الصين تحذّر الولايات المتحدة من "صراع عسكري" بسبب تايوان

time reading iconدقائق القراءة - 5
علما الصين والولايات المتحدة في ولاية بوسطن الأميركية - 01 نوفمبر 2021 - REUTERS
علما الصين والولايات المتحدة في ولاية بوسطن الأميركية - 01 نوفمبر 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

حذّر السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تشين جانج من احتمالية نشوب "صراع عسكري" بين واشنطن وبكين بسبب تايوان، في تعليقات توضح عمق التوترات المتصاعدة بين القوتين العظميين.

وقال تشين جانج الذي تولى منصبه في يوليو الماضي، في تصريحات للإذاعة الوطنية العامة الأميركية NPR، إنه : "إذا استمرت السلطات التايوانية، بتشجيع من الولايات المتحدة، في السير على طريق الاستقلال، فمن المرجح أن تدخل الصين والولايات المتحدة في صراع عسكري".

وتعتبر تصريحات السفير غير مسبوقة لمسؤول صيني بشأن الولايات المتحدة وتايوان، إذ عادة ما تستخدم بكين عبارات أكثر عمومية، مثل القول إن الولايات المتحدة "تلعب بالنار".

ووصف السفير الصيني تايوان بأنها "أكبر برميل بارود"، مشدداً على أن "الناس على جانبي مضيق تايوان صينيون".

وفي نوفمبر الماضي، قال الرئيس الصيني شي جين بينج في قمة افتراضية جمعته بنظيره الأميركي، إن أي شخص يدافع عن استقلال تايوان "يلعب بالنار"، في حين أشار بايدن إلى ضرورة ضمان ألا "تنحرف المنافسة بين القوتين إلى صراع".

وتعتبر بكين تايوان البالغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وهي تتوعد بإعادة ضمها في المستقبل ولو بالقوة إذا لزم الأمر. ففي السنوات الأخيرة، شكل مصير تايوان مصدر توتر بين بكين وواشنطن.

وازداد التوتر بين تايوان والصين في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعدما فرضت واشنطن الداعمة لتايوان عدة عقوبات على بكين، بالإضافة إلى التوتر في بحر الصين الجنوبي، حيث تعزز الصين وضعها العسكري.

وتعترف واشنطن بسيادة بكين على تايوان بموجب "قانون العلاقات مع تايوان"، وهو تشريع سنّه الكونجرس الأميركي في عام 1979، ويحكم العلاقة بين الولايات المتحدة وكل من الصين وتايوان. 

ويلزم القانون الإدارة الأميركية بأن تعترف بصين واحدة فقط، وأن تزوّد في الوقت نفسه تايوان بالأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها.

تحتفظ الولايات المتحدة بسياسة "الغموض الاستراتيجي" التي لا تقول بموجبها ما إذا كانت ستدافع عن تايوان ضد أي غزو صيني، إذ تم تصميم هذه السياسة لتحذير المسؤولين التايوانيين من إعلان الاستقلال، الأمر الذي قد يؤدي إلى هجوم صيني، ويجعل بكين تفكر مرتين بشأن أي عمل عسكري.

"افتراءات"

السفير الصيني تشين جانج الذي عمل سابقاً مسؤولاً عن بروتوكول الرئيس الصيني شي جين بينج للشؤون الخارجية، تحدث بفخر عن "استعداد الصين للأولمبياد الشتوية"، وهي الأولعاب التي قررت الولايات المتحدة وبعض حلفائها "مقاطعتها دبلوماسياً"، بسبب ما قالت واشنطن إنها "الإبادة الجماعية المستمرة" للإيجور، وهي أقلية مسلمة في غرب الصين، تنفي بكين باستمرار هذه الاتهامات بشأنها.

ونفى تشين هذه الاتهامات، ووصفها بأنها "افتراءات وأكاذيب ومعلومات مضللة"، كما قال إن "بعض الإيجور كانوا إرهابيين، والسجن هو مكانهم".

جولة نائب رئيسة تايوان

واختتم وليام لاي، نائب رئيسة تايوان، زيارة للولايات المتحدة وهندوراس، باجتماع عبر الإنترنت مع رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، في علامة دعم أخرى من واشنطن للجزيرة.

وتوجه لاي إلى هندوراس الأسبوع الماضي لحضور مراسم تنصيب رئيستها الجديدة، سعياً لتعزيز علاقات مهتزة مع واحد من آخر حلفاء تايوان الدبلوماسيين المتبقين.

وتحتفظ 14 دولة فقط الآن بعلاقات رسمية مع تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها لا ينبغي التعامل معه كدولة.

ولدى توقفه في سان فرانسيسكو، الجمعة، في طريق العودة إلى تايوان، قال لاي إنه عقد لقاء افتراضياً مع بيلوسي.

وكتب لاي: "أسعدني أن ألتقي رئيسة المجلس بيلوسي المدافعة القوية عن حقوق الإنسان والصديقة المخلصة لتايوان. أكدنا التزامنا بالعمل معاً لتوثيق الشراكة بين الولايات المتحدة وتايوان". ونشر صورة اللقاء عبر الإنترنت وحضرته أيضاً سفيرة تايوان الفعلية في واشنطن شاو بي-كيم.

وجرى حديث مقتضب بين لاي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في هندوراس، الخميس، في لقاء نادر كانت له دلالة عالية، وأثار غضباً في الصين، في وقت يشهد توتراً في العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة.

وخلال توقفه في لوس أنجلوس في طريقه إلى هندوراس، تحدث لاي عبر الإنترنت مع أكثر من 12 عضواً من أعضاء الكونجرس الأميركي.

وكان الجيش الصيني أرسل، الأحد الماضي، 39 طائرة مقاتلة وطائرات حربية أخرى إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية (ADIZ)، كجزء من حملة متصاعدة للضغط على الحكومة في تايبيه والتدريب على عمل عسكري محتمل في المستقبل.

ومنطقة تحديد الدفاع الجوي ليست هي نفسها المجال الجوي الإقليمي لتايوان، ولكنها تشمل منطقة أكبر بكثير تتداخل مع جزء من "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" التابعة للصين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات