وزير الخارجية المغربي: إسبانيا تناور.. ولا عودة للسفيرة طالما استمرت الأزمة

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة - REUTERS
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة - REUTERS
الرباط -الشرقوكالات

قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الخميس، إن الأزمة مع إسبانيا ستستمر ما دام إبراهيم غالي (زعيم جبهة البوليساريو) موجوداً على الأراضي الإسبانية، متهماً مدريد بالمناورة ومحاولة صرف الانتباه عن السبب الحقيقي للأزمة.

وأكد بوريطة، بحسب موقع "لوديسك" المغربي، أن سفيرة المغرب كريمة بنيعيش لن تعود إلى إسبانيا ما دامت الأزمة مستمرة.

واستدعى المغرب سفيرته الخميس للتشاور، على خلفية الأزمة مع مدريد، التي تتمثل في استقبال إسبانيا لإبراهيم غالي، و"لم يتلقَّ المغرب بعد أي توضيحات أو ردود فعل بشأنه".

وأوضح بوريطة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، أن السفيرة بنيعيش تلقت توجيهات باستدعائها للتشاور في الرباط عشية استدعائها إلى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، مشيراً إلى أن السلطات الإسبانية منحت الدبلوماسية المغربية 30 دقيقة للحضور إلى وزارة الشؤون الخارجية، "وهو عمل غير مسبوق، وغير مألوف في العلاقات بين دول جارة ونادر في الممارسة الدبلوماسية"، مؤكداً أن السفيرة "لا تتلقى تعليمات سوى من بلدها".

وتأتي تصريحات بوريطة مع توتر العلاقات بين البلدين، على خلفية تدفق المهاجرين من الأراضي المغربية باتجاه إسبانيا، واستضافة مدريد لزعيم البوليساريو.

"تقاعس إسباني"

وأرجع بوريطة موجة الهجرة التي شهدتها مدينة سبتة خلال الأيام الأخيرة إلى "حالة الإرهاق في صفوف الشرطة المغربية بعد انتهاء احتفالات رمضان"، وإلى "تقاعس الشرطة الإسبانية" التي تنتشر، على حد تعبيره، "بمعدل شرطي واحد مقابل 100 شرطي مغربي في المناطق الحدودية".

وكشف أن المغرب فكَّك 4163 شبكة للهجرة غير الشرعية في 2017، كما أحبط 48 عملية اقتحام لسياج جيب سبتة الخاضع للحكم الإسباني، مشيراً إلى أن أوروبا لا تمنح المغرب حتى 20% من تكلفة محاربة الهجرة غير الشرعية.

"الخطاب المزدوج"

ووفقاً لموقع "لو ديسك"، أعرب بوريطة عن أسفه لـ"حملة العداء الإعلامي" في وسائل الإعلام الإسبانية، الرسمية منها والخاصة، ضد المغرب من خلال "تعبئة جميع وسائل الإعلام في ظروف غير مقبولة، وأحياناً بتدخل كبار المسؤولين".

ورفض بوريطة ما وصفه بـ"الخطاب المزدوج" للحكومة الإسبانية، مستنكراً وجود "رؤية عفى عليها الزمن" فيما يتعلق بالمملكة المغربية في بعض الأوساط الإسبانية.

واعتبر الوزير المغربي أنه يجب على الحكومة الإسبانية أن تدرك أن "مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس"، وبالتالي "يجب على دوائر معينة في إسبانيا تحديث رؤيتها" للبلد الجار.

واستنكر وزير الخارجية "الهجوم الإعلامي الإسباني تجاه المغرب على أساس أخبار زائفة لا يمكن أن تخفي السبب الحقيقي للأزمة، وهو استقبال مدريد لزعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية بهوية مزورة"، على حد تعبيره.

"مناورة مع الأعداء"

وقال بوريطة إن إسبانيا تحاول صرف انتباه الرأي العام عن المشكلة الحقيقية للأزمة المغربية-الإسبانية، والتي تكمن في كون مدريد فضلت أن تناور مع أعداء المغرب بشأن قضية أساسية بالنسبة للمملكة وللمغاربة.

