بعد يوم من الهجوم السيبراني.. 20% من محطات الوقود الإيرانية معطلة

time reading iconدقائق القراءة - 5
سيارات تصطف أمام محطة بنزين بطهران بعد هجوم سيبراني عطل التزود بالوقود - 26 أكتوبر 2021 - AFP
سيارات تصطف أمام محطة بنزين بطهران بعد هجوم سيبراني عطل التزود بالوقود - 26 أكتوبر 2021 - AFP
دبي- الشرق

أعلنت إيران، "السيطرة" على الهجوم السيبراني واسع النطاق الذي استهدف 4300 محطة بنزين في البلاد الثلاثاء، وعطل التزود بالوقود، في وقت أن 20% من محطات الوقود في البلاد لا تزال خارج الخدمة. 

ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن المدير التنفيذي للشركة الوطنية الإيرانية لتوزيع المشتقات النفطية كرامت ويس كرمي، تأكيده عودة 80 بالمئة من محطات الوقود في البلاد بشكل اعتيادي، بعد تعرضها لهجوم إلكتروني.

وأضاف كرمي أن 2800 محطة بدأت العمل، وتقدم خدمة التزويد بالوقود على مستوى البلاد، مرجحاً أن تعود كافة المحطات للعمل قبل ظهر اليوم.

وفي غضون ذلك، شدد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، على ضرورة الاستعداد للهجمات السيبرانية والوقاية منها والتجهيز لمكافحتها، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف محطات البنزين.

وقال رئيسي، في اجتماع لمجلس الوزراء الأربعاء، إن الهجوم كان "محاولة للتضييق على المواطنين"، مشيراً إلى أن "السلطات المعنية تمكنت وبسرعة من إدارة الموقف".

الهجوم تحت التحقيق

من جهتها، نقلت وكالة "إرنا"، الإيرانية عن أمين المجلس الأعلى للأجواء الافتراضية أبو الحسن فيروزآبادي، قوله في تصريح الثلاثاء، إن الخلل الذي حصل في منظومات 4300 محطة وقود في البلاد والناجم عن هجوم سيبراني واسع النطاق "تمت السيطرة عليه الآن"، وأضاف بأنه يتوقع أن تعود جميع محطات الوقود إلى حالتها الطبيعية الأربعاء.

وأضاف أن الخبراء يعكفون الآن على دراسة هذه الهجمات، وأن الرأي النهائي حول الهجوم السيبراني سيتم الإعلان عنه في غضون 7 إلى 10 أيام قادمة.

ونشرت شبكة تليفزيون "منوتو"، الناطقة بالفارسية ومقرها لندن، لقطات تظهر اصطفاف السيارات أمام محطات الوقود في أكثر من منطقة بإيران، وأظهرت لقطات أخرى اختراق شاشات المحطات ليظهر عليها عبارات "أين البنزين يا خامنئي".

"هجوم من الخارج"

ورجح فيروزآبادي، أن يكون "الهجوم قد شن انطلاقاً من الخارج، كالهجوم السيبراني الذي تعرضت له منظومات سكك الحديد في البلاد". وقال إنه رغم السيطرة على الهجوم السيبراني إلا انه خلق الكثير من المشاكل، و"نأمل بأن تعود جميع محطات الوقود للخدمة الأربعاء".

وأصاب عطل محطات الوقود في عموم إيران في وقت سابق الثلاثاء، وقال التلفزيون الرسمي بداية، إنه نتج عن "خلل في النظام المعلومات".

وبث التلفزيون لقطات لمحطات مقفلة، بينما اصطفت سيارات على مقربة منها. وقالت المتحدثة باسم الشركة الإيرانية لتوزيع المشتقات النفطية فاطمة كاهي، للتلفزيون الرسمي، إن الشركة دعت إلى "اجتماع طارئ لحل المشكلة".

تنشيط المحطات يدوياً

ونقلت محطة "إيران اينترناشنال"، عن وزير النفط الإيراني جواد أوجي، قوله إنه منذ وقوع "الهجوم السيبراني"، أعيد تنشيط 2200 محطة وقود يدويّاً وبشكل غير متصل بالإنترنت، حتى يتمكن الناس من استخدام البنزين بالسعر الحر، لكن توزيع البنزين ببطاقة الوقود سيُستأنف بعد ظهر الأربعاء.

وأكد الوزير الإيراني، أن الهجمات السيبرانية التي وقعت قبل ظهر الثلاثاء من خلال تعطيل نظام البطاقة الذكية للوقود، أدت لتعطيل بطاقات ومضخات الوقود في جميع أنحاء البلاد.

وقال أوجي إنه في الساعات الأولى بعد الهجوم، في مقر إدارة الأزمات، الذي تم إنشاؤه بسرعة في وزارة النفط وشركة توزيع المنتجات البترولية، قررنا إخراج استخدام البطاقات الذكية من الدورة وتفعيل المحطات بشكل غير متصل بالإنترنت.

هجمات سابقة

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها البلاد لهجوم سيبراني من هذا النوع، إذ تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في مايو عام 2020، عن وقوف إسرائيل، خلف هجوم معلوماتي طال أحد الميناءين الواقعين في مدينة بندر عباس بجنوب إيران، وذلك رداً على ما قالت الصحيفة إنه هجوم إلكتروني إيراني على منشآت هيدروليكية مدنية إسرائيلية.

وفي فبراير من العام ذاته، أعلنت وزارة الاتصالات الإيرانية، أنها تمكنت من صدّ هجوم معلوماتي استهدف شركات مزوّدة لخدمات الإنترنت، وأدى لاضطراب الاتصال بالشبكة لنحو ساعة.

وفي أواخر عام 2019، أعلنت طهران تعرض مواقع حكومية لهجوم "شديد التنظيم". وأكد وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي في حينه أن السلطات "حدّدت وصدّت" التهديد الالكتروني، من دون أن يكشف هوية المهاجمين أو القطاعات المستهدفة.