قائمة "البرغوثي والقدوة" الموحدة تخلط الأوراق في الانتخابات الفلسطينية

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة للقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المحتجز لدى إسرائيل منذ ما يقرب من عقدين - AFP
صورة للقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المحتجز لدى إسرائيل منذ ما يقرب من عقدين - AFP
رام الله- محمد دراغمة

شهدت الخريطة الانتخابية الفلسطينية تطورات دراماتيكية في الساعات الأخيرة، قبل الموعد النهائي لتسجيل قوائم المرشحين عند منتصف ليل الأربعاء.

فبعد ساعات من إعلان الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عن قراره تشكيل قائمة مستقلة لخوض الانتخابات، جرى عقد لقاء عاجل بين ممثلين عن قائمته وممثلين عن قائمة الدكتور ناصر القدوة، العضو السابق في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، استمر حتى الرابعة فجراً، جرى خلاله الاتفاق على خوض الانتخابات في قائمة مشتركة.

وقال ممثلون عن القائمتين، لـ"الشرق"، إنهما سيعقدان الأربعاء لقاء ثانياً لتشكيل القائمة المشتركة وتقديمها إلى لجنة الانتخابات المركزية في ساعات المساء، مشيرين إلى وجود بعض الخلافات حول مواقع بعض المرشحين من المعسكرين في القائمة.   

وتشكل خطوة البرغوثي والقدوة، وهما من أبرز قيادات حركة "فتح"، تحدياً كبيراً للرئيس محمود عباس والحركة، نظراً لما يتمتع به البرغوثي من شعبية انتخابية كبيرة، وفق استطلاعات الرأي العام التي ترجح أن تحقق أي قائمة يقف على رأسها أو يدعمها فوزاً كبيراً.

30 قائمة

ويقترب عدد القوائم التي تعتزم خوض الانتخابات التشريعية من الثلاثين قائمة، ما يشكل تحدياً آخر لحركة "فتح"، ذلك أن الغالبية العظمى من هذه القوائم قريبة من معسكر "منظمة التحرير" الذي تقوده الحركة.

وقال أحد مساعدي الرئيس محمود عباس لـ"الشرق": "كثرة القوائم تشكل أخباراً سيئة جداً لحركة فتح، لأن هذه القوائم ستحرق الكثير من الأصوات في المعسكر الوطني، بينما يتوحد أنصار المعسكر الإسلامي المنافس في قائمة واحدة".

وأوضحت مصادر في حركة "فتح" أن هناك جهوداً لمحاولة احتواء الأزمة وثني مروان البرغوثي عن تشكيل قائمة انتخابية مستقلة، وضمان دعمه للقائمة الرسمية للحركة، قبيل إغلاق موعد تسجيل القوائم، لكن ممثلين عن البرغوثي قالوا لـ"الشرق" إن "هذه الجهود متأخرة جداً".

وأثارت الانقسامات في حركة "فتح" شكوكاً في إمكانية إجراء الانتخابات، خاصة مع تحذيرات إقليمية ودولية للرئيس محمود عباس من إمكانية خسارته الانتخابات لصالح حركة "حماس" التي تحكم قطاع غزة.

وظهر في الساعات الأخيرة تحدٍ ثانٍ يتمثل في توجه إسرائيلي لمنع سكان القدس المحتلة من المشاركة في الانتخابات، وفق البروتوكول الخاص بالقدس في اتفاق أوسلو، الذي نص على مشاركتهم ترشيحاً وتصويتاً في مراكز البريد الإسرائيلي في المدينة.

وصرّح عدد من المسؤولين الفلسطينيين بأنه "لا يمكن إجراء الانتخابات من دون مشاركة أهل القدس"، ما أثار الكثير من الشكوك حول إمكانية إجراء هذه الانتخابات.