وأكد بوريطة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، أن المناورات الإسبانية تهدف إلى جعل المسؤولين عن هذه الأزمة بمنزلة ضحايا.

وأشار إلى أنه إذا كانت هناك أزمة بين البلدين فإن ذلك يعود إلى كون مدريد عمدت بشكل سيادي، إلى المناورة مع أعداء المملكة وأن تستقبل على أراضيها شخصاً "يعمل يومياً على محاربة المغرب".

وقال الوزير المغربي إن "إسبانيا تصرفت في هذا الصدد بشكل يثير الكثير من التساؤلات تجاه دولة جارة تحظى بالاحترام، من خلال قبول الدخول في كل هذه المناورات".

وأشار بوريطة في هذا الإطار إلى أن السلطات الإسبانية "يجب أولاً أن تكون شفافة مع الرأي العام والقوى الحية في إسبانيا"، مؤكداً أن هذه الحقيقة لا يمكن أن تحجبها الشتائم والقصف الإعلامي.

وشدد على أن "المغرب سيواصل طلب توضيحات، وسيستمر في اعتبار ذلك هو أصل الأزمة"، لافتاً إلى أن "منطق الإنسانية لم يعد يخدع أحداً"، وذلك في إشارة إلى تبرير مدريد استضافة زعيم البوليساريو بتلقي العلاج من فيروس كورونا.

ولفت بوريطة إلى أن العمل الإنساني لم يفرض أبداً ممارسة المناورة، كما أنه لا يمارس في جنح الظلام، داعياً إسبانيا إلى الاعتراف وتحمل مسؤولية "مواقفها الخطيرة"، ومشدداً على أن المغرب لا يلجأ إلى الابتزاز، "فالمغرب واضح في مواقفه، وعمله".

 وخلص الوزير إلى القول إن "الوقت حان لتوضيح كل هذا، كما يتعين على إسبانيا أن تحدد ما تريده من هذه الشراكة".

اتهامات إسبانية

وكانت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، اتهمت المغرب بـ"الاعتداء والابتزاز" بعد أن وصل أكثر من 8 آلاف مهاجر إلى مدينة سبتة الخاضعة لسيادة إسبانيا، منذ الاثنين الماضي.

وقالت روبليس، في مقابلة مع الإذاعة العامة في إسبانيا الخميس: "إنه اعتداء على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي، وهذا أمر غير مقبول بموجب القانون الدولي"، متهمة الرباط بأنها "تستغل" القصّر.

وأضافت: "نحن لا نتحدث عن شبان تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً، سمح لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 أو 8 سنوات بالمرور وفقاً لمنظمات غير حكومية... في تجاهل للقانون الدولي".

وتابعت "سمّوا هذا الوضع ما تريدون لكنني أسميه ابتزازاً"، مشيرة إلى أنه "ليس من المقبول تعريض حياة قصر أو مواطنين للخطر لأسباب لا أفهمها".

تدفق المهاجرين

واستغل مئات الشباب الجو الضبابي الأربعاء، وبدؤوا محاولة جديدة للاقتراب من السور المعدني الحدودي الذي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار تقريباً قبل أن تصدهم الشرطة المغربية، فيما نزل آخرون إلى المياه وبدأوا السباحة صوب شاطئ سبتة الذي يبعد بضع مئات من الأمتار.

وبحلول الليل، بدأ حشد من المهاجرين كان لا يزال منتظراً لفرصة للعبور، في التفرق بعد أن حثتهم الشرطة المغربية على مغادرة المنطقة المحاذية للحدود.

وبدأ تدفق المهاجرين، الاثنين الماضي، عندما بدا أن المغرب خفف من إجراءات الأمن على الحدود في خطوة اعتبرت على نطاق واسع "رداً" على استضافة إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، للعلاج، بحسب وكالة "رويترز".

وسبق لجمعيات مغربية أن رفعت دعوى قضائية ضد غالي في 2008، وأخرى في 2016، بتهم ارتكاب جرائم حرب. وقالت إسبانيا في وقت سابق إنها توقفت عن ملاحقته جنائياً.