اتهمت الرئيسة التايوانية، تساي إنج ون، الصين باعتماد "نهج توسّعي"، محذرة من "عواقب كارثية" في حال سيطرت على الجزيرة.
في الوقت ذاته، أفاد موقع "ذا هيل" الأميركي بأن تايبيه تستعد لحرب محتملة مع بكين. وأضاف أن وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو، طالب الحكومة الأسترالية بتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون الأمني بين الجانبين. وقال لهيئة الإذاعة الأسترالية: "الدفاع عن تايوان مسؤوليتنا، ونحن ملتزمون بذلك بشكل مطلق. أعتقد بأن الصين ستعاني بشدة أيضاً، إذا شنّت هجوماً على تايوان".
يأتي ذلك فيما سجّلت مقاتلات صينية رقماً قياسياً جديداً، في توغلها بمنطقة الدفاع الجوي التايوانية، منذ مطلع الشهر الجاري. فقد دخلتها الاثنين 52 طائرة عسكرية صينية، و30 طائرة السبت، و38 طائرة الجمعة الماضي.
وحضّت تايبيه بكين الاثنين على وقف "عملياتها الاستفزازية وغير المسؤولة"، فيما أعربت الولايات المتحدة عن "قلق شديد" بشأن "النشاط العسكري الاستفزازي للصين قرب تايوان"، وحضّت بكين على "وقف الضغط العسكري والدبلوماسي والاقتصادي والإكراه" ضد الجزيرة.
وأفادت وكالة "فرانس برس" برصد توغل أكثر من 600 مقاتلة صينية في منطقة الدفاع الجوي التايوانية، منذ مطلع العام الجاري، في مقابل 380 العام الماضي. وأضافت أن تايوان تعيش في ظلّ تهديد مستمر بغزو من الصين، التي تعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتتعهد باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر، علماً أنها كثفت ضغوطها على تايبيه، منذ تسلّم تساي الحكم، في عام 2016.
"ديمقراطية نابضة بالحياة"
وكتبت تساي، في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، أن "تايوان تواجه تحدياً مستمراً لوجودها"، معتبرة أن "23.5 مليون شخص في تايوان نجحوا في احتلال مكانهم في المجتمع الدولي، من خلال العمل الجدي والشجاعة".
ووصفت تايوان بأنها "ديمقراطية نابضة بالحياة وغربية"، لكنها متأثرة بالحضارة الصينية والتقاليد الآسيوية، مشددة على أنها "تمثل، بحكم وجودها وازدهارها المستمر، إهانة لسردية الحزب الشيوعي الصيني وعائقاً أمام طموحاته الإقليمية".
ورأت تساي أن "رفض تايوان الاستسلام، وتبنّيها المستمر للديمقراطية، والتزامها بالعمل بمسؤولية.. تدفع الآن بقية العالم إلى إعادة تقييم قيمتها، بوصفها ديمقراطية ليبرالية على الخطوط الأمامية لصدام جديد للأيديولوجيات".
وتابعت: "فيما تدرك دول بشكل متزايد التهديد الذي يشكّله الحزب الشيوعي الصيني، عليها أن تفهم قيمة العمل مع تايوان، وأن تتذكّر أنه إذا سقطت تايوان، فإن العواقب ستكون كارثية على السلام الإقليمي ونظام التحالف الديمقراطي. ستكون تلك إشارة إلى أن الاستبداد يسود على الديمقراطية، في المواجهة العالمية بين القيم اليوم".
"موقف عدواني"
تساي اعتبرت أن "مسار منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي المنطقة الأسرع نمواً في العالم، سيشكّل من نواحٍ كثيرة مجرى القرن الحادي والعشرين"، مضيفة أن "ظهورها يؤمّن فرصاً لا تُعدّ ولا تحصى.. ولكنه يجلب أيضاً توترات جديدة وتناقضات منهجية يمكن أن تكون لها تأثيرات مدمّرة على الأمن الدولي والاقتصاد العالمي، إن لم يتم التعامل معها بحكمة".
ونبّهت إلى أن "بكين لم تتخلَّ أبداً عن طموحاتها إزاء تايوان"، متهمة إياها باعتماد "نهج توسّعي عبر مضيق تايوان وفي المناطق البحرية المحيطة". ولفتت إلى أن الصين "تستبدل التزامها بحلّ سلمي، بموقف عدواني بشكل متزايد"، بما في ذلك تكثيف مقاتلات وسفن حربية صينية نشاطها "بشكل ملحوظ في مضيق تايوان، مع عمليات توغل شبه يومية لمنطقة الدفاع الجوي جنوب تايوان".
وشددت تساي على أن تايبيه تأمل بتعايش سلمي مع بكين، واستدركت: "إذا تعرّضت ديمقراطيتها وأسلوب حياتها لتهديد، فإن تايوان ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن نفسها". وزادت: "في خضم التدخلات شبه اليومية للجيش الصيني، يبقى موقفنا ثابتاً بشأن العلاقات بين جانبَي المضيق: تايوان لن تستسلم للضغط".
اقرأ أيضاً: