أوستن يزور الإمارات والبحرين لتأكيد الالتزام بأمن المنطقة

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال حفل تكريم قدامى المحاربين في البيت الأبيض- 10 نوفمبر 2021 - Getty Images via AFP
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال حفل تكريم قدامى المحاربين في البيت الأبيض- 10 نوفمبر 2021 - Getty Images via AFP
واشنطن- هبة نصر

يبدأ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الخميس، زيارة إلى الشرق الأوسط تشمل الإمارات والبحرين، الهدف منها، بحسب تصريحات صحافية لمسؤول رفيع في إدارة الرئيس جو بايدن، توجيه رسالة لدول المنطقة مفادها أن التزام الولايات المتحدة بالمنطقة "مستمر ولا يرتبط بأعداد القوات الأميركية أو عتادها".

وخلال كلمة مرتقبة له خلال حوار المنامة في البحرين والذي ينعقد حضورياً، سيؤكد أوستن "التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها وأصدقائها"، ويدعو إلى المزيد من التعاون في ملفات متعددة على رأسها إيران.  

وقبيل مغادرة أوستن، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، في إحاطة للصحافيين حضرتها "الشرق"، إن وزير الدفاع سيحمل رسالة واضحة تؤكد "التزام واشنطن بشراكاتها الأمنية والاستراتيجية في المنطقة"، وكذلك الإبقاء على عشرات آلاف الجنود الموجودين حالياً في الخليج، إضافة إلى بقاء القوات الأميركية في سوريا والعراق.

بقاء القوات الأميركية

المسؤول الأميركي تحدث خلال الإحاطة عن مدى التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة في مرحلة ما بعد أفغانستان، في حين تجري مراجعة لتموضع القوات الأميركية حول العالم، ليشدد على ما قاله أوستن من أن الصين "تمثل تهديداً متسارعاً".

وأضاف أن واشنطن "لديها القدرة على تحديد الأولويات والاستعداد لمواجهة تهديد القرن الـ21 الذي تمثله الصين" وفقاً للمسؤول، مع "الإبقاء على مستوى متناسب من التواجد الأميركي في المنطقة لأغراض التدريب والتمرين والردع، بالتعاون مع الشركاء، لمواجهة التهديدات القائمة في المنطقة".

وفي هذا السياق، قال المسؤول الأميركي إن التموضع "يجب ألا يكون أداة القياس"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قوة عالمية، و"تقوم دوماً بتعديل أصولها وشراكتها مع دول المنطقة".

ومن المتوقع أن يدعو أوستن، خلال كلمته في حوار المنامة، إلى التعاون في مسائل تتجاوز الحدود، ولا سيما الأزمة مع إيران وأنشطتها في المجالات البحرية، ومواجهة الإرهاب.

"مواجهة الخطر الإيراني"

وفي ما يتعلق بمواجهة وردع إيران في المنطقة، استبعد المسؤول الأميركي أن يكون هناك إعلان محدد عن آلية لتلك المواجهة، قائلاً إن واشنطن ترى أن "معادلة الردع بالنسبة لها قائمة حالياً، إذ لا تسعى طهران إلى مواجهة تقليدية مع الولايات المتحدة"، وإنما تعمل على الاستثمار في تكتيكات وتقنيات "رخيصة"، ومن خلال جهات غير حكومية ووكلاء، معتبراً أن "لا حل عسكري لهذا الأمر، وإنما عملية متكاملة لمنع إيران من الاختباء خلف وكلائها"، وفق تعبيره.

وأشار المسؤول الأميركي الكبير إلى أن ثمة دعماً من دول المنطقة للمسار الدبلوماسي لمعالجة البرنامج النووي الإيراني، مضيفاً: "هناك تصميم من قبل واشنطن على مواجهة أنشطة إيران العدوانية"، ولكنه لفت إلى أن "مواجهة اعتداءات إيران تتطلب شراكات على مستوى كامل مع كل دول المنطقة، والعمل على دعم المؤسسات الأمنية والحكومات، وهو ما يحصل حالياً"، وفق قوله.  

وأكد المسؤول التزام واشنطن بصفقة طائرات "أف-35" للإمارات، ولكنه رفض تحديد مهلة زمنية لذلك، قائلاً إن "الأمر قرار مشترك، إذ على المسؤولين في الإمارات اتخاذ قرارت معينة، وهناك حالياً عملية مشاورات قائمة بين الطرفين".

الانفتاح على سوريا

وبخصوص الانفتاح على سوريا، نفى المسؤول الأميركي أن تكون واشنطن قد أعطت الضوء الأخضر للانفتاح على دمشق، وأعاد التأكيد على أن لا نية لديها للتطبيع مع الرئيس السوري. وقال إن "أي استثمارات هدفها دعم الأسد وحلفائه هي عرضة للعقوبات الأميركية".

ورداً على سؤال عن التأخر في الكشف عن السياسة الأميركية تجاه سوريا، رفض المسؤول أن يكون ذلك مرتبطاً بالمحادثات النووية مع إيران. وأشار إلى أن مهمة القوات الأميركية في سوريا هي محاربة تنظيم "داعش"، وأن "الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع هي عبر عملية سياسية"، مجدداً دعم واشنطن للقرار الدولي 2254 المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصّل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.

الوضع في العراق

وبالنسبة للوضع في العراق، قال المسؤول الأميركي إن واشنطن تريد أن تكون هناك عملية سلمية في التصديق على نتائج الانتخابات العراقية التي أشاد بها مجلس الأمن، على أن يليها تشكيل الحكومة. واعتبر أن "الهجوم ضد (رئيس الوزراء مصطفى) الكاظمي هو انعكاس لحقيقة أن بعض الأطراف لم تُبلِ حسناً في العملية الانتخابية".

وشدد المسؤول على بقاء القوات الأميركية في العراق خلال العام القادم، لافتاً إلى أن تحوّل مهمة القوات الأميركية في العراق من قتالية إلى استشارية قد بدأ بالفعل، وأنه بعد 31 ديسمبر، فإن أي عودة للمهام القتالية تستوجب موافقة الكونجرس.

تعزيز الشراكات الدفاعية

وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أعلنت في بيان أن الوزير لويد أوستن سيلتقي، خلال زيارته إلى البحرين، كبار المسؤولين الحكوميين للتأكيد على قوة الشراكة الدفاعية، ومناقشة الأولويات المشتركة في الشرق الأوسط.

وأضاف البيان أن أوستن سيدلي أثناء مشاركته في حوار المنامة بتصريحات يُعيد من خلالها تأكيد "عزم الولايات المتحدة تعزيز الشراكات الدفاعية الدائمة وتقويتها، والتزامها بدورها القيادي طويل الأمد في مجال تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين".

ويجمع حوار المنامة وزراء الدفاع وكبار المسؤولين الحكوميين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، حيث أشار البيان الأميركي إلى أن أوستن سيعقد سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع الشركاء والقيادات المتحالفة من مختلف أرجاء العالم.

وأضاف البيان أن وزير الدفاع الأميركي سيلتقي خلال زيارته إلى الإمارات كبار المسؤولين الحكوميين، ليعيد تأكيد أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وأوضح البيان أن أوستن سيزور أفراد الخدمة الأميركية المنتشرين والمتمركزين مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية.

"إدانة السياسات الإيرانية"

زيارة وزير الدفاع الأميركي إلى المنطقة تأتي قبيل انعقاد جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والدول الكبرى بشأن برنامجها النووي، في 29 نوفمبر في العاصمة النمساوية فيينا. 

وكانت العاصمة السعودية الرياض شهدت اجتماعاً لمجموعة العمل الخليجية الأميركية، والتي دانت في بيان مشترك "السياسات الإيرانية العدوانية والخطيرة، بما فيها انتشار واستخدام الصواريخ الباليستية المتقدمة، والطائرات من دون طيار، في مئات الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية الحيوية في السعودية والبحارة المدنيين في المياه الدولية لبحر عُمان، وتعريض القوات الأميركية للخطر". 

تصنيفات