أعلنت كوريا الشمالية، السبت، تسجيل 21 وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إضافة إلى إصابة 288 ألفاً و810 أشخاص وسط تفشٍّ للمرض.
ولم تذكر وسائل الإعلام الحكومية ما إذا كانت الوفيات الجديدة ناجمة عن فيروس كورونا. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، الجمعة، إنه تم تأكيد وفاة واحدة بسبب متغير أوميكرون لفيروس كورونا.
وذكرت الوكالة أن التقارير وردت في اجتماع لحزب العمال الحاكم، السبت، حضره الزعيم كيم جونج أون، الذي قال إن تفشي المرض "أكبر كارثة على البلاد منذ تأسيسها، لكن يمكن التغلب عليها".
ونقلت الوكالة عن كيم قوله إن الأزمة الصحية نجمت عن عدم كفاءة المنظمات الحزبية وعدم مسؤوليتها في استجابتها لمكافحة الوباء ، ويجب بذل الجهود للتغلب على تفشي المرض في أقصر فترة ممكنة.
وأضاف أن بوسع بلاده التعلم من خبرة الصين في التغلب على الجائحة.
من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك-يول، الجمعة، إنه عرض إرسال لقاحات كورونا إلى كوريا الشمالية، وذلك بعد يوم من اعتراف بيونج يانج بتفشي المرض فيها للمرة الأولى منذ تفشي الجائحة عالمياً.
وزعمت كوريا الشمالية لأكثر من عامين أنها خالية من فيروس كورونا، ثم أبلغت عن أول حالة إصابة بالفيروس يوم الخميس، قائلة إن البلاد أعلنت تنفيذ نظام مكافحة الفيروسات "الطوارئ القصوى".
وقالت المتحدثة باسم رئاسة كوريا الجنوبية كانج إين-سون، في بيان، إن "الرئيس يون سيوك-يول يخطط لتزويد الشعب الكوري الشمالي بلقاحات كورونا وإمدادات طبية أخرى".
وأضافت: "يقال إن الحالات المشتبه بها تتزايد بشكل متفجر في كوريا الشمالية مؤخراً بسبب تفشي كورونا الهائل. وسنجري مناقشات مع الجانب الكوري الشمالي حول التفاصيل".
وأصدرت كوريا الشمالية تقريراً ثانياً عن تفشي المرض، الجمعة، قالت فيه إن 6 أشخاص لقوا حتفهم بعد انتشار حمى "بشكل متفجر"، أصابت 350 ألف شخص منذ الشهر الماضي. وقد تم التأكد من إصابة أحد الأشخاص المتوفين بمتغير أوميكرون، وفقاً لوكالة الأنباء المركزية الكورية.
وقال رئيس كوريا الجنوبية في وقت لاحق في تصريحات، نقلتها وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، إن بلاده ستقترح محادثات مع كوريا الشمالية بشأن عرضه.
وأفاد للصحافيين خلال زيارته الأولى لغرفة الصحافة في المكتب الرئاسي الجديد عندما سئل عما إذا كان يعتزم اقتراح محادثات على مستوى العمل مع كوريا الشمالية بشأن اللقاحات: "بالطبع بشكل أساسي من خلال وزارة الوحدة"، وهي المسؤولة عن العلاقات بين الكوريتين.
وذكر مسؤول رئاسي للصحافيين أن وضع كوريا الشمالية أسوأ مما يُعلن عنه. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "نعرف أكثر مما تم الإعلان عنه.. الأمر أكثر جدية مما كان يعتقد".
وأضاف أن الشمال لم يتواصل مع الجنوب بعد، لكن سول ستظل مستعدة للرد إذا طلبت المساعدة بموجب مبدأ فصل المساعدات الإنسانية عن القضايا العسكرية والأمنية.
ولم يخض المسؤول في التفاصيل، لكنه كان يشير على ما يبدو إلى العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية والصاروخية التي تحول دون معظم التبادلات الاقتصادية مع البلاد.
وقال المسؤول إن قرار تقديم المساعدة لم يناقش مسبقاً مع الولايات المتحدة.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قالت للصحافيين، الخميس، إن الولايات المتحدة ليس لديها خطط فورية لمشاركة اللقاحات مع كوريا الشمالية.
وجاء اعتراف كوريا الشمالية بتفشي المرض في الوقت، الذي يواصل فيه النظام اختبار الصواريخ وأظهر علامات الاستعداد للقيام بتجربة نووية في وقت مبكر من هذا الشهر.
وأطلقت بيونج يانج، الخميس، 3 صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه البحر الشرقي في أول استعراض لها للقوة منذ تنصيب يون، الثلاثاء، ما أثار إدانة من كل من سول وواشنطن.
وتم انتخاب يون بعد الإشارة إلى موقفه المتشدد من البرنامج النووي لكوريا الشمالية مع اقتراحات بضرورة توجيه ضربة استباقية في حالة وجود تهديد وشيك ضد الجنوب، لكنه استخدم نبرة أكثر وداً في خطاب تنصيبه، الثلاثاء، قائلاً إن باب الحوار سيظل مفتوحاً، وإن كوريا الجنوبية مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتقديم "خطة جريئة" لإنعاش اقتصاد كوريا الشمالية إذا اتخذت خطوات لنزع السلاح النووي.
كما أخبر يون إذاعة "فويس أوف أميركا"، في مقابلة أجريت معه مؤخراً، أنه منفتح على الاجتماع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج-أون، لكن فقط إذا كان ذلك سيؤدي إلى "نتائج ملموسة" لنزع السلاح النووي وتحسين العلاقات عبر الحدود.
اقرأ أيضاً: