
نفذ الجيش الإيراني، الثلاثاء، مناورة لقواته البرية على ساحل خليج عُمان، في إطار تدريبات عسكرية خاطفة تجريها طهران، في ظلّ توتر متصاعد بشأن برنامجها النووي.
وبثّ التلفزيون الإيراني أن وحدات من القوات الخاصة ومشاة في قوات محمولة جواً، تشارك في التدريبات السنوية، إضافة إلى مقاتلات ومروحيات وطائرات نقل عسكرية، علماً بأن قائد الجيش عبدالرحيم موسوي يشرف على التدريبات.
وأفادت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء بأن ناطقاً باسم المناورات أشار إلى "عمليات قفز بمظلات واستخدام ناقلات أفراد، معاً للمرة الأولى خلال المناورات، وتنفيذ خطط عمليات هجومية".
ونقلت الوكالة عن قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي قوله إن "المناورات جزء مهم من سياسة الردع لدى إيران، لئلا يرتكب الأعداء خطأً في حساباتهم أو تقييماتهم تجاه القدرات الدفاعية للبلاد".
أما وكالة "مهر" فنسبت إلى سلامي قوله: "هل ترون اليوم أننا بحاجة إلى الاتفاق النووي؟". وسأل: "أين العدوّ اليوم؟ ركّزوا كل جهودهم على الكونغرس الأميركي وانتقلت معاقلهم إليه".
واعتبر رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "أطلق في أيامه الأخيرة تهديدات ومناورات عسكرية"، مضيفاً أن "القوات الإيرانية أجرت 10 مناورات ناجحة"، وفق "مهر". وتابع: "لدينا في المجال الدفاعي والعسكري إنجازات لا يمكن الإفصاح عنها".
تدريبات مكثفة
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن إيران كثفت أخيراً تدريبات عسكرية، محاولةً الضغط على الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، بشأن الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترمب. وأعلن بايدن أن الولايات المتحدة قد تنضمّ مجدداً إلى الاتفاق، متحدثاً في الوقت ذاته عن توسيعه ليشمل ملفات أخرى.
ونفذ "الحرس الثوري" الإيراني، السبت الماضي، مناورات، أطلق خلالها صواريخ باليستية مضادة للسفن الحربية، على هدف يبعد نحو 1800 كيلومتر في المحيط الهندي.
جاء ذلك بعد يوم على إطلاق القوات الفضائية في "الحرس" صواريخ باليستية أرض – أرض، وطائرات مسيّرة ضد "قواعد افتراضية للعدو" في الصحراء وسط البلاد.
كذلك أطلقت البحرية الإيرانية صواريخ كروز الخميس الماضي، في إطار تدريبات بحرية في خليج عُمان، في ظلّ مراقبة ما بدا أنها غواصة نووية أميركية، وفق "أسوشيتد برس".
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، نفذ "الحرس الثوري" مناورة محدودة في الخليج العربي، بعد مناورة ضخمة بطائرات مسيّرة، طاولت نصف مساحة إيران هذا الشهر.
وتخلّت طهران تدريجياً عن قيود يفرضها الاتفاق النووي، بعدما انسحبت منه واشنطن وشددت عقوبات اقتصادية عليها. وفي الأيام الأخيرة لعهد ترمب، استولت إيران على ناقلة نفط كورية جنوبية، ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20%، فيما أرسلت الولايات المتحدة إلى المنطقة قاذفات استراتيجية من طراز "بي-52"، وحاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" وغواصة نووية.