم إضاءة "شعلة الثورة".
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالطبقة السياسية الحاكمة، مطالبين بإعطاء الشعب حقوقه وإخراجه من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. ودعا المتظاهرون إلى إسقاط منظومة الفساد.
عون: يدي ممدودة
من جهته، قال الرئيس اللبناني في تغريدة على "تويتر": "بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية يدي لم تزل ممدودة للعمل سوياً على تحقيق المطالب الإصلاحية، إذ لا إصلاح ممكناً خارج المؤسسات، والوقت لم يفت بعد".
وكان المتحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت كايسي بونفيلد، قد قال، الجمعة، إن مساعد وزير الخارجية، ديفيد شينكر، لَمَحَ خلال استقباله من قبل الرئيس اللبناني ميشال عون، القول المحفور على السيف المعلّق في مكتب الرئيس، الذي كُتب عليه "الشفافية سيف لاجتثاث الفساد"، وحث عون على استعماله (بشكل مجازي) وتغيير نهج الحكم في لبنان.
باسيل يرفض الحريري
وعلى الجانب السياسي، لا يزال لبنان من دون رئيس حكومة مكلف بعدما اعتذر مصطفى أديب عن عدم تشكيل الحكومة، لغياب التوافق "الذي كان قائماً" على حكومة اختصاصيين، ليواصل رئيس الحكومة المستقبل حسان دياب تصريف الأعمال.
وبدا أن الجمود السياسي بدأ بالتغير، خصوصاً بعدما أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في أكتوبر الماضي، أنه لا يزال مرشحاً لرئاسة الحكومة.
وأعلن الحريري، خلال حوار تلفزيوني، ترشيح نفسه لتشكيل الحكومة بشكل واضح وصريح، وقال: "إنني لا أرشّح نفسي للحكومة وأنا حُكماً مرشّح".
وأضاف الحريري: "أنا مرشح طبيعي، وسأقوم بجولة اتصالات للتأكد من التزام الجميع بورقة إصلاحات صندوق النقد وحكومة من الأخصائيين، فإذا وافقوا فلن أقفل الباب"، مشدّداً على أن "المبادرة الفرنسية لم تنتهِ".
ولكن المجلس السياسي لـ"التيار الوطني الحر" الذي لديه أغلبية مقاعد المسيحيين في البرلمان، ويرأسه جبران باسيل صهر الرئيس عون، أجمع، السبت، على عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية، باعتباره "ليس صاحب تخصص، مع تأكيد الاحترام لشخصه ولموقعه التمثيلي والسياسي"، ما يمكن أن يعيد الجمود إلى المشهد السياسي.
ورفض المجلس السياسي، الذي انعقد إلكترونياً برئاسة رئيسه، "تسخيف الخلاف حول هذه النقطة بتصويره خلافاً شخصياً يمكن حلّه بلقاء أو باتصال هاتفي"، معرباً عن رفضه لـ"تحوير موقف التيار في الإعلام والسياسة من خلال حملة ممنهجة تصوّر موقفه وكأنه متوقف على اتصال سياسي لم يطلبه التيار أصلاً، بل جاء التداول فيه نتيجة حملة اتصالات قام بها تيار المستقبل ورئيسه، ونتيجة فبركات سياسية إعلامية تم تسويقها".
وأكد المجلس في الوقت نفسه، "تمسّكه بالمبادرة الفرنسية وبتشكيل حكومة مهمّة يكون رئيسها ووزراؤها من أهل الاختصاص، وتكون إصلاحية منتجة وفاعلة برئيسها ووزرائها وبرنامجها، على أن تدعمها الكتل النيابية".
وكان من المقرر إجراء المشاورات البرلمانية لتسمية رئيس وزراء جديد يوم الخميس، لكن الرئيس أرجأ المناقشات، بعدما تلقى طلبات من بعض الكتل البرلمانية لتأجيلها.
وسقط لبنان في هُوة الاضطرابات المالية وانهارت الليرة. كما تسبب كورونا وانفجار مرفأ بيروت قبل شهرين، في تفاقم الأزمة ومعاناة لبنانيين كثيرين من الفقر.