
أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الخميس، إحباط "هجوم إرهابي" هو الحادي عشر من نوعه خلال سنة، كان يخطط له أعضاء تنظيم "داعش" في مكان مزدحم بالعاصمة موسكو ومقاطعة أستراخان جنوبي البلاد.
واعتقل الجهاز مواطناً روسياً بتهمة التحضير للهجوم والعثور على مخبأه الذي يحتوي على مكونات صنع قنبلة يدوية، بحسب وكالة "نوفوستي" الروسية الرسمية.
وقال الجهاز، إنه تم التخطيط للهجوم في يوليو الجاري، و"أن التحضير تم في موسكو بالتراسل مع إرهابيين في سوريا".
وأضاف الجهاز في بيان: "نتيجة للإجراءات المتخذة في موسكو، تم اعتقال مواطن روسي كان يخطط لعمل إرهابي بتفجير عبوة ناسفة في أماكن مزدحمة، وتم العثور على مكونات العبوة الناسفة في المخبأ الذي جهزه، ووجدت تعليمات صنعها ومراسلات مع أعضاء التنظيمات الإرهابية الدولية المتواجدة في سوريا، وكذلك أجهزة الاتصالات المستخدمة".
وتابع البيان: "يخوض رجال أجهزة الأمن في المدن والأقاليم الروسية المختلفة، حرباً لا هوادة فيها ضد العناصر الإرهابية التابعة لعصابات التطرف المحلية التي تربطها علاقة ولاء مع تنظيم (داعش) والتنظيمات الإرهابية الأخرى، التي تسعى إلى تحويل عدد من المناطق في روسيا إلى بؤر عدم استقرار وزعزعة الأوضاع بالبلاد، وأيضاً تجنيد المواطنين الروس إلى صفوف التنظيمات الإرهابية خارج البلاد، بما في ذلك التنظيمات العاملة على أراضي سوريا والعراق".
وفتحت السلطات المعنية "قضية جنائية"، ولا تزال إجراءات البحث والتحقيق مستمرة، ولم تكشف السلطات عن هوية المهاجم، فيما نشرت وكالات روسية، صوراً تظهر فيها عملية الضبط.
إحباط 10 عمليات منذ يوليو 2020
وفي أول يوليو الجاري، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي، "إحباط أعمال إرهابية كان يخطط أعضاء تنظيم (داعش) لتنفيذها في موسكو ومقاطعة أستراخان".
وفي 5 أبريل الماضي، أعلن الجهاز "اعتقال متشدد كان يعد لشن هجوم إرهابي في مدينة كيسلوفودسك".
وبحلول 4 مارس الماضي، قال الجهاز "إنه "أحبط هجوماً إرهابياً على موقع لمنشأة كهربائية بمنطقة كالينينغراد غربي البلاد، واعتقل المشتبه به".
وفي 22 يناير الماضي، أعلنت السلطات الأمنية إحباط هجوم إرهابي في جمهورية بشكيريا، القريبة من قيرغيزستان، جنوب غربي البلاد، كان سينفذه شخص مرتبط بـ"هيئة تحرير الشام"، التي تصنفها موسكو تنظيماً إرهابياً.
وخلال 26 ديسمبر الماضي، أعلن الجهاز "اعتقال عناصر تنتمي لتنظيم (داعش)، وإحباط مخطط إرهابي في مدينة محج قلعة الواقعة في داغستان جنوبي البلاد".
وفي 9 من الشهر ذاته، أعلن الجهاز "القبض على شاب كان يعد لهجوم مسلح على إحدى المؤسسات التعليمية".
وفي 22 أكتوبر 2020، أفادت وكالة "تاس" للأنباء، بأن جهاز الأمن الفيدرالي أحبط "هجوماً إرهابياً" في موسكو، واعتقل رجلاً من آسيا الوسطى مواليد 1999، كان يستعد لتنفيذ الهجوم في أحد المباني الإدارية بموسكو، باستخدام عبوة ناسفة، "بأوامر من جماعات إرهابية عالمية".
وفي 29 يوليو 2020، كشف الجهاز عن "اعتقال مهاجرين من آسيا الوسطى، ينتمون لتنظيم (داعش) كانوا يخططون لاغتيال مسؤولين أمنيين".
وقبلها بأسبوع، أعلن الجهاز "إحباط عمل إرهابي بجمهورية قبردينو بلغاريا استهدف ضباط إنفاذ القانون، خطط له أعضاء في تنظيم (داعش)".
وفي 7 يوليو 2020، اعتقل الجهاز "أجنبياً في إقليم ألتاي كان يخطط للقتال في صفوف داعش".
سر زيادة المخططات الإرهابية؟
وقال إيغور كوروتشينكو، خبير عسكري ومتخصص في شؤون الأمن ورئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" الروسية، لـ"الشرق"، رداً على سؤال بشأن أسباب ارتفاع إحباط العمليات الإرهابية في روسيا خلال الفترة الماضية: "لا بد أن ندرك أن عملية الإحباط تسبقها تحضيرات مكثفة من قبل رجال الأمن، وعمليات البحث عن إرهابيين تنفذ منذ فترة طويلة، وعمليات الإحباط هذه جاءت في آن واحد بالصدفة".
وأضاف: "السبب وراء محاولات تنفيذ أعمال إرهابية يعود إلى أن تهديد الإرهاب الدولي ما زال قائماً في جميع الدول، وهذا الأمر ما زال يؤثر للأسف على روسيا الاتحادية".
وأشاد كوروتشينكو باحترافية جهاز الأمن الروسي، معتبراً أن "هذه التطورات تؤكد ضرورة اتخاذ البلاد كافة الإجراءات الأمنية الضرورية لمنع حدوث أعمال إرهابية".