تقرير: ثلث الأميركيين تعرضوا لكارثة مناخية هذا الصيف

time reading iconدقائق القراءة - 6
مسن أميركي يجلس داخل منزله الذي تضرر بشدة من إعصار أيدا في لويزيانا - 30 أغسطس 2021 - REUTERS
مسن أميركي يجلس داخل منزله الذي تضرر بشدة من إعصار أيدا في لويزيانا - 30 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

أظهر تحليل لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن ما يقارب ثلث الأميركيين تعرضوا لكارثة مناخية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مشيرةً إلى أن 64% من السكان يعيشون في أماكن شهدت موجة حر رغم عدم تصنيفها رسمياً ضمن فئة الكوارث لكنها أخطر أشكال الطقس المتطرف.

وبحسب تحليل الصحيفة، المنشور، السبت، فإن 1 من بين كل 3 أمريكيين تعرض لكارثة مناخية في الأشهر الثلاثة الماضية، حيث يُظهر الانتشار الواسع للكوارث المرتبطة بالمناخ والتي تزايدت منذ عام 2018، إلى أي مدى أدى ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى تغيير حياة الأميركيين بالفعل.

ولقي 388 شخصاً على الأقل مصرعهم في البلاد جرّاء الأعاصير والفيضانات وموجات الحر وحرائق الغابات منذ يونيو الماضي، وذلك وفقاً لتقارير إعلامية وسجلات حكومية.

وأشارت الصحيفة إلى أن درجات الحرارة التي وصلت إلى أرقام قياسية شمال غرب المحيط الهادئ أدت إلى وفاة مئات الأشخاص في منازلهم، علاوة على الفيضانات المفاجئة، التي حولت شقق الطابق السفلي إلى "فخاخ موت"، وفي إحدى الحالات انتزعت توأم من ذراعي والدهما.

كما اشتعلت حرائق الغابات في 5 ملايين فدان من الغابات الجافة. ودفع الجفاف المزمن المسؤولين الفيدراليين إلى فرض تخفيضات إلزامية على مياه نهر كولورادو لأول مرة.

ونقلت "واشنطن بوست" عن الرئيس السابق للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ في ولاية فلوريدا، قوله إنه لم يعرف من قبل صيفاً مليئاً بالأزمات مثل هذا الصيف، وتساءل "عما إذا كان هذا الموسم المفجع سيمثل نقطة تحول في الرأي العام تجبر الزعماء السياسيين في النهاية على التحرك"، ثم أجاب: "إذا لم يكن الأمر كذلك ، فماذا يتطلب الأمر؟".

وأضافت الصحيفة أنه حتى الناجين يصفون الكوارث الأخيرة بأنها "أسوأ ما مروا به على الإطلاق، في وقت حتى الأشخاص الذين لم يعتبروا أنفسهم أبداً معرضين لخطر تغير المناخ يستيقظون فجأة على مياه الفيضانات خارج نوافذهم، ويتساءلون عما إذا كان أي مكان آمناً، واعتبرت أن الاختبار الحقيقي لأهمية هذا الصيف سيكون "في ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة كبح جماح انبعاثاتها المسببة للاحتباس الحراري، بشكل سريع".

وفي ظل الواقع الحالي، باتت الخطة الأميركية الطموحة للتصدي لتغير المناخ والمتمثلة في مشروع قانون تقدم به الديمقراطيون بميزانية تبلغ 3.5 تريليون دولار أصبحت مهددة بالخطر، وفقاً للصحيفة، وذلك بعد أن دعا السناتور جو مانشين الخميس، إلى "وقفة استراتيجية" ترتبط بتحفظات على السعر، حيث لا يمكن أن يمر التشريع الذي يتضمن متطلبات الطاقة المتجددة للشركات، وفرض رسوم استيراد على الشركات المتسببة بالتلوث، وتقديم دعم سخي للسيارات الكهربائية، دون تصويته.

وتابعت "واشنطن بوستت"، بأنه مع ذلك، فإن "الوقت هو أحد الأشياء التي يفتقر إليها العالم. لقد ارتفعت درجة حرارة الكوكب بالفعل بما يزيد عن 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي. وساهمت الولايات المتحدة في هذا الاحترار أكثر من أي دولة أخرى في التاريخ، حيث ربع ثاني أكسيد الكربون المضاف إلى الغلاف الجوي منذ عام 1850 أتى من حرق الأميركيين للوقود الأحفوري.

وتشير الدراسات إلى أن فرصة تحول عاصفة استوائية معينة إلى إعصار من الفئة 3 أو أكبر قد نمت بنسبة 8% كل عقد منذ عام 1979. وقالت عالمة الأرض كلوديا تيبالدي، إن الطقس القاسي كان دائماً "لعبة حظ"، وأضافت "لطالما كان الناس يوازنون بين خطر هبوب العواصف مقابل منظر المحيط، وراهنوا على خطر نشوب حريق من خلال بناء منازل تقع في الأشجار.

ولفتت الصحيفة إلى أن مساحة الغابات التي تعرضت للحرائق في الولايات المتحدة هي ضعف ما يمكن أن تكون عليه بدون تأثير بشري، وأردفت "لكل درجة مئوية من الاحترار، يكون الغلاف الجوي قادراً على الاحتفاظ بنسبة 7% أكثر من الرطوبة، ما يؤدي إلى زيادات هائلة في هطول الأمطار. ويقول العلماء إن الموجة الحارة شمال غرب المحيط الهادئ، التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص في يونيو الماضي، كانت "مستحيلة فعلياً" في عالم لا يتغير فيه المناخ.

واعتبرت أنه يجب على البشرية خفض الانبعاثات إلى النصف تقريباً بحلول نهاية العقد حتى تتاح لها فرصة تجنب أسوأ آثار الاحترار، وذلك بحسب تحذيرات أطلقتها اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، إذ تؤكد أن المناخ لن يستقر ما لم تتوقف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

اقرأ أيضاً: