
أجرى قائدا الجيشين الأميركي والروسي، الأربعاء، في أول لقاء مباشر بينهما منذ عام 2019، محادثات استمرت 6 ساعات بالعاصمة الفنلندية هلسنكي لـ "الحد من المخاطر"، في وقت تتكيف فيه الدولتان مع انسحاب واشنطن من أفغانستان واستيلاء حركة طالبان عليها.
وقال بيان للجيش الأميركي تضمن مدة الاجتماع دون ذكر تفاصيل عن جدول الأعمال، إن المحادثات استهدفت "الحد من المخاطر وعدم التضارب على مستوى العمليات".
ولم يكشف رئيسا هيئة الأركان المشتركة الأميركي والروسي مارك ميلي وفاليري جيراسيموف، تفاصيل المناقشات التي جرت، كما أن البيانات الصادرة من الجانبين كانت في حدها الأدنى، وفقاً لوكالة رويترز.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن المحادثات استهدفت "بحث سبل تخفيف المخاطر".
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، الأربعاء، إن روسيا "أيدت تطبيع الوضع في أفغانستان وتنسيق مقاربات المجتمع الدولي لحل المشكلات في اجتماع مجموعة الـ 20 على هامش جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وأضاف: "لقد تحدثت باسم روسيا. وعبرنا عن مقارباتنا الثابتة للوضع في أفغانستان والحاجة لتنسيق نهج المجتمع الدولي وحل المشاكل الإنسانية من خلال التنسيق بين المجتمع الدولي"، بحسب ما أوردته وكالة "تاس" الروسية.
وأشار إلى أن المسؤولية الكبرى عن التنسيق تقع على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها الذين كانوا متواجدين عسكرياً في أفغانستان منذ عقدين.
كما لفت إلى أن "أفغانستان موضوع ساخن" وستتم مناقشته خلال جميع اتصالات الوفد الروسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وللولايات المتحدة وروسيا مصالح عسكرية متنافسة غالباً في أنحاء العالم، بما في ذلك في بلدان مثل سوريا، حيث تعمل القوات الأميركية والروسية على مقربة شديدة. ولم يتضح بعد كيف ستنتقل واشنطن وموسكو إلى الخطوات التالية في أفغانستان.
ويتعرض الجيش الأميركي لضغوط من الكونجرس لتعزيز استراتيجية لمواجهة الإرهاب والتصدي لمخاطر قادمة من أفغانستان، بعد الانسحاب الأميركي واستيلاء طالبان عليها الشهر الماضي.
وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إنها "ستعتمد على عمليات في الأفق، قد توجه من خلالها ضربات لجماعات مثل القاعدة وداعش في أفغانستان، إذا هددت الولايات المتحدة".
لكن، مع عدم وجود قوات على الأرض، فإن مستوى قدرة واشنطن على اكتشاف المؤامرات ووقفها "غير واضح".
وبعد حرب استمرت 20 عاماً، فإن المسؤولين العسكريين لديهم أيضاً نظرة قاتمة عن طالبان ويشيرون إلى علاقاتها مع "القاعدة".