ما الذي حققه مؤتمر جلاسكو للمناخ خلال أسبوعين؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
نشطاء ينصبون شواهد قبور مزيفة بأسماء مؤتمرات المناخ السابقة في مدينة جلاسكو. 13 نوفمبر 2021. - AFP
نشطاء ينصبون شواهد قبور مزيفة بأسماء مؤتمرات المناخ السابقة في مدينة جلاسكو. 13 نوفمبر 2021. - AFP
دبي-الشرق

اختتمت محادثات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP26) الذي عُقد في مدينة جلاسكو باسكتلندا، واستمر لأربعة عشر يوماً، باختراقات وتعهدات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

واعتمد المؤتمر "اتفاقية جلاسكو للمناخ"، السبت، التي تقرّ بأن الالتزامات التي تعهدت بها الدول حتى الآن لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، ليست قريبة بما يكفي لمنع تجاوز ارتفاع حرارة الكوكب 1.5 درجة فوق درجات حرارة ما قبل الثورة الصناعية.

وبحسب وكالة "بلومبرغ"، فإن أهم النتائج تتمثل في:

الهدف الخاص بالفحم

في اللحظة الأخيرة جرى تقليص هدف الاستغناء تدريجياً عن الفحم إلى مجرد وعد "بخفض تدريجي" للكهرباء المولدة من الفحم، بيد أن تضمينه ما زال يعد أمراً مهماً على أساس أنها المرة الأولى التي يذكر فيها الفحم في نص مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ.

رغم أن ذلك لا يلبي المطلوب في ما يتعلق بإنهاء استخدام الفحم تماماً ليصبح جزءاً من التاريخ"، إلا أن تلك النتيجة تتجاوز ما توصلت إليه مجموعة دول العشرين الكبرى حتى الوقت الحالي، ويبعث بإشارة جلية في هذا الصدد.

الاتفاق بين بكين وواشنطن 

جاء اتفاق أكبر اثنين من مسببي الانبعاثات على العمل المشترك بينهما بمثابة المفاجأة الأكبر في مؤتمر جلاسكو.

لا يوجد تحرك كبير حقيقي، بيد أن الخبر الجيد أن الطرفين يتحدثان عن المناخ وسط مواجهة دبلوماسية على نطاق أوسع على الأقل. وقد غابت الصين نهائياً عن تلك المباحثات حتى وقت المؤتمر.

قواعد تجارة الكربون

تم التوصل لوضع قواعد خاصة بتجارة الكربون على المستوى الدولي، وهو الأمر الذي تم بشق الأنفس بعد أن طال انتظاره. وستؤدي هذه القواعد إلى توحيد معايير التي تساعد في تقليل الانبعاثات لدى الشركات، وذلك على الرغم من أن بعض النشطاء يشعرون بالقلق من عدم تشديد هذه القواعد بشكل كافي.

التعهد العالمي بشأن الميثان

وافقت أكثر من 100 دولة على خفض انبعاثاتها من الميثان، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الإشارة إلى الميثان في الاتفاقية.

ويبقى هذا التعهد ليس ملزماً، إلا أنها تعطي دلالة قوية على أن ذلك هو الوقت المناسب للتصدي لانبعاثات تعتبر مؤثرة على نحو أكثر قوة من ثاني أكسيد الكربون.

تطوير المخططات

يتوجب على الدول العودة خلال السنة القادمة مع تقديمها لمخططات مناخية محسنة، رغم وجود بند في الوثيقة يعفي من ذلك الأمر.

التدقيق

تم الاتفاق على وضع قواعد جديدة تسمح بمزيد من التدقيق في الإبلاغ عن الانبعاثات. في النهاية من المفترض أن يجري وضع أهداف مناخية صالحة للمقارنة، وهو ما يتيح لجميع الأطراف، وضع تقييم لما يقوم به الآخرون.

مساعدات مقابل الضرر

لأول مرة، بات هناك اعترافاً بأن البلدان التي تتعرض لأحداث مناخية كارثية ستحصل على المساعدة.

يوجد اتفاق حول تجهيز آلية بطريقة سليمة وذلك رغم أن التفاصيل الأكثر دقة والسيولة النقدية المحدودة المتوفرة ما زالت تتطلب زيادتها. وجرى وضع ذلك الطلب من أجل قمة المناخ "كوب 27" المقررة في مصر السنة القادمة.

اجتثاث الغابات

جاءت الكثير من الاتفاقات على الهامش التي جرى التوصل إليها في مؤتمر المناخ بمثابة خيبة أمل، بيد أن الاتفاق الخاص بإزالة الغابات من الممكن أن تؤدي إلى حدوث فارق. على النقيض من بعض الاتفاقات الأخرى، انضم اللاعبون الرئيسيون لهذا الاتفاق.

البنوك

أشاد رئيس بنك إنجلترا السابق، مارك كارني، بالبنوك والمستثمرين وشركات التأمين التي ستكون لديها أعمال بدون كربون بأصول تصل قيمتها إلى 130 تريليون دولار بحلول منتصف القرن الحالي.

ويعتبر التمويل أداة مؤثرة للغاية في جهود مكافحة التغير المناخي، بيد أن هذه القائمة تخلو من البنوك الثلاثة الأكبر حول العالم، وجميعها بنوك صينية، ومن بين مقدمي التمويل لأنشطة الفحم ذات الصلة الرئيسيين.

درجة الحرارة

تضعنا كل النتائج السابقة على طريقنا لبلوغ مستوى صعود في درجة حرارة الأرض بنحو 1.8 درجة مئوية، هذا في حال جرى الوفاء بكافة التعهدات، بحسب وكالة الطاقة الدولية، وهذا أمر عظيم إذا تحقق. يعتبر ما تحقق أفضل بكثير بالمقارنة بما كان عليه الحال فترة الإعداد لمؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة، بيد أنه ما زال يتجاوز المستوى الآمن بكثير.