أول خلاف دبلوماسي بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد "بريكست"

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على اتفاق ما بعد بريكست - 17 ديسمبر 2020 - حساب المفاوض الأوروبي ميشيل بارنييه على "تويتر"
جانب من المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على اتفاق ما بعد بريكست - 17 ديسمبر 2020 - حساب المفاوض الأوروبي ميشيل بارنييه على "تويتر"
لندن -محمود حبوشالشرق

قبل أقل من شهر من انفصالهما نهائياً، اندلع أول خلاف دبلوماسي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بعد رفض لندن منح ممثل التكتل صفة دبلوماسية كاملة كتلك التي تمنح لسفراء الدول المستقلة. 

وتقول بريطانيا إن رؤساء بعثات المنظمات الدولية، وسفراء الدول، يتحلون بامتيازات متقاربة، تشمل بالإضافة إلى الحصانة، الإعفاء من الضرائب، وعدم المساس بمقار إقامتهم، والإعفاء من فحص حقائبهم الشخصية على المنافذ الحدودية.

دولة أم منظمة؟

ويكمن مصدر الخلاف بين الطرفين، في أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى نفسه كدولة ويدعو إلى معاملته معاملة الدول المستقلة، فيما تصر بريطانيا على أن التكتل لا يعدو كونه منظمة دولية. 

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، في رد على سؤال لـ"الشرق"، حول هذا الخلاف، إن "الاتحاد الأوروبي، ووفده، والعاملين في الممثلية، سيتمتعون بالحصانة وغيرها من الامتيازات التي تمكنهم من القيام بمهامهم في المملكة المتحدة على أكمل وجه".

وتقول الحكومة البريطانية إن منحها ممثل الاتحاد، جواو فايل دي ألميدا، وفريقه صفة التمثيل التي يتمتع بها مبعوثو المنظمات الدولية، لا يحرمهم أياً من المميزات التي يتمتع بها الدبلوماسيون المعتمدون لديها.

وتوضح الحكومة أنها لا زالت تعمل مع الاتحاد الأوروبي على الترتيبات طويلة الأمد الخاصة بمبعوثيها إلى المملكة المتحدة، وتشدد على أن من المبكر استبقاء الأمور.

وبدأت الممثلية الأوروبية عملها في لندن قبل عام، عقب مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسمياً، ودخولها مرحلة انتقالية انتهت بحلول 2021، وتوِّجت بتوقيع اتفاقية تجارية وأمنية بين الطرفين.

البحث عن حل ذكي

ونقلت صحف بريطانية عدة، عن ميشيل بارنييه، كبير المفاوضين الأوروبيين السابق في محادثات اتفاقية ما بعد بريكست، قوله إنه "لا يمكن لبريطانيا أن تعامل الاتحاد الأوروبي كمنظمة دولية، لا سيما أن لديه تمثيلاً دبلوماسياً كالذي يمنح للدول المستقلة في أكثر من 140 دولة".

ودعا بارنييه الحكومة البريطانية إلى التعامل مع الأمر "بحكمة" والتوصل إلى "حل ذكي للمسألة".

وأضاف: "سنرى ما سيكون خيار المملكة المتحدة النهائي في هذا الأمر، لكن عليهم أن يتحلوا بالحذر الشديد". 

وخاضت بريطانيا والاتحاد الأوروبي مفاوضات مطولة استمرت قرابة 9 أشهر، لكنها تكثفت في الأشهر الأخيرة من 2020، عندما قام المفاوضون برحلات مكوكية بين لندن وبروكسل، للتوصل إلى حل حول القضايا الخلافية الرئيسية والتي لم يُتفق عليها نهائياً حتى الأيام الأخيرة لإعلان التوصل إلى اتفاق عشية عيد الميلاد.

وأعلنت الخارجية البريطانية، في بيان الخميس، أن نائب كبير المفاوضين البريطانيين في مفاوضات بريكست، لينزي كروسديل أبيلي، سيخلف تيم بارو، كرئيس لبعثة بلاده لدى الاتحاد الأوروبي.

وقال وزير الخارجية، دومينيك راب، في البيان، إن خبرة أبيلي في المفاوضات "ستكون مهمة في تعاوننا الودي المتسمر مع الاتحاد الأوروبي".

لكن الخارجية البريطانية منحت أبيلي درجة أقل من سابقه، الذي كانت درجته الدبلوماسية توازي تلك الممنوحة لسفير بريطانيا في الولايات المتحدة، في إشارة واضحة إلى تغير طبيعة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة.