الحر يخنق أوروبا.. توقعات بزيادة الوفيات وقلق بشأن جودة الهواء

time reading iconدقائق القراءة - 9
شخصان يحاولان الاحتماء من أشعة الشمس بأحد شوارع العاصمة البريطانية لندن تزامناً مع تسجيل درجة حرارة قياسية - 19 يوليو 2022 - AFP
شخصان يحاولان الاحتماء من أشعة الشمس بأحد شوارع العاصمة البريطانية لندن تزامناً مع تسجيل درجة حرارة قياسية - 19 يوليو 2022 - AFP
لندن/ بروكسل/ باريس -وكالات

توقعت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، الثلاثاء، ارتفاع الوفيات الناتجة عن موجة الحر التي تضرب أوروبا، خاصة في أوساط كبار السن والمرضى، في حين حذر مسؤول في منظمة الصحة العالمية، من "تردي جودة الهواء" بسبب ارتفاع الحرارة، مشدداً على أن هذا الأمر يشكل "مصدر قلق" خاصة في المدن.

وحذر مسؤول في منظمة الأرصاد الجوية، بحسب "رويترز"، من أن موجة الحر في أوروبا ستصل إلى ذروتها، الثلاثاء، لكنه رجح أن تظل درجات الحرارة فوق المعدل الطبيعي حتى منتصف الأسبوع المقبل.

وتوقع المسؤول أن يشهد العالم "درجات حرارة أعلى" في المستقبل بسبب تداعيات التغير المناخي.

ويأتي تكاثر موجات الحر نتيجة مباشرة للاحترار المناخي، حسبما يرى العلماء، إذ أن انبعاثات الغازات الدفيئة تزيد من حدتها ومدتها وتواترها.

إلى ذلك، قالت ماريا نيرا، مديرة إدارة البيئة وتغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن الأنظمة الصحية في أوروبا ستواجه تحديات كبيرة عقب ارتفاع عدد الأشخاص الذين يطلبون الاستشارات الطبية بشأن أعراض متعلقة بارتفاع درجات الحرارة.

وحذر مسؤول في منظمة الصحة العالمية، من أن جودة الهواء ستسوء بسبب موجة الحرارة، مشدداً على أن هذا الأمر يشكل "مصدر قلق" خصوصاً في المدن.

حرارة قياسية في بريطانيا

هيئة الأرصاد الجوية في بريطانيا، قالت، الثلاثاء، إن المملكة المتحدة سجلت درجة حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية بشكل مؤقت لأول مرة على الإطلاق في البلاد.

وأفادت الهيئة، في بيان، على تويتر، بأنها سجلت درجة حرارة بلغت 40.2 درجة في مطار هيثرو بلندن الساعة 11:50 بتوقيت جرينتش.

وفي وقت سابق الثلاثاء، تم تسجيل درجة حرارة قياسية عند 39.1 درجة مئوية قبل الظهر في تشارلوود، بالقرب من مطار جاتويك في جنوب إنجلترا، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 38.7 درجة المسجل في عام 2019، وذلك وفقا لبيانات مؤقتة من هيئة الأرصاد الجوية.

وتوقعت الهيئة أن تشتد الحرارة أكثر بفعل موجة حارة ألحقت بالفعل أضراراً بمدارج مطارات وخطوط للسكك الحديدية.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية "إذا تأكد الأمر، ستكون هذه أعلى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق في بريطانيا. ستحتاج الهيئة إلى التحقق من صحة المعدات المستخدمة لتسجيل أي درجة حرارة قياسية قبل إعلانها رسمياً.

"حالة طوارئ"

وأعلنت بريطانيا، التي يمكن أن تعاني من أجل الحفاظ على خدمات النقل الرئيسية في درجات الحرارة الشديدة أو عند تساقط الثلوج، "حالة طوارئ وطنية" بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل لم يسبق له مثيل.

وقال وزير النقل جرانت شابس، إن الأمر سيستغرق سنوات عديدة قبل أن تتمكن بريطانيا من تحديث بنيتها التحتية بالكامل للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، بعد أن ظهرت علامات الأضرار على مدرجين على الأقل والتواء بعض قضبان القطارات.

وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، "رأينا قدراً كبيراً من الاضطرابات في السفر. البنية التحتية، التي يعود الكثير منها إلى العصر الفيكتوري، لم تكن مبنية لتحمل هذا النوع من درجات الحرارة".

"إنذار أحمر"

وفي هولندا التي سجلت، الاثنين، الحرارة الأعلى خلال هذه السنة عند 35.4 درجة مئوية، بلغت الحرارة، الثلاثاء، عند الساعة 11.20 (9.20 بتوقيت جرينتش) ومن المنتظر أن تصل إلى 39 درجة في فترة بعد الظهر.

وتخشى بلجيكا تسجيل مستويات قياسية أيضاً مع احتمال ان تصل الحرارة إلى 40 درجة مئوية بحسب المعهد الملكي للأرصاد الجوية الذي قرر وضع محافظتي فلندرا الغربية وإينو في حالة إنذار "أحمر" وهو المستوى الأعلى. وفُتحت المتاحف الكبرى التي تديرها السلطات الفيدرالية، الثلاثاء، مجانا بشكل استثنائي لمن هم فوق سن الخامسة والستين هرباً من الحر.

وفي فرنسا يرجح أن تنخفض الحرارة بشكل ملحوظ، الثلاثاء، على الواجهة الأطلسية، بينما أدى حريقان هائلان يستعران منذ 12 يوليو في مقاطعة جيروند (جنوب غرب) إلى تدمير 19.300 هكتار من الغابات، بحسب آخر المعطيات.

وسجلت مستويات حرارة قياسية في مدن عدة من بينها بريست (شمال غرب) مع 39.3 درجة ونانت (الوسط الغربي) مع 42 درجة وبيسكاروس (جنوب غرب) مع 42.6 درجة بحسب ما أوضح المصدر نفسه.

ويعود المستوى القياسي المطلق في البلاد إلى 28 يونيو 2019 في فيرارج (جنوب) وبلغ 46 درجة مئوية.

وقد تم إجلاء 16 ألف شخص، الاثنين، فيما تجاوزت الحرارة الأربعين درجة مئوية، بسبب الحرائق في منطقة بوردو.

خطر حرائق  كبير في إسبانيا

في إسبانيا حيث تستمر موجة الحر الشديد منذ قرابة عشرة أيام، لا تزال حرائق الغابات مستمرة حتى صباح الثلاثاء، خاصة في مقاطعة ثامورا (شمال غرب). ووفقًا للسلطات المحلية، تم إجلاء ما يقرب من 6000 شخص بسبب النيران التي دمرت عدة آلاف من الهكتارات من المروج والغابات.

وأعلنت هيئة الأرصاد انخفاضاً طفيفاً في درجات الحرارة التي تجاوزت الأربعين في الأيام الماضية.

وقال رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز "التغير المناخي يقتل أفراداً.. ويقضي كذلك على نظامنا البيئي وعلى تنوعنا الحيوي".

وفي البرتغال واصل أكثر من 1400 من عناصر الإطفاء جهود إخماد الحرائق في وسط وشمال البلاد، صباح الثلاثاء.

وأعنف تلك الحرائق، حريقان في أقصى شمال البلاد. وتم تعبئة نحو 700 عنصر إطفاء لإخماد أحدهما الثلاثاء، غداة إجلاء 300 شخص. 

وقضى زوجان في السبعينيات في المنطقة، الاثنين، بعد أن خرجا عن الطريق أثناء محاولتهما الهروب من ألسنة النار. 

ويتوقع تسجيل ارتفاع آخر في درجات الحرارة اعتباراً من يوم الأربعاء في البلاد.

بدورها تتعرض ألمانيا أيضاً لموجة الحر هذه. وفي ولاية سكسونيا السفلى (شمال غرب) يمكن أن تسجل الحرارة، الثلاثاء، 40 درجة مئوية لتقترب من الحد الأقصى البالغ 42.6 درجة المسجل في هذه المنطقة في يوليو 2019 وفق بيانات خدمة الأرصاد الجوية الألمانية.

وقالت المفوضية الأوروبية، الاثنين، إن نصف أراضي الاتحاد الأوروبي تواجه خطر الجفاف بسبب الانحسار الطويل للمتساقطات ما يرجح تراجع المحاصيل الزراعية في دول مثل فرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات