Open toolbar

طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني خلال تحليقها فوق جزيرة بينجتان القريبة من تايوان. 5 أغسطس 2022 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
تابييه (تايوان) -

ضاعفت الطائرات الحربية الصينية توغلاتها في منطقة الدفاع الجوي التايوانية، منذ أن صعّدت بكين في عام 2022 ضغطها العسكري على الجزيرة، وفقاً لبيانات جمعتها وكالة "فرانس برس". 

وتعيش تايوان تحت تهديد دائم من أن تغزوها الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها، لا بد من ضمها يوماً ما، وبالقوة إذا لزم الأمر.

وتدهورت العلاقات بين بكين وتايبيه إلى أدنى مستوياتها منذ تسلم الرئيس الصيني شي جين بينج السلطة قبل أكثر من عقد، وبشكل أكثر حدة في عام 2022. 

وكثّفت الصين نشاطاتها العسكرية قرب تايوان، حيث أطلقت أكبر مناوراتها العسكرية منذ سنوات، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، في مطلع أغسطس الماضي. 

وفي العام الماضي، نشرت الصين 1727 طائرة عسكرية في "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي/ أديز" Air Defense Identification Zone /ADIZ)) في الجزيرة، مقارنة بـ960 في عام 2021، و380 في عام 2020، وفقاً لقاعدة بيانات جمعتها وكالة "فرانس برس" بالاستناد إلى الأرقام اليومية المقدمة من وزارة الدفاع التايوانية.

ومنطقة "أديز" لا تتطابق مع المجال الجوي لأي بلد بل تشمل مساحة أكبر بكثير، والمطلوب من كل طائرة أجنبية تحلّق في داخلها التعريف عن نفسها للسلطات الجوية المحلية. وتتداخل المنطقة التايوانية مع جزء من منطقة الصين، وتمتد حتى جزء من الأراضي الصينية.

وبين عامي 2021 و2022، ازداد عدد توغل الطائرات المقاتلة الصينية بأكثر من الضعف، من 538 إلى 1241، وارتفع عدد القاذفات، وبينها من طراز "إتش-6" (H-6) ذات القدرات النووية، من 60 إلى 101.

وفي عام 2022، دخلت مسيرات صينية منطقة "أديز" التايوانية لأول مرة. وسجل الجيش التايواني 71 عملية توغل مماثلة، بعد زيارة بيلوسي.

وتعترف واشنطن دبلوماسياً بمبدأ "الصين الواحدة"، لكنها الحليف الأبرز لتايبيه، وتزودها بالأسلحة، مع المحافظة على سياسة "الغموض الاستراتيجي" المتعلقة باحتمال تدخلها عسكرياً في حال وقوع غزو صيني. 

وتهدف هذه السياسة إلى إثناء الصين عن غزو تايوان، بقدر ما تسعى إلى منع قادة الجزيرة من استفزاز بكين بإعلان استقلالها رسمياً. 

في واشنطن، يعد دعم تايوان أحد المسائل القليلة التي يتفق عليها الجمهوريون والديمقراطيون. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن بدأ يبتعد عن سياسة "الغموض الاستراتيجي"، عندما أشار في مقابلات عدة إلى أن الولايات المتحدة ستقدم المساعدة لتايوان في حال وقوع هجوم.

"استنزاف" تايوان

ويُنظر إلى هذه العمليات الجوية الصينية على أنها وسيلة "لاستنزاف" أسطول تايوان المكون من طائرات متهالكة، ودراسة استجابتها الدفاعية، وكذلك لإرسال إشارة إلى واشنطن أيضاً.

وقال رئيس هيئة الأركان السابق في تايوان لي هسي مين: "إنهم يريدون إظهار تصميمهم... وتقييد حركة الولايات المتحدة: لا تقتربوا كثيراً من خطوطهم الحمراء، ولا تتجاوزوها".

وبالنسبة لبكين، غالباً ما تكون التوغلات الجوية وسيلة للتعبير عن الاستياء.

في 25 ديسمبر، نشرت بكين 71 طائرة لإجراء "مناورات قتالية"، رداً على "استفزازات" و"تواطؤ" الولايات المتحدة مع الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، بعد أيام قليلة من منح واشنطن تايوان مساعدات عسكرية بقيمة 10 مليارات دولار، بحسب "فرانس برس". 

تم تسجيل 440 طلعة جوية للجيش الصيني في أغسطس، وهو الشهر الذي شهد زيارة بيلوسي، أرفع مسؤول أميركي يزور تايوان منذ 25 عاماً.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن جي. ميكايل كول، وهو محلل سياسي في تايبيه، قوله إن "الطلعات الجوية المتكررة تبعث على القلق، وتجبر تايوان على البقاء في حالة تأهب بشكل دائم خشية أن يستخدمها جيش التحرير الشعبي غطاء لشن هجوم".

وأوضح أن ذلك "لا يعني أن الحزب الشيوعي الصيني مستعد لاستخدام القوة في وقت قريب... على الأقل ليس وفقاً لسيناريو الغزو الذي يتطلب شهوراً من التعبئة". 

ويرى ريتشارد هو، نائب مدير مركز دراسات الأمن التايواني في "جامعة تشنجتشي"، أن بكين، من خلال توغلاتها، تشن "حرب استنزاف على الجيش التايواني".

كما تسعى بكين إلى جمع المعلومات حول مدى استعدادات الجيش التايواني. لكن غزو هذه الجزيرة الجبلية سيمثل تحدياً هائلاً لبكين، بحسب هذا الجنرال المتقاعد. 

وأوضح أنه "من أجل السيطرة على تايوان بالقوة، لا تزال جمهورية الصين الشعبية تواجه عدداً من الصعوبات الحيوية... مثل إرسال مئات الآلاف من الجنود عبر مضيق تايوان".

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.