بديع أبو شقرا لـ"الشرق": هناك "مخطط" لضرب الثقافة في لبنان

time reading iconدقائق القراءة - 6
الممثل اللبناني بديع أبو شقرا - المكتب الإعلامي لمنصة "شاهد"
الممثل اللبناني بديع أبو شقرا - المكتب الإعلامي لمنصة "شاهد"
بيروت-رنا نجار

يعيش الممثل اللبناني بديع أبو شقرا، حالة من النشاط الفني، إذ تعاقد أخيراً على مسلسلين، من المقرر عرض أحدهما على منصة رقمية.

تدور أحداث المسلسل الأول، والمقرر البدء بتصويره خلال الفترة المقبلة، حول الأحداث التي يشهدها لبنان حالياً وانفجار مرفأ بيروت، وذلك في قالب درامي اجتماعي.

فيما ينتمي المسلسل الثاني، والمكوّن من 12 حلقة، إلى فئة الخيال العلمي، ويدور حول عالم الفيروسات التكنولوجية وتأثيرها في البشر. 

وأكد "أبو شقرا"، أنه لا يصور أكثر من مسلسل في وقتٍ واحد، قائلاً: "كلما أنتهي من عمل أبدأ في الآخر، وأركز به وأعطيه كل وقتي.. أنا متفرّغ للتمثيل فقط".

وشارك "أبو شقرا"، مؤخراً في مسلسلي "فكسر" و"العميد"، ويعرضان حالياً على منصة شاهد، كما رُشّح فيلم "مفاتيح متكسّرة" الذي أدّى فيه دور ضحية إرهاب وبطش "داعش"، لجوائز "غولدن غلوب" والأوسكار.

وينتظر "أبو شقرا"، عرض أحدث مسلسلاته "خرزة زرقا"، كتابة كلوديا مارشليان، وإخراج جوليان معلوف، نهاية يناير الجاري، عبر شاشة "OSN" يا هلا الأولى، وتدور أحداثه حول عائلتين لبنانية وسورية تجمعهما ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة. 

غياب الدعم

وانتقد بديع أبو شقرا، في حديثه لـ"الشرق"، غياب دعم الحكومة اللبنانية لقطاع الدراما، قائلاً: "تضع العصا في الدواليب كما يحدث الآن مع قضية توقف تصوير عشرات المسلسلات بحجة الحجر الصحي". 

وأرجع أبو شقرا، العقبات التي يواجهها قطاع الدراما في لبنان إلى الأزمات المتلاحقة التي يمرّ بها البلد، وكذلك عدم الاستثمار بشكل جدّي من قبل القطاعين الرسمي والخاص كما فعلت سوريا مثلاً، وصار إنتاج المسلسلات قطاعاً أساسياً يسهم في الدخل القومي، بحسب قوله.

 

وقال الممثل اللبناني إن العاملين في قطاع الفن، على الرغم من مواجهتهم الأوضاع المضطربة، إلا أنهم ينجزون أعمالاً جيّدة تنافس في المحافل الدولية والعربية، من دون أي دعم رسمي.

ووصف ما يقوم به العاملون في قطاع الفن بـ"النضال"، قائلاً: "نعمل وسط انعدام الإمكانات بدءاً من الحماية والأمن خلال التصوير، وصولاً إلى الضمانات الصحيّة وغيرها.

وأضاف:"نعمل في مجال لم يتطور منذ فترة كبيرة، فلا موازنة لصندوق السينما التابع لوزارة الثقافة، وحتى الوزارة أصبحت الآن بلا موازنة".

قطاع ثقافي مُحطم

ويرى أبو شقرا، أنّ هناك خطة لتحطيم القطاع الثقافي بشكلٍ عام، ومنهجية لتحطيم المواطن لتغيير طابع البلد وهويته، متابعاً: "ضرب الفنون التي تعتبر واجهة لبنان الحضارية والثقافية يُعد جزءاً من هذه الخطة التدميرية".

وأكد أن لبنان أمام فرصة واسعة، في حال وضع استراتيجة طويلة الأمد، ولتصبح ستوديو كبيراً للعالم العربي، موضحاً أنه "ينقصنا القرار السياسي لتحقيق ذلك، وتنقصنا دولة ومؤسسات، فالدولة غائبة كلياً".

ويرى أنّ "شركات إنتاج الدراما اللبنانية تخوض تجارب انتحارية، إذ تستثمر في ظل ظروف صعبة وتخسر، فأصحابها أيضاً مناضلون، إذ يعملون فقط لاستمرارية الدراما التي تصوّر في لبنان، وإعادة الثقة في القطاع وفتح منافذ وأسواق له في الخارج عبر شراكات في الدول العربية، وهذا ما ينقذ الدراما اليوم".

المسؤولية المجتمعية

ورأى أبو شقرا أن كل مواطن يقع على عاتقه مسؤولية تجاه بلده، ليس المسؤول أو الممثل فحسب، لكنه يؤكد أن "المسؤولية تكون أكبر على الممثل كوجه مشهور، لذلك عليه أن يكون لائقاً وحذراً، لأن الجمهور لا يتابع مستواه التمثيلي فحسب، بل رأيه السياسي وآراءه في الحياة".

 وأكد بديع أبو شقرا أن "الفن يعد وجهة نظر، فالفنان الذي ليس لديه وجهة نظر يصبح كالتلميذ يسمّع دوره فقط، أو فتى إعلانات لا أكثر"، لذا لا يزال يأمل بالتغيير ويصرّ على البقاء في لبنان مع أنه يحمل جواز سفر كندي.

 تجارب جديدة

خاض "أبو شقرا" أخيراً تجارب فتية جديدة، سواء بالعمل مع مخرجين شباب أو عبر خوض تجربة المنصات والمسلسلات القصيرة.

وقال: "هذه الأنواع الجديدة من المسلسلات غير التقليدية البعيدة عن العواطف والدراما والواقع، واجب علينا المشاركة فيها لجذب شريحة كبيرة من المشاهدين خصوصاً الجيل الجديد

وأكد بديع أنه لا يحلم بدور معين ولا يخطط للوصول للعالمية، قائلاً: "البحث عن متعتي الشخصية من أكثر الأمور التي تبقينا نبتسم ونتمتع بالطاقة، فلم يعد في الوقت مهلة". 

ووصف نفسه بـ"المزاجنجي"، إذ يرى أن الحريّة المطلقة والانفتاح الكامل هما اللذان يصنعان الفنان.

وأردف: "التمثيل لعبة يجب اتقانها، وأختار الدور بناء على قوة النص ومدى تحريك الشخصية لخيال، إضافة إلى انسجامي مع المخرج وفريق العمل، ثم الأجر المادي الذي يفي تعبي".  

 المنصات عززت حرية المشاهد

وشدد "أبو شقرا"، على أهمية المنصات الرقمية، كونها تعطي نوعاً من حرية الحركة للمشاهد وتحرّره من الوقت والمكان والخيارات المفروضة عليه والبرمجة التي كانت تفرضها علينا التلفزيونات. 

وقدّم مقترحاً لتطوّير المنصات الرقمية، ليكون لها سلسلة صالات عرض مثل السينما، بحيث يكون للمشترك بها حرية الاختيار أيضاً بين مشاهدة مسلسلاته إما عبر شاشة عملاقة ونوعية صورة عالية أو على شاشة صغيرة في بيته".