أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاءه نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة حلف الشمال الأطلسي "الناتو" في مدريد، الأربعاء، عن شكره لأنقرة على إبرام اتفاق مع فنلندا والسويد، مهد الطريق أمام دولتي الشمال الأوروبي للترشح لحلف شمال الأطلسي.
وفي تصريحات مقتضبة شكر بايدن أردوغان أيضاً على جهود أنقرة للمساعدة في إخراج الحبوب من أوكرانيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية "الأناضول".
بدوره، قال أردوغان إن "الخطوات المزمع اتخاذها لتعزيز قوة الناتو، ستقدم مساهمة خاصة للملف الروسي الأوكراني"، مشيراً إلى أن بلاده تواصل مساعيها لحل أزمة الحبوب بـ"اتباع سياسة متوازنة"، أملاً بـ"حصد ثمارها".
وتحاول تركيا السماح باستئناف إيصال الحبوب عبر البحر الأسود بهدف التخفيف من أزمة الغذاء العالمية، حيث تسعى أنقرة لإجراء محادثات رباعية بهذا الشأن، يمكن أن تُعقد في تركيا بمشاركة روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في "الأسابيع المقبلة"، بحسب وزارة الدفاع.
ويأتي اللقاء بين بايدن وأردوغان، بعدما تخلى الأخير عن معارضته لمسعى السويد وفنلندا الانضمام حلف الناتو، وهي خطوة تسمح للحلف بتعزيز جبهته الشرقية مع روسيا.
المقاتلات الأميركية
وفقاً لوكالة "بلومبرغ"، فإن أردوغان سيسعى خلال لقاءه ببايدن، لدفع صفقة عشرات من مقاتلات "F-16" التي ترغب تركيا بشرائها من الولايات المتحدة، إضافة إلى معدات لتحديث أسطولها من نفس المقاتلة.
ويسعى أردوغان إلى الحصول على دعم الرئيس الأميركي لتقوية القوات الجوية لتركيا، صاحبة ثاني أكبر مساهمة عسكرية في الحلف بعد الولايات المتحدة، بحسب الوكالة.
واستبعد الطرفان مبكراً أي مساومة على الطلب التركي طويل الأمد لشراء الطائرات، في مقابل السماح للسويد وفنلندا ببدء عملية الانضمام للحلف.
لكن مسؤولاً رفيعاً في إدارة بايدن قال لوكالة "بلومبرغ"، إن قرار الرئيس التركي السماح لفنلندا والسويد بالمضي قدماً في الانضمام للناتو، "مهد الطريق أمام لقاء رسمي مع الرئيس الأميركي".
ويسعى أردوغان بحسب "بلومبرغ" لاستغلال المناخ "الإيجابي نسبياً" في علاقاته مع "الناتو" والولايات المتحدة بعد فترة من الفتور في العلاقات، بعدما قررت حكومته شراء أنظمة دفاع جوي روسية متقدمة.
وأدى شراء تركيا لمنظومة "S-400" الروسية، إلى إبعاد البنتاجون لتركيا من برنامج لشراء ومساعدتها في بناء الطائرة الأميركية المقاتلة الأكثر تطوراً "F-35" عام 2019، بسبب مخاوف أميركية من أن تستخدم المنظومة الروسية في جمع معلومات استخباراتية عن المقاتلة الأميركية.
وفي سبتمبر، أرسلت تركيا طلباً رسمياً إلى الولايات المتحدة لشراء 40 طائرة من طراز "F-16 Block 70" وأكثر من 80 مجموعة معدات من شركة "لوكهيد مارتن" لتحديث مقاتلاتها الحالية.
وتأمل تركيا في النهاية في أن تبني مقاتلتها الخاصة، ولكن في الوقت الحالي، تواجه تركيا الحاجة إلى إحالة طائراتها من طراز "F-4" للتقاعد، ولذا تسعى إلى تحديث أسطول طائرات "F-16" كإجراء مؤقت.
وتقدر قيمة الصفقة التركية بنحو 6 مليارات دولار، لكن الفوز بموافقة الكونجرس الأميركي على البيع، يستلزم دعماً كاملاً من إدارة بايدن.