استطاعت الممثلة اللبنانية، كارمن بصيبص، أن تحجز لنفسها مكانًا لدى المشاهد العربي، منذ ظهورها الأول في مسلسل "الجامعة" عام 2011، عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاماً فقط.
صاحبة الـ27 عاماً، بدأت مسيرتها الفنيّة بتصوير الإعلانات التجارية، وشاركت في مسلسلات مع كبار النجوم مثل يسرا وورد الخال في "نكدب لو قلنا ما بنحبش" (2013)، وميريام فارس في "اتهام" (2015)، وكريم عبدالعزيز في "الزيبق" (2017) .
تجارب 10 سنوات
"بصيبص" التي درست التمثيل والإخراج في جامعة الألبا في بيروت، تقدّم الآن أهم أدوراها التلفزيونية في مسلسل "عروس بيروت"، الذي يعرض حالياً الجزء الثاني منه، على منصة "شاهد" وشاشة "إم بي سي".
وأثارت "بصيبص" انتباه الجمهور، بدور "ثريا"، عازفة الكمان الجميلة غير المتكلّفة والذكية والرومانسية التي تخوض معارك على جبهات عدّة مع زوجها وعائلته ومع الحياة التي حرمتها من أبويها.
كارمن بصيبص قالت في حديثها لـ"الشرق": "أحببت الدور منذ أن قرأت النص في الجزء الأول، وهو يمثّل عصارة تجاربي على مدى 10 سنوات".
عودة عروس بيروت
وتواصل "بصيبص" تصوير الجزء الثاني من المسلسل في إسطنبول، إلى جانب نخبة من الممثلين، بينهم: تقلا شمعون وظافر العابدين ورفيق علي أحمد.
وعن صعوبة العودة إلى تصوير المسلسل الذي توقف العمل فيه حوالى 4 أشهر بسبب جائحة كورونا، قالت "بصيبص": "لم يكن هناك صعوبة، كنّا متحمسين وعُدنا إلى التصوير بطاقة إيجابية، لكن مع تغييرات طفيفة في الوزن مثلاً".
وأشارت إلى أن "المسلسل أخذ وقتاً طويلاً في تمثيله، والصعوبة تأتي في أن يستمر الممثل بالسيطرة على الشخصية التي يؤديها على مدى عام كامل، ويتنقل بين مشاهد جديدة ومشاهد قديمة، ويتحكم بالتنسيق والتجانس بينهما".
لا تردّد ولا تكرار
وعن الوقوع في فخ التكرار خلال الجزء الثاني، قالت كارمن بصيبص إنها لم تتردّد أبداً في تصوير جزء ثانٍ ولم تحمل همّاً بشأن المقارنة: "عندما انتهينا من الجزء الأول عرفنا أن هناك جزءاً ثانياً وتحمّسنا للفكرة".
وأضافت: "الجزء الثاني ليس مجرد استمرارية للأول، بل هناك تطوّر للشخصيات والأحداث"، لافتة إلى أنها سعت إلى تحدي نفسها، لتحافظ على المستوى الحِرفي الذي قدّمت فيه شخصية ثريا التي أحبَّها الجمهور.
وأكدت الممثلة اللبنانية: "لا أشعر أنني أكرر نفسي، بل أكمّل الشخصية من الجزء الأول إلى الثاني، التكرار هو عندما أؤدي الدور نفسه في مسلسلين مختلفين"، مؤكدة ارتياحها حتى الآن بردود الفعل الإيجابية على الجزء الثاني الذي شجّع أشخاصاً لا يعرفون المسلسل على متابعته من البداية، بحسب وصفها.
أدوار متنوعة
وحول الانتقال بين الأدوار الرومانسية والأكشن، قالت الفنانة اللبنانية: "هذا هو التحدي الذي عشقته، فاختلاف طبيعة الأدوار يبرز قدرة الممثل ويجعله أمام تحدٍ مع نفسه".
وأضافت: "أركز على الورق، وأفكر جيداً كيف يمكنني لعب الشخصية، وأحاول فهمها وأحب أن أؤديها بحدودها المرسومة دون أي زيادة أو نقصان، فعندما أقرأ النص أول ما أفكر به ألا أحكم عليها بل أدرس تفاصيل خلفياتها وطبقاتها كي أكون مقتنعة بما تفعله هي وأقنع بدروي المشاهد".
خطوط الشخصية
وفيما يتعلق بالعمل على الشخصيات التي تقوم بأدائها، أوضحت كارمن بصيبص: "المبدأ الأهم هو عدم المبالغة بالأداء".
وأضافت: "كل شخصية أعمل عليها بطريقة، فمورين مثلاً دور استثنائي أحتاج كثير من البحث والقراءة ومشاهدة الأفلام، لأفهم كل ما يدور حول شخصية حساسة وتاريخية موجودة على أرض الواقع وليست من خيال، كما أنني ذهبت إلى الأماكن التي عاشت فيها".
أما في حالات الشخصيات الأخرى، فهي تستقي تفاصيل الأداء الصغيرة من أشخاص تعرفهم على أرض الواقع يشبهون الشخصية التي تؤديها، بدءاً من صوتهم وطريقة حديثهم وحركة الأيادي وتحركات الجسد".
تخطيط للعالمية
وعن الدور الذي تطمح كارمن بصيبص في تقديمه: "حلمي الأبدي أن أمثّل في فيلم موسيقي، مثل "لا لا لاند" الذي أعتبره من أكثر الأفلام التي تأثرت بها وأحبها، على مستوى الإخراج والتمثيل والنص".
وترى أنها جاهزة إذا جاءت الفرصة لخوض تجربة عالمية في هوليوود أو السينما الأوروبية: "هذا سيكون نتيجة ما أقدمه في السينما العربية واللبنانية التي تشارك في المهرجانات الدولية".
وأكدت "بصيبص" أنها بعد الانتهاء من "عروس بيروت" ستأخذ فترة نقاهة لترتاح وتقرأ الكثير من النصوص المعروضة عليها، وستُعطي أولوية للتخطيط للعالمية خاصة أنها على تواصل مع وكالة فرنسية لهذا الهدف.