
يقف المتحور "أوميكرون" شديد العدوى من فيروس كورونا، والذي يُعرف الشكل الأكثر شيوعاً منه باسم "بي.إيه.1" وراء جميع الإصابات بالفيروس تقريباً على مستوى العالم حالياً، على الرغم من أن القفزات الهائلة في الإصابات بلغت بالفعل ذروتها في بعض الدول.
ويرصد العلماء الآن زيادة في الإصابات بسلالة فرعية من "أوميكرون"، تُعرف باسم "بي.إيه.2" والتي بدأت تحل محل "بي.إيه.1" في أجزاء من أوروبا وآسيا.
وقال تريفور بيدفورد، وهو عالم فيروسات في "مركز فريد هاتشينسون للسرطان"، والذي يرصد تطور فيروس كورونا، إن ""بي.إيه.2" مسؤولة عن 82% من الإصابات في الدنمارك، و9% في بريطانيا، و8% في الولايات المتحدة"، على أساس تحليله للبيانات المتسلسلة من قاعدة بيانات مبادرة "جي.آي.إس.إيه.آي.دي"، وإحصاء الإصابات من مشروع "عالمنا في البيانات" في "جامعة أكسفورد".
المتحور"الشبح"
وإضافة إلى "بي.إيه.1" و"بي.إيه.2"، تضع "منظمة الصحة العالمية" على قوائمها سلالتين فرعيتين أخريين تحت مظلة "أوميكرون" هما "بي.إيه.1.1.529" و"بي.إيه.3". وجميع هذه السلالات ذات صلة وثيقة جينياً، لكن كلاً منها تظهر عليها تحورات يمكن أن تغير الكيفية التي تعمل بها.
والنسخة "بي.إيه.1" من المتحور "أوميكرون" أسهل نسبياً في تتبعها من السلالات السابقة. ويرجع هذا إلى أن "بي.إيه.1" لا يوجد بها واحد من ثلاثة جينات يستهدفها اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل "بي.سي.آر".
وليس في "بي.إيه.2" المعروفة أحياناً باسم السلالة الفرعية "الشبح" نفس الجين المستهدف المفقود. وعوضاً عن ذلك، يرصدها العلماء بنفس الطريقة التي رصدوا بها السلالات السابقة، ومن بينها "دلتا"، بتتبع الخرائط الجينية "الجينوم" للفيروسات المحالة إلى قواعد البيانات العامة مثل "جي.آي.إس.إيه.آي.دي".
وتشير تقارير مبكرة إلى أن "بي.إيه.2" قد تكون أكثر عدوى من "بي.إيه.1" شديدة العدوى بالفعل، ولكن لا يوجد دليل حتى الآن على مقاومتها اللقاحات.
ويقدر مسؤولو الصحة الدنماركيون، أن قابلية "بي.إيه.2" للانتشار قد تكون أكثر مرة ونصف المرة من "بي.إيه.1"، وذلك استناداً إلى بيانات أولية، على الرغم من أنها لا تسبب أعراضاً مرضية أخطر على الأرجح.
سلالة فرعية
وفي إنجلترا، أشار تحليل أولي لتتبع المخالطين من 27 ديسمبر 2021 حتى 11 يناير 2022، أجرته وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، إلى أن نسبة انتقال العدوى في المنزل أعلى بين المخالطين لمصابين بالنسخة "بي.إيه.2"، إذ تبلغ 13.4% مقارنة مع 10.3% في سلالات "أوميكرون" الأخرى.
ولم تعثر الوكالة البريطانية على أي دليل على وجود اختلاف في فاعلية اللقاحات تجاه هذه السلالات، وفقاً للتقرير الصادر في 28 يناير.
وقال الدكتور إيجون أوزير، وهو خبير الأمراض المعدية في "كلية طب فاينبرج" بجامعة "نورث وسترن" في شيكاجو، إن هناك سؤالاً مهماً، وهو هل يحصل من أصيبوا بالسلالة الفرعية "بي.إيه.1" على حماية من السلالة الفرعية "بي.إيه.2".
وأضاف أن هذا السؤال مثار اهتمام في الدنمارك، حيث سجلت بعض الأماكن إصابات كثيرة بالسلالة الفرعية "بي.إيه.1"، وتُسجل إصابات متزايدة بالسلالة الفرعية "بي.أيه.2".
وقال إن النبأ السار هو أن اللقاحات والجرعات التنشيطية منها، ما زالت "تقي الناس من دخول المستشفيات ومن الموت